‏‏بهدف تجنيب المختصين الخطأ في تحديد كمياتها

‏طبيب إماراتي يجدّول جرعات تخدير الأطفال‏

محمد منصــور: الجدول لاقى إعجاباً في مستشفيات أوروبية وأميركية. من المصدر

‏تمكّن الطبيب الإماراتي المختص في طب أسنان الأطفال في جامعة تفتس في أميركا، محمد منصور، من وضع جدول يحدد فيه جرعات التخدير الخاصة بالأطفال، حسب أوزانهم، كي يتجنب الأطباء الخطأ في تحديد كميات تلك الجرعات، وبالتالي يساعـد على حمايـة الأطفال من المضاعفات المحتملة لزيادة كميات المخدر. وحاز الجدول إعجاب جامعات ومؤسسات طبية عدة في الولايات المتحدة وفي أوروبا، ونشر في دورية طبية متخصصة، حسب الطبيب الإماراتي.

 مشروعات مقبلة ‏

 اعتبر الطبيب الإماراتي محمد منصور، أن التقدم العلمي هو أساس بناء الوطن وتقدم أبنائه، «وفقاً لرؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يؤكد أهمية وجود كوادر مواطنة على درجة عالية من الكفاءة والعلم، تسهم في النهوض بالإمارت إلى مصاف الدول المتقدمة»، مشيراً إلى أنه يعمل في المرحلة الحالية مشروعات عدة وأهمها، «نظام الوصفة الطبية الإلكتروني للأدوية المتعلقة بطب أسنان الأطفال، الذي يعد دليلاً طبياً إلكترونياً يعمل على تسهيل اختيار الوصفة الطبية بطريقة حسابية معتمدة من الأكاديمية الأميركية، تبعاً لوزن المريض وحالته الصحية. بالإضافة إلى إظهار الأدوية الضارة وكيفية استخدامها مع الدواء الموصوف من الطبيب، ما يوفر كثيراً من الوقت والجهد لأطباء الأسنان».‏

 

وذكر منصور، الذي يعد حالياً لنيل شهادة الماجستير في العلوم في قسم الأبحاث في جامعة تفتس، أنه «أول من وضع جدولاً يحدد جرعات تخدير الأطفال»، مشيراً إلى أن المخدر الموضعي هو الإجراء الأكثر شيوعاً في طب الأسنان، وأن هناك أنواعاً عدة ومختلفة من التخدير يعتمد اختيارها على قوتها ومدة التخديـر المطلوبة، وأن الاختلافات في ما بينها تكون من حيث التركيبة الكيميائية.

وأضاف الطبيب الإماراتي لـ«الإمارات اليوم» عبر الهاتف من أميركا «من المهم أن يحدد الطبيب قبل بدء العلاج الجرعة المسموح بها لكل مريض، اعتماداً على وزنه وحالته الصحية، فيجب الحرص على عدم تجاوز الجرعة القصوى، تجنباً للمضاعفات المحتملة، لاسيما في التعامل مع الأطفال»، لافتاً إلى أن جرعة تخدير الصغار، لاسيما الخاصة بطب الأسنان تخضع لأربع عمليات حسابية معقّدة.

وأوضح أنه «يجب تحديد الجرعة لكل طفل حسب وزنه، ففي البداية تحسب جرعة المخدر بالملليغرام، ثم بعد ذلك يتم من خلال عمليات حسابية متتالية تحويلها الى الملليلتر كونه سائلاً، ولتجنب هذه الحسابات كلها أعددت جدولاً قمت بنفسي بتضمينه جميع الأوزان، إذ إنني بدأت من وزن كيلوغرامين، ووصلت إلى وزن 50 كيلوغراماً، لأن علينا أن نأخذ في الحسبان الأطفال الذين يعانون من البدانة، والذين لا يمكن معاملتهم على أنهم كبار في الجرعة التخديرية».

ونوّه الطبيب الإماراتي إلى عدم وجود اختلافات في نوعية المخدر بين المخصص للأطفال أو الآخر المخصص للكبار، موضحاً أن «الفرق الأساسي في الجرعة، وأن أي خطأ يحدث في تحديد كمية التخدير من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات فهي ممكن أن تؤثر في جهاز القلب، وكذلك الجهاز العصبي، وأحياناً قد تسبب الوفاة، لاسيما مع الأطفال الذين هم أكثر عرضة لذلك من الناحية الفسيولوجية، كون جسمهم يتميز بالقابلية لامتصاص الجرعة».

وأفاد منصور بأن الجدول الذي وضعه عبارة عن جدول مطبوع يوضع في عيادات طب الأسنان، كون الجرعات مخصصة لهذا المجال، دون أن ينفي إمكانية استخدامه في مجالات طبية أخرى. وشبّه الطبيب هذا الجدول بجداول النمو التي تتوافر في عيادات الأطفال، والتي توضح نمو الطفل بشكل طبيعي أو العكس. وبحسب الطبيب الإماراتي لاقى الجدول اهتماماً كبيراً بجامعة تفتس والعديد من كليات أسنان الأطفال في أميركا وأوروبا، وعرض في معارض عدة تتعلق بطب أسنان الأطفال في واشنطن وميامـي وبوسطن، كما أنه تم نشر دراسـة الجـدول الاستبياني في المجلة الطبية الرسمية للأكاديمية الأوروبية لطب أسنان الأطفال، كما أن هناك محادثات على إدخاله في أحد الكتب المتعلقة بطب الأسنان والتخدير.‏

تويتر