مجموعة زيات الأخيرة.. ربيع حافــــــــــل بالألوان
بين ألوان ثلجية، وأخرى تأخذ لمعات فضية، كانت مجموعة المصمم اللبناني آدم زيات الأخيرة لربيع وصيف ،2010 التي تدرجت بين لمسات الربيع الأولى وبين أخرى تنضح بألوانه الصارخة الجذابة، والتي قدمها زيات أخيراً في العاصمة اللبنانية بيروت، مؤكداً لـ«الإمارات اليوم» أنه غالباً ما يفضل اعتماد حسه الخاص في اختيار الألوان أو مواعيد عروضه، رغم تماشيها مع ما يسود على منصات الموضة العالمية، متسائلاً «أين الابتكار والتجديد، إن كنا سنكرر ما يقدمه الآخرون؟».
عبر 30 فستاناً، ظهرت قدرة زيات على تقديم مجموعة متكاملة في حكايتها ومتسلسلة في أفكارها، إضافة إلى تمكنه من تنفيذ أفكاره بطريقة متقنة واضحة المعالم رغم صعوبة القصات المعروضة، والتي تنوعت في تصاميمها، ومناسبة لأغلب الأذواق رغم تشابه الفكرة في معظمها، إضافة إلى تنوع الألوان، التي بدأت بيضاء ثلجية، وأخرى تتخذ من الفضة لمعتها، لتتنقل الألوان إلى ربيعية، بين الوردي، والأحمر الصارخ، والفوشي، والأصفر الكركمي، والآخر الليموني، إضافة إلى تقديمه مجموعة من التصاميم بألوان ترابية وقريبة من لون البشرة، مثل البيج البطيخي، والبيج الفاتح اللماع، والترابي، والآخر المتدرج بألوان البني، إضافة إلى الأسود، ملك فساتين السهرة، كما كان للأقمشة المطبعة دورها أيضاً، على الرغم من أنها قد تكون الحلقة الأضعف في المجموعة، سواء في ألوانها أو قصاتها.
لكل النساء
أبرزت التصاميم جرأة المصمم في تقديم أفكاره دون مساومات، مبيناً أنه وخلال عروض الأزياء «يجب أن يقدم المرء ما يشعر به، وما يريد تقديمه دون مساومات، ودون أن يفكر ما إذا كانت السوق تحتاج إلى هذا أو ذاك، فمن خلال عروض الأزياء، يقدم المصمم ذاته، بابتكار ودون تكرار، منصة عرض الأزياء هي ملك أفكاري الخاصة، بينما تتحول هذه الأفكار في دار أزيائي (آدم كوتور)، إلى أخرى ملك لمن يرغب فيها، ويتم تعديلها بالطريقة الأنسب لكل امرأة»، فبين تصاميم كانت أقرب إلى ثوب السباحة، وأخرى تكشف عن منطقة الصدر، وثالثة شديدة القصر، لم تفتقر أي منها إلى الجمال والأناقة اللافتة، قدم زيات أيضاً مجموعة مميزة من التصاميم التي لا يمكن إلا أن تتناسب مع جميع الأحجام والفئات من النساء، بعيداً عن تلك العروض التي غالبا ما يقدم مصمموها مجموعات لا تصلح سوى لعارضات الأزياء.
وتنوعت القصات في مجموعة زيات بين تلك الضيقة حتى الحوض، وبين أخرى أشبه بالقميص الواسع المثبت بتنورة ضيقة تتسع مع انسدالها، ما يخفي مشكلات الخصر تماما، علاوة على تصاميم بطبقات من الكسرات المزينة للأرداف والتي تعطي انحناءات شديدة بين الخصر والأرداف وهي التصاميم المناسبة للنحيفات اللاتي يفتقرن إلى الأرداف الممتلئة، إضافة إلى تصاميم تتجمع فيها الخامات في منتصف الصدر منسدلة كشلال في مركز الفستان، ما يعين على تغطية مشكلة الكرش العالي، وأخرى بانتفاخات والتواءات متعددة عند منطقة الصدر، لتزيد من حجمه، بينما تزينت قصة جذع آخر أشبه في قصته بمنديل مشغول مائل جزئياً ويغطي الجذع كاشفاً عن كتف واحدة، بطريقة تعين على التخفيف من حجم الصدر الكبير، وتصاميم أخرى عدة، لم تفتقر إلى دقة التفاصيل والتنوع الشديد في القصات رغم ثبات أغلبها على طريقة موحدة في التنفيذ ما جعلها منسابة في تسلسلها، كما تميز أحد تصاميم السهرة بطرحته التي كانت جزءاً من قميص الجذع من التول الرمادي المغطي لقماش ترتر الذهبي الراقي، مزيناً أطراف التول بشريط من الدانتيل، ما أعطى أناقة وأنوثة شديدة على التصميم الذي يمكن أن يناسب حفلات مثل الخطوبة أو «كتب الكتاب».
قلائد
استطاع المصمم اللبناني في مجموعته أن ينوع في تزيينه للتصاميم، والتي تفاوتت بين تلك المشكوكة بكثافة عند منطقة الجذع، وبين ثانية من أقشمة سادة غير مشكوكة، وبين تصاميم تميزت ببساطتها الشديدة في التزيين، بالتفافات من قلائد بدت ذات تصميم ملكي ابتداءً من الكتف ونزولاً تحت الصدر بين كسرات وتموجات الأقمشة، ملتفة على الظهر لتنسدل مرة أخرى مع الأذيال، كما تزينت أغلب الفساتين الأخرى بشرائط مقواة من الأقمشة المشغولة بالأحجار، والتي رسمت تشكيلاتها وتقاطعاتها على الظهر حيث بدت أقرب بأحزمة مترابطة لدروع قديمة، أو أخرى قطعت الكتف عرضاً والتي تنقسم متحولة إلى ثلاث مع وصولها إلى الظهر، بينما انسدلت أخرى على سيقان العارضات.
ومال زيات في مجموعته إلى الأقمشة التي غالبا ما تستخدم في فساتين السهرة، منوعا بين الخفيف المنساب منها، وبين السميك القادر على تحقيق الحجم أو والانتفاخات المطلوبة في أماكنها، مازجا بين الشيفونات، والتول، والحرير، والتافتا، والموسلين والبروكارد الحريري ذي التعريقات النباتية الذاتية، والدانتيل، إضافة إلى استخدامه القماش المحاك بالكامل بالترتر، والذي استطاع أن يقدمه بطريقة مبتكرة ومميزة، في عدد من التصاميم، اختفت خجلا تحت خامات شفافة أخرى، أظهرت التماعته الخاصة دون مبالغة.