رسوم تجريدية على قـــــــلادات نسائية
تجاوز ولع اللبنانية ماجدة نصر الدين بالفن التشكيلي، الرسم على سطح اللوحات، ليصل إلى تصميم الإكسسوارات النسائية، وتحديداً القلادات، من خلال تزيينها بمجموعة منوعة من الرسوم التجريدية التي تحمل بأشكالها المتعددة وألوانها المختلفة أكثر من قراءة بصرية، محاولة تسخير خبرتها الفنية التي تمتد إلى 15 عاماً، في خدمة الأناقة التي تنشدها المرأة دائما.
وذكرت التشكيلية اللبنانية أنها دخلت عالم الإكسسوارات النسائية بمحض الصدفة، إذ استشعرت في لحظة ما أنها تستطيع إضافة لمسات فنية خاصة إلى القلادات التي تستهوي غالبية النساء، مشيرة إلى أن دخولها إلى هذا المجال كان هدفه الارتقاء بجزء من أناقة المرأة، خصوصا الباحثة عن التميز.
وأضافت نصرالدين عن تجربتها الجديدة لـ«الإمارات اليوم»، «يشكل الرسم على الإكسسوارات تحديا جميلا لي، إذ يتطلب ذلك وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً، لاسيما أن إنجازه يستدعي التركيز والدقة المتناهية التي لابد أن تتوافر في الفنان، فحجم الإكسسوارات النسائية وتحديداً القلادات، غالباً ما يكون صغيراً، يصل طول وعرض بعضها من سنتيمتر واحد إلى خمسة سنتيمترات، والحجم الصغير يحتاج إلى جهد مضاعف لإنجاز تصميمه بما يحمله من تفاصيل مختلفة».
موادّ منوّعة
ولإنجاز تصاميم تلك الإكسسوارات ورسومها لجأت الفنانة إلى استخدام مجموعة مختلفة من المواد التي تنوعت بين الكرتون والبلاستيك والخشب وغيرها، حسب نصرالدين التي قالت «أنوّع في الخامات التي أستخدمها، ومن أهمها مجموعة من الحصى التي غالباً ما أقوم بالتقاطها من على شاطئ البحر الذي أعشقه، والذي يمثل لي إلهاماً فنياً كبيراً لا أستطيع الاستغناء عنه».
وتابعت «لعل أبرز ما يميز هذه القلادات، أنها لوحات فنية حقيقية استخدمت فيها المواد نفسها التي أستخدمها في رسم لوحاتي الفنية، ويمكن تحويلها إلى لوحة في أي وقت، وذلك من خلال تعليقها أو وضعها في برواز خاص، كما أن تصميمها يتيح استخدامها بأشكال متعددة، حيث يمكن ارتداؤها سواراً في اليد، أو خاتما، إلى جانب ارتدائها قلادة»، مشيرة إلى أن تصاميمها ولوحاتها المصغرة تجذب نساء كثيرات يبحثن عن التميز، ولاسيما اللاتي يمتلكن حساً فنياً عاليا. وعن أسعار القلادات التي تأخذ شكل لوحة فنية، أفادت نصرالدين بأنها متفاوتة، معتبرة أن أثمانها معقولة إذا ما تمت مقارنتها بأسعار اللوحات الكبيرة، خصوصا أنها تمنح البعض فرصة اقتناء عمل فني بسعر معقول.
بدايات
وعن بداياتها في المجال الفني، قالت التشكيلية اللبنانية «نشأتي في بلدي لبنان ذي الطبيعة الخلابة، كانت لها بالغ الأثر في ولادة موهبتي الفنية منذ الصغر، والتي عمدت إلى تنميتها في الصفوف المدرسية، وصولاً إلى المرحلة الجامعية حين قررت الانضمام إلى كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، تخصص رسم وتصوير»، مشيرة إلى أنها بعد تخرجها في الجامعة، شاء القدر أن تنتقل للعيش في دبي، لتبدأ مسيرتها الفنية فيها بالرسوم التصويرية التعبيرية، لتصل إلى الرسوم التجريدية.
وأكملت «التحقت عضوة في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والتي أسهمت بشكلٍ كبير في رسم ملامح مسيرتي الفنية، واشتركت بعد ذلك في إعطاء دورات فنية للصغار، وفي المعارض العامة التي تقيمها الجمعية ودائرة الثقافة والإعلام في الشارقة منذ عام ،1995 إلى جانب كبار الفنانين العرب الذين كنت أعتبرهم أساتذة الفن منذ أن كنت طفلة، مثل فاتح المدرس، وجاذبية سري، ووداد أورفلي وغيرهم».
وأفادت نصر الدين بأن أبرز مشاركاتها كانت بينالي الشارقة الدولي للفنون لثلاث مرات في أعوام (،1995 ،1997 1999)، والبينالي الدولي الثالث لفنون الرسوم المعاصرة في العالم الإسلامي ـ إيران في عام ،2005 والرابع في ،2006 وفي مجموعة من المعارض الفنية الأخرى ومنها معرض (البورتريه) في العام ،1999 ومعرض (عيون عربية) في العام ،2000 في متحف الشارقة للفنون، وتمثلت مشاركتها الفنية الأخيرة في المعرض التشكيلي العام في دورته الثامنة والعشرين الذي أقامته جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في متحف الشارقة للفنون، إلى جانب ثلاثة معارض شخصية.
جهل بصري
قالت الفنانة اللبنانية ماجدة نصر الدين «خلال مسيرتي الفنية التي امتدت 15 عاماً، لمست اهتماماً واضحاً من المؤسسات الثقافية في الإمارات، لتنمية الحركة الفنية، لكني آمل أن يصل ذلك الاهتمام إلى المؤسسات التعليمية المختلفة وأهمها وزارة التربية والتعليم، وذلك لخلق جيل يدرك أهمية الفن ومكانته وقدرته على بناء وتطوير المجتمعات»، مشيرة إلى أنه للأسف يعاني غالبية الأطفال من جهل بصري، إذ لا يميزون في الأعمال الفنية ما بين اللوحة والصورة، ولا يعلمون شيئا عن المدارس الفنية المنوعة التي ينتقي منها الفنان ما يناسب ويلائم موهبته. وطالبت بالتركيز على إعداد مناهج متخصصة بمجال التربيـة الفنيـة، لا تكتفي بتطبيق الجانب العملي فقط، بل تجمـع بينه وبين الجانب النظري، لتكون المحصلة وعيا وإلمـاما بأساسيات ومبادئ الفن لمحو ذلك الجهل البصري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news