‏متحف السيارات القديمة يجتذب هواةً جدداً‏

‏الشارقة تحتفي بمركبات الماضي ‏

نادي ومتحف الشارقة للسيارات القديمة ملتقى لهواة السيارات الكلاسيكية. تصوير: تشاندرا بالان

قال رئيس مجلس إدارة نادي ومتحف الشارقة للسيارات القديمة المهندس أحمد محمد راشد الجروان، لـ «الإمارات اليوم» إن «فعاليات (أيام الشارقة للسيارات القديمة) هدفت إلى جمع هواة السيارات القديمة تحت مظلة واحدة، سواء للتعاون أو تبادل الخبرات والمعلومات والأفكار، إضافة إلى رغبتنا الدائمة، في الاحتفاء بأعضاء النادي في يوم تأسيسه، والذين يصل عددهم إلى نحو 800 عضو وعضوة»، مضيفاً أن «فعاليات الدورة الثانية من (أيام الشارقة للسيارات القديمة) التي اختتمت أمس، في مقر النادي في الشارقة تضمنت مشاركات لأصحاب معارض السيارات، من الراغبين في بيع أو شراء السيارات الكلاسيكية، ما يعني توفير سوق كبيرة ومفتوحة سواء للأعضاء أو للزوار، الراغبين في البيع أو الشراء، أو حتى التعرف إلى ما تقدمه السوق اليوم».

وافتتح الحدث، أخيراً، سمو الشيخ مروان بن راشد المعلا رئيس اتحاد الإمارات لرياضة السيارات والدراجات النارية، إذ استعرض مرافق النادي والمتحف، من قاعات وورش صيانة، والخدمات التي يوفرها النادي، كما استعرض أنواع السيارات التي يمتلكها المتحف، والمشاركة في الحدث من مقتنيات الأعضاء أو أصحاب المعارض، والأنشطة المخصصة للأطفال.

اتفاقات

يوقّع نادي ومتحف الشارقة، اليوم، مذكرة تفاهم مشترك مع منتدى الشارقة للتطوير، والتي سيتم من خلالها العمل على خطط مشتركة لتطوير النادي ومشروعاته المقبلة، كما سيتم التفاهم على اتفاقية تعاون مشتركة بين النادي ونادي الإمارات للسيارات ممثلاً للاتحاد الدولي للسيارات والدراجات النارية، في محاولة لدعم نادي ومتحف السيارات القديمة، عبر شراكة لتطوير النادي والتعاون معه في خططه ومشروعاته المستقبلية. وقال رئيس نادي الإمارات للسيارات ونائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات والدراجات النارية محمد بن سليم، إن النادي والمتحف «يعد الأول من نوعه في الإمارات، وكان من الواجب علينا أن نكون نحن أيضاً سباقين في تعاوننا ومشاركتنا لهذا المشروع المهم ودعمه، ونشر الثقافة والتوعية بالسيارات الكلاسيكية وأهميتها وجماليتها».‏

أنشطة عائلية

وأشار الجروان إلى أن الحدث تضمن عدداً من الفعاليات التي راعت إرضاء أفراد العائلة تحت سقف النادي، إذ توافرت ألعاب تنتشر في أرجاء النادي خاصة بالأطفال، وتوفير خيول البوني الصغيرة للراغبين منهم في ركوبها، كما وفر النادي سوقاً للأكلات الشعبية، إضافة إلى وجود الفرق الشعبية التي تقدم عروض «العيالة» و«الليوا»، «ما يجعل النادي، مقراً مناسباً لجميع أفراد العائلة، ومكانا مناسبا للعضو وعائلته أو للزوار الراغبين في التعرف الى النادي وخدماته، بهدف أن يشارك الفرد المحب لهذه الهواية بقية أفراد العائلة في هذا الشغف، إضافة إلى بناء وجذب جيل جديد صغير من أبنائنا إلى هذه الهواية الآمنة».

وأضاف الجروان ان «أهداف النادي مجتمعية وللتوعية، أكثر من أن تكون تجارية، إذ يهتم بنشر ثقافة السيارات القديمة، واقتنائها، والاهتمام بها، وهو الأمر الذي جعلنا نهتم بتقديم مرافق وخدمات خاصة بالأطفال بين سن الثامنة و15 عاما، من عضويات رمزية تبلغ 100 درهم في السنة، والتي تخول الأطفال وعائلاتهم دخول النادي واستخدام مرافقه المختلفة، كما تتوافر أنشطة رياضية وشاشات تلفزة، وصالات مخصصة للدراسة وتصفح الإنترنت»، معتبراً أن ذلك يوفر مظلة آمنة للهواة وأبنائهم للاستمتاع بالأنشطة والفعاليات المختلفة في مقر النادي، ما يعني بناء جيل جديد، مهتم بالسيارات الكلاسيكية، محب لهذه الثقافة «فهي في النهاية ليست مجرد أكوام حديدية، بل هي تاريخ يحمل قصصاً عدة لأصحابه، والنادي والمتحف، هما المكان الأمثل لتكريم وتقدير هذه الثقافة».

وقال الجروان إن تنظيم مثل هذه المناسبات «يعيننا على طرح خدماتنا للمجتمع ومحاولة جذب العائلة لها، كما تجعلنا نحرك الحماسة لدى أصحاب السيارات القديمة وهواة اقتنائها، من خلال تخصيص يوم لهم، للاجتماع تحت سقف واحد، فيشعرون بقيمة هذه الهواية وبأنهم ليسوا وحيدين، بل تجمعهم صداقات واتصالات مع آخرين يهتمون بالأمر نفسه، إضافة إلى رغبتنا في تسليط الضوء الإعلامي على هؤلاء الهواة الجدد من الشباب، خصوصاً أنها هواية بدأت في الانتشار في الفترة الأخيرة فقط، وبدأ معها تقدير السيارات القديمة والاهتمام بها، الأمر الذي يسبقنا فيه الأوروبيون بعقود طويلة».

هواية أجيال

وقال نائب رئيس مجلس إدارة نادي ومتحف الشارقة للسيارات القديمة الدكتور صلاح طاهر الحاج، إن الهدف من تنظيم هكذا فعاليات هو «إبراز الهواية وتعزيزها كثقافة تدخل في أسلوب الحياة، إضافة إلى جمع الهواة تحت سقف واحد وتوفير قناة تواصل بينهم وبين الآخرين من هواة، أو مهتمين، أو مع سوق السيارات، فالمهتم بهذه الهواية يمكن له أن يجد بغيته تماماً هنا»، مشيراً إلى أن اهتمام النادي وأعضائه ومجلس إدارته بالسيارات وشغفهم الحقيقي بها، يعني تمتعنا بمصادرنا الخاصة لجلب واستيراد قطع الغيار التي قد تكون نادرة، أو صعبة المنال بالنسبة للعضو، بعيداً عن الغش التجاري للورشات الخارجية «ما يعني أننا استطعنا الحفاظ قدر الإمكان على أصالة السيارة وحالتها الأصلية، ما يعني الحفاظ على قيمتها وجمالها».

ويقتني الحاج أربع سيارات كلاسيكية تراوح الواحدة بين 100 ألف إلى 200 ألف درهم، مضيفاً انني «شغوف بالسيارات منذ طفولتي، إذ كنت أذهب مع والدي طاهر الحاج إلى وكالاته وورشاته للسيارات ما جعلني أحب السيارات القديمة جداً»، وهو الأمر الذي جعله يتخصص في الهندسة الميكانيكية.

آباء وأبناء

وذكر عضو نادي الشارقة للسيارات القديمة سالم عبيد تريم، أن حبه وشغفه بالسيارات القديمة، بدأ مع بداية صداقته بالجروان، مضيفاً «منذ ذلك الحين بدأت أتابع معه أنواع السيارات، ونبحث عنها خلال أسفارنا».

ويقتني تريم حالياً سيارة من نوع «بوغاتي» تعود إلى عام ،1950 وقال ان «الحدث يعزز من أهمية هذه الهواية والتوعية بها كثقافة بين الشباب، وبدأنا في الآونة الأخيرة استقطاب جموع الشباب، والأمر لايزال في بدايته»، لافتاً إلى أنه يزور النادي مع أبنائه الصغار بهدف تعريفهم بهوايته ونقل حب السيارات القديمة لهم، ومنهم ابنه علي ( 13 عاماً)، الذي كشف عن سبب حبه للسيارات القديمة قائلاً: «هي سيارات نادرة، لا يمكن أن تجد منها الكثير، ما يعني أن اقتناءها أمر مميز»، مؤكداً أنه يصر على والده دائماً في أن يحتفظ بسيارته الكلاسيكية له «فأنا بانتظار سن الـ18 لأتمكن من قيادتها، كما أعجبتني سيارة أخرى أتمنى من والدي أن يقتنيها لي بانتظار أن أقودها بعد خمس سنوات».

جديدة مقابل قديمة

أما شغف عضو النادي منصور العوضي، بالسيارات القديمة فبدأ منذ حصوله على رخصة القيادة في مطلع تسعينات القرن الماضي، موضحاً «تحديداً، بعد أن وقعت عيناي على سيارة من نوع لينكولين في حالة سيئة، وكنت حينها أقود سيارة رنج روفر جديدة ابتاعها لي والدي هدية لي، لكني وقعت في حب تلك السيارة وكنت راغباً في شرائها، إلا أن صاحبها رفض ذلك تماماً، فلم يكن أمامي سوى أن أعرض عليه تبادل سيارتي الجديدة، بسيارته القديمة التي لا تعمل»، مشيراً إلى أنه ومنذ تلك اللحظة وحتى ست سنوات لاحقة، كانت هي سيارته الرئيسة التي يتنقل بها في كل مكان.

ويمتلك العوضي حالياً 10 سيارات كلاسيكية تتفاوت أنواعها بين الأوروبي والأميركي، مفضلاً إياها تماماً على السيارات الحديثة، مشيرا إلى أن السيارات القديمة، كانت تأخذ وقتها الكافي لأن تصمم وتنتج بفخامة وبذخ وشغف، فكانت السيارات محدودة والشركات محدودة ومعروفة، أما الآن فإن الأمر تجاري بحت، مشيراً إلى أنه وجد في النادي الملجأ الذي يعينه على الحفاظ على سياراته القديمة دون أن يخاف من التلاعب بها، كما يحدث في بعض الورش التجارية الخارجية، وأهداف النادي غير تجارية، ومجلس إدارته من المتطوعين الشغوفين والمحبين لهذه الهواية، مضيفاً «الأمر يجعلني أشعر بالأمان هنا، وأعلم بأنني سأجد الرعاية والحرص الكامل على سيارتي، وشغفاً بصيانتها وحمايتها يفوق شغفي وحبي الشخصي لها».‏

تويتر