طهو وتذوّق في «الخليج الغذائي»
تميز معرض الخليج للأغذية «غلفود» بأنه لم يقدم عروضاً للوجبات أو الحلويات أو المنتجات التي تدخل في الأكلات المختلفة فحسب، بل كان فرصة لزواره ليروا أعمالاً نحتها الطهاة بالسكر أو الشوكولاتة أو الثلج، أو حتى ليشاهدوا الطبخ الحي ويتذوقوا الأكلات التي أعدها طهاة من مختلف أنحاء العالم. وتميزت الأجنحة الغربية في المعرض الذي اختتمت فعالياته أمس في المركز التجاري في دبي، بعرضها منتجات تحكي عن هوية بلدان عدة، بدءاً من أميركا ووصولاً إلى اليابان وإسبانيا، بالإضافة إلى طهاة قدموا وجبات سريعة أعدوها أمام الحضور.
وقال الشيف جيري أداسكا من شيكاغو «حرصت من خلال المشاركة في المعرض على أن أقدم للناس بعض سندويتشات الدجاج واللحم، فعروض الطهو أو تحضير الطعام أمام الناس أمر ممتع ويجذب الحضور، ومن خلال عملي وخبرتي في مهرجانات الأغذية أستطيع أن أؤكد أن الناس تستمتع متى وجد الطعام، وبالتالي فأي منتج جديد يجذبهم ويدفعهم للتجربة».
وأضاف أداسكا لـ«الإمارات اليوم» حول الطعام الذي قدمه في المعرض أن «هذه الأكلة تشبه الشاورما، ولكنها عبارة عن لحم أضيف إليه خلطتي السرية، بالإضافة إلى البهارات، وقد سحقته جيداً وبعدها وضعته على السيخ، فيما الشاورما العربية توضع على الآلة الخاصة بالشواء كطبقات من الدهن وأخرى من اللحم والبهارات».
واعتبر الشيف المشارك في الجناح الأميركي أن تذوق الناس مهم جداً في المهرجانات لأن كل شخص يجرب الطعام الذي يعده يعتبره زبونا مستقبليا.
أما الشيف الأميركي طوني لوكثيرد، فقدم العديد من السندويتشات التي كان يحضرها تحت اسم تشييز ستيك، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً مختلفة من هذه اللحوم التي غالباً ما يحضرها عن طريق الضغط وليس الشواء، ما يتيح طهو اللحم بالماء المستخلص منه، وبالتالي يحصل على نكهة مميزة للطعام، مع التأكيد على عدم إضافة الزيوت إطلاقاً.
دروس
قال مدير اتولييه دي شيف في فندق لي ميريديان في دبي، الشيف غريغوري خلوف الذي قدم دورساً في الطبخ، اجتذبت كثيراً من الحضور «أحاول من خلال الحصص أن أستعرض طبخات معدة من المنتجات الفرنسية، لأننا موجودون في الجناح الفرنسي، علما بأنه ليس من الضروري أن تكون جميع الأطباق مرتبطة بفرنسا»، مشيراً إلى أن الدرس يستغرق نحو 30 دقيقة، ثم بعد ذلك يحول مكان الدرس إلى مطعم صغير بإضافة المتطلبات الخاصة كالطاولات والكراسي والديكور، وبعدها يتناول المشاركون الوجبات التي أعدوها.
|
وأضاف لوكثيرد أن «هذه الطريقة ليست جديدة في الطهو، ولكن على الرغم من ذلك فقد استغرقت مني ثلاث سنوات للوصول إلى النكهة التي أقدمها في الوقت الحالي».
وعن المشاركة في المعرض قال إنها «تتيح الاحتكاك بفئة من الناس لا تعرف منتجاتنا، كما أننا لاحظنا من خلال المعرض، الإقبال على الوجبات فيومياً أعمل لساعات طويلة وهذا ممتع بالنسبة لي، والمعارض تساعدنا على تقديم أنفسنا، وكذلك تعرف الناس بأكلات من مختلف أنحاء العالم».
أما الشيف ماركو ديروباتيس المسؤول عن تقديم البوظة في الجناح الايطالي، فلفت إلى أنه يقدم للناس البوظة على الطريقة الايطالية التقليدية والقديمة والتي تعتمد على الفاكهة الطبيعية، فلا يستخدم المواد الصناعية أو الملونات. واعتبر أن اتباع الطرق التقليدية في الإعداد يجعلها أكثر صحية، ومقبولة جداً من قبل الناس، فيومياً تنتهي البوظة التي يعدها ديروباتيس.
مسابقة
وإلى جانب عروض الطبخ والوجبات التي كانت تقدم في معرض الخليج للأغذية، كان لافتاً للأنظار التماثيل المتعددة التي حضر بعضها من السكر، وبعضها الآخر من الشوكولاتة والتي قدمها الطهاة في المسابقة السنوية التي تقام ضمن المهرجان. وما ميز تلك الأعمال النحتية التنوع في الصور التي تعرضها، إذ ارتبط بعضها بصور من المجتمع المحلي.
وأوضح المسؤول عن مسابقة صالون كولونيل التي يقيمها المركز التجاري، الشيف الألماني ريموند هامرلي، طبيعة المسابقة قائلاً إنها «تعد مسابقة عالمية، ويمكن للعديد من الطهاة الاشتراك فيها ضمن فئاتها الـ 20 التي تتنوع بين النحت أو حتى الطهو الحي أمام الناس، أو حتى الطبخ الإماراتي»، مشيراً إلى أن شروط المسابقة ليست صعبة، وهناك أعداد محددة في كل فئة، وبلغ عدد المشاركين ما يقارب 1500 طاهٍ.
وتتنوع فئات المسابقة بين الطبخ الحي أو النحت بالشوكولاتة أو بالثلج أو السكر، بالإضافة إلى فئة الأطباق النباتية، أو حتى الإماراتية، حسب هامرلي الذي تابع «بعض فئات المسابقة يتضمن إعداد الطهاة لخمس وجبات تقدم باردة، وتعد تحدياً للطهاة، لأن شكل الطعام هو الأساس للحكم على الطبق وليس التذوق، فالحكام يلتفتون إلى شكل الطعام بعد تحضيره بساعات».
وأكد هامرلي أنه من الضروري في المسابقة عدم تكرار مكونات الأطباق «فلا يمكن أن يستخدم الطاهي البط مثلاً في أكثر من طبق أعده»، لافتاً إلى تضمن المسابقة فئة جديدة وهي المطبخ العربي الحديث والتي تحث على الابتكار في الأطباق التقليدية.
وبين الشيف الألماني أن عدد المشاركين منذ قيام المسابقة حتى المسابقة الحالية لم يقل، وأن هناك عدداً من الفنادق التي غابت وحلت مكانها فنادق أخرى، والتي تتنوع من ثلاث الى خمس نجوم.
وأضاف أن «المشاركة في المسابقة لا تضمن الربح، لأننا أحياناً لا نقدم رابحاً للذهبية، لأن الأطباق يجب أن تناسب التوقعات، لذا فالمسابقة مهمة للكشف عن الكثير من المواهب المهمة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news