‏فيتامينات الأغذية طريق الحصول على صحة مثالية‏

‏المكمّلات الغذائية.. بعضها مفيـد‏

المكملات الغذائية سوق كبيرة تضم أنواعاً مختلفة. غيتي

‏تنتشر أنواع المكملات الغذائية التي تتراص على أرفف الصيدليات والمتاجر المتنوعة، منها ما يعد بتغذية الشعر، أو البشرة، أو الأظفار، وتتنوع الدراسات التي توضح أهمية فيتامينات معينة لأعراض صحية ما، إلا أن هناك من الفيتامينات أنواعاً معينة، تحتاج إليها كل امرأة لتتمكن من الحصول على حياة صحية أفضل، وهي الفيتامينات التي تتوافر في أنواع الأطعمة والمشروبات، إلا أن كفايتها من عدمه هو ما يثير جدل العلماء، ويحوّل المكملات الغذائية إلى سوق تشمل المفيد من غيره.

وذكرت المديرة الطبية لبرنامج «لايف ستايل 180» في عيادة كليفلاند الطبية الأميركية إليزابيث ريكاناتي، أن الطريقة المثلى للحصول على ما يحتاج إليه المرء من الفيتامينات، هي عبر الأطعمة، فتناول الأغذية الصحية والمتوازنة يعني الخطوات الأولى الصحيحة نحو صحة مثالية، ويهدف البرنامج إلى عكس تأثير الأمراض المزمنة، عبر التمارين الرياضية، والتغذية الصحية، والتقليل من حدة التوتر، إلا أن ريكاناتي تعترف بأنه حتى مع أكثر الأفراد محافظة على أسلوب الحياة الصحي، يمكن أن يواجه المرء مشكلات في الحصول على المواد الغذائية والفيتامينات اللازمة «لذا من المهم أن نتساءل حول ما يجب أن نتناول من مكملات غذائية وما يجب أن نتفادى تناوله».

كالسيوم

أظهرت دراسات أن 50٪ من النساء و25٪ من الرجال يمكن أن يعانوا من كسور في العظام بعد سن الـ50 نتيجة لهشاشة العظام، بينما تعتبر الطريقة الأفضل لتفادي مشكلة هشاشة العظام في المستقبل هي عبر تناول الكالسيوم، وبينت ريكاناتي أن «الكالسيوم مكمل غذائي عظيم لصحة العظام، إضافة إلى الأسنان»، مشيرة إلى أن النساء اللاتي لم يصلن إلى فترة انقطاع الطمث يمكن أن يتناولن 1200 غرام يومياً من الكالسيوم، بينما يجب على النساء بعد انقطاع الطمث تناول 1500 غرام يومياً، كونهن يبدأن بإنتاج كمية أقل من مادة الإستروجين.

ونصحت ريكاناتي النساء، على موقع «أيه أو إل هيلث» أن يحرصن على ترك فترات متباعدة بين تناول الفيتامينات، إذ لا يمكن للجسم سوى امتصاص 500 ملليغرام من الفيتامينات في الوقت الواحد، وبما أنه من المحتمل حصول المرأة على الكالسيوم عبر الطعام، من خلال الحليب أو الجبنة، أو اللبن، فإنه يفضل تقسيم الجرعة المفترضة إلى جزئين، صباحا ومساء، حسب ريكاناتي.

 مخاطر

على الرغم من اعتبار نبتة الكافا في مجتمعات جزر المحيط الهادي نبتة آمنة، وذات تأثير مخدر جزئياً غالباً ما يتم تناولها شراباً، إلا أنه وبعد معاناة 80 شخصاً من أضرار في الكبد بسبب استهلاك الكافا عام ،2003 خضع 11 منهم للعلاج في المستشفيات بسبب مشكلات في الكبد، ووفاة أربعة منهم، منع الاتحاد الأوروبي وكندا المادة من دخول أراضيها، بينما حذرت وكالة الأغذية والأدوية الأميركية المستهلكين من خطورة استهلاكه.

وعلى الرغم من استبعاد العلماء لتأثير النبتة السمي في الجسم، إلا أنها يمكن أن تتفاعل بشكل سلبي مع وصفات الأدوية وفق ريكاناتي التي نصحت بإخطار الطبيب باستهلاك الكافا.

وتحتوي أدوية تخفيف الوزن والأدوية العشبية الصينية أحياناً على حمض من نبتة اريستولوشيك، التي ذكرت دراسات أنها تخفف من مشكلات الحساسية، وآلام الدورة الشهرية، ومشكلات الجهاز الهضمي، إلا أن هذه النبتة ترتبط بحسب دراسات أخرى بتحفيز الأورام السرطانية، إضافة إلى الفشل الكلوي، وعلى الرغم من منع وكالة الأغذية والأدوية الأميركية لها، إلا أنها لاتزال متوافرة عبر الإنترنت.

وتحذر ريكاناتي من تناول المكملات التي تحتوي على مواد مستخلصة من اندروستينيدوين، وتعرف أيضاً باسم أندرو، وغالباً ما تستخدم لبناء العضلات، «ففي حال تناول المرأة لها بهدف التمتع بجسم جذاب، فإنها ستفاجأ بأنها ستعاني من أعراض جانبية خطرة عدة، منها الصلع، وزيادة شعر الوجه، وارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان الرحم، والإصابة بجلطات الدم، بينما قد يعاني متعاطي هذا الدواء من الرجال من العجز، وزيادة الأنسجة المكونة في الصدر، وانكماش الخصيتين»، ومنعت وكالة الأغذية والأدوية الأميركية بيع مكملات تلك المادة في الأسواق منذ ،2004 إلا أنها لاتزال متوافرة عبر الإنترنت.‏

فيتامين «د»

تكشف الأبحاث كل فترة عن أهمية فيتامين «د»، فإضافة إلى فوائده المعروفة للعظام، وتجد دراسات أخرى أن له دورا مهماً في تحسين المزاج وصحة القلب والتوازن والوقاية من السرطان أيضاً، ويمكن الحصول عليه عبر تناول أنواع معينة من الأسماك، مثل التونة، والسردين على سبيل المثال، إضافة إلى التعرض للشمس، التي تعتبر الطريقة المثلى للحصول على هذا الفيتامين بصورته المفعلة، إذ إن أشعة الشمس تجعل الجسم يعمل على إنتاج الفيتامين «إلا أنه يصعب الحصول عليه بما يكفي عبر الأطعمة المناسبة، بينما لا تتمتع جميع الدول بما يكفي من الشمس، أو ما يكفي من أنشطة تعين على التعرض الكافي لها، ما يعني أهمية أن تملأ المكملات الغذائية الفراغ»، وفق ريكاناتي التي أشارت إلى أهمية تناول «فيتامين د 3»، وهو «الشكل الذي يمتصه الجسم بالشكل الأسرع»، ناصحة بتناول 400 وحدة دولية المعايير من فيتامين «د»، على الرغم من أن دراسات أخيرة تقترح تناول نحو 1000 وحدة دولية من الفيتامين للحصول على الكمية المثالية.

«أوميغا 3»

تعد هذه المجموعة من الأحماض الدهنية مفيدة للأفراد الذين يعانون من التهاب المفاصل والاكتئاب والقلق واضطراب نبضات القلب، كما يعتقد بأن لها قدرة على دعم المناعة، والوقاية من مرض باركنسون أو «الشلل الرعاشي»، إضافة إلى الحماية من السرطان وأمراض الرئة.

يمكن الحصول على الأوميغا 3 من الأسماك التي تعيش في المياه الباردة، مثل السلمون، والسردين، ويعتبر تناول هذا النوع من الأسماك قليلاً بين الأفراد، ما يعني أهمية الاستعانة بمكمله الغذائي، ويجب عدم تناول أكثر من غرامين في اليوم الواحد عبر حبوب الجل الطري.

وتحذر ريكاناتي، من أن هذه النصائح «ليست إلا توصيات عامة، ولا تعني بالضرورة عدم استشارة الطبيب وعمل الفحوص اللازمة للتأكد من نقصان أو توازن أنواع الفيتامينات الرئيسة في الجسم، خصوصاً في حال معاناة الفرد من حالات مرضية ما، إضافة إلى الرجوع إلى التاريخ الطبي للشخص، فالجرعة الموصى بها تختلف في هذه الحالة من شخص لآخر».

حمض الفوليك

حمض الفوليك يعد أحد أهم العناصر التي تحتاج المرأة إلى تناوله، خصوصاً عند التفكير والتخطيط للحمل، إذ يعمل على حماية الجنين في بطن الأم من الإصابة بما يسمى «الصلب المشقوق» وهو عيب خلفي في العمود الفقري، وتنصح ريكاناتي المرأة قائلة إن «كانت المرأة في عمر يسمح بالإنجاب، أو إن كان هناك أي احتمال ضئيل أو نسبي في إمكانية الحمل، فيجب تناول حمض الفوليك يومياً، خصوصاً أن أهمية وفاعلية الحمض تكون في أوجها في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهي الأشهر التي قد لا تكون المرأة خلالها على علم بأنها حامل.

وأضافت أنه يمكن الحصول على الـ«فولات» وهو الشكل الطبيعي الموجود في الطعام من حمض الفوليك، عبر تناول العدس، والبقول، والفواكه، والخضراوات الورقية، وزبدة الفول السوداني، كما يفترض تناول المرأة الحامل 400 مايكروغرام إلى 800 مايكروغرام من حمض الفوليك يومياً، بينما تحتاج المرأة المرضع إلى نحو 500 مايكروغرام منه.

الأجمة والسنفيتون

نبتة غالباً ما تنتشر في ولايتي كاليفورنيا ونيو ميكسيكو، وهي النبتة التي استخدمها الهنود الحمر لعلاج مشكلات البشرة، وكانت تغلى وتشرب كالشاي لعلاج الزكام، ومشكلات سوء الهضم، إضافة إلى مشكلات صحية أخرى، بينما توصف في نسختها كحبوب لجميع الأمراض ابتداء من السرطان وانتهاء بآلام البطن، إلا أن الدراسات الحديثة كشفت عدم وجود أي تأثير لنبتة الأجمة في العلاج أو الوقاية من السرطان، إضافة إلى اكتشاف تأثيراته الضارة والدائمة على الكبد لدى عدد من مستهلكيه.

وبينت ريكاناتي أن مكملات الأعشاب ليست مسجلة لدى وكالة الأغذية والأدوية الأميركية، كما أن تصنيعها لا يحتاج قانوناً إلى إثبات أمان المنتج وسلامته، وإن لم يكن تناوله مهماً، فأنا أنصح بالابتعاد عنه.

بينما تصنف عشبة السنفيتون التي تعرف باسم الفوطن أيضاً، ضمن العلاجات المضادة للالتهابات، والمضادة للبكتيريا، إضافة إلى خفضها للكوليسترول، والتخفيف من القلق، والقولون العصبي، علاوة على علاج السرطان، إلا أن كل ذلك يقف أمامه عائق احتواء هذه العشبة على مادة «بروليزيدين ألكالويدز» غير المشبعة، التي يمكن أن تسبب ضررا خطيرا للكبد، بحسب ريكاناتي، كما أن الدواء ارتبط مباشرة ورسمياً بوفاة شخص عام ،2001 حيث بدأت وكالة الأغذية والأدوية الأميركية منع المصنعين من بيع العشبة في الأسواق، إلا أنها لاتزال متوافرة حتى الآن.‏

تويتر