‏‏‏عادت بعد عام حاملة معها أكثر من 60 فستاناً وجلابية

زرينة يوسف.. «إحساس» شـرقي مترف‏

تصاميم زرينة الجديدة مفعمة بالتحدي والألوان المضيئة تصوير: زافيير ويلسون

‏‏بعد غياب دام نحو عام، قدمت مصممة الأزياء الإماراتية زرينة يوسف أول من أمس، مجموعتها الأخيرة من الأزياء الشرقية المترفة لشتاء 2010 في المركز التجاري في دبي. وتحت عنوان «إحساس» وجهت زرينة إحساسها نحو ما يمكن أن تكون عليه المرأة الشرقية من ثقة وأناقة وأنوثة شديدة، عبر مجموعة فخمة وعالية الجودة في خاماتها وتقنيات تنفيذها المتقنة، إذ تمايلت خلالها العارضات بأمواج من الحرير الملوّن التي أخفت التماعات الذهب بين طياتها، في تلاعب مترف بفكرة طبقات الحرير المتموّجة في أطوالها المخفية لانحناءات الجسد تحت غواية شفافة.

كعادتها، لا تفضل زرينة اتباع المعتاد من تقديم مجموعة بالعدد التقليدي الذي يراوح بين 30 و40 قطعة، بل تضم مجموعاتها ما يزيد على 60 تصميماً، الأمر الذي يجعـل اختيار الأفضل بينها أمـراً صعباً، وتمكّنت من خلال ألوانها وقصاتها الغنية من حيث أنواعها ودرجاتها وأفكارها أن تراعي جميع الأذواق، من دون الخروج عن سياق المجموعة الواحـدة وتسلسلها، إلا في آخر المجموعة، إذ قدمت زرينة، نمطاً جديداً من التصاميم التي بدت أقرب لفساتين السهرة بقصاتها، على الرغم من عدم خروجها عن فكرة التطريز الشرقي المزيّن لأجزائه المختلفة.

تقنيات جديدة

 

 

قالت زرينة لـ«الإمارات اليوم»: «مجموعتي الجديدة خلاصة تجربة مفعمة بالتحدي مع الأقمشة والألوان والتصاميم المميّزة والخرز الفاخر، للوصول الى التناغم بين العناصر التي تشكل هذه اللوحة الفنية التي اسميها الفستان أو الجلابية». وأوضحت أنها «تعاملت مع قماش (الأورغانزا) بشكل جديد ومختلف لتجعله مطواعاً وأكثر خفة وروعة، وأدخلت عليه أنواعاً مختلفة من الخرز و(الشيفون) وغيرهما من المكملات الأساسية لولادة فساتين تليق بمن ترتديها». وأضافت «أطلقت على مجموعتي اسم (إحساس) لأنني أردتها تلبية حقيقية لأحاسيس المرأة تجاه الجمال والفرادة بأدق تفاصيلها، وحرصت على أن تحتوي مجموعتها على عناصر أساسية تجسد رؤيتها وبصمتها وعناصر أساسية أخرى، مثل الاحتشام والانسيابية في الخطوط مع الزخارف والتطريزات من الأمام والخلف وقوة الألوان لتحقيق تطلعات المرأة الشرقية».

ألوان

لم تفتقر مجموعة زرينة لإدخال أي درجة أو لون من الألوان التي يمكن تخيلها، تلبية للأذواق المختلفة، أو رغبة منها في تقديم أمزجة مختلفة للتصاميم، إذ تفاوتت بين الداكنة المدخنة والفاقعة الصارخة، والفاتحة شديدة الهدوء التي بدت ممتزجة بالأبيض، أو المرحة الأقرب إلى ألوان حلويات الأطفال، كل ذلك في تركيز على الأقمشة السادة بعيداً عن المطبوع تماماً، إضافة إلى بُعدها عن الألوان المعدنية، مفضلة استخدام هذه الدرجات في المشغولات والتطريزات فقط.

ولم يمنع التركيز على الأقمشة من إدخال المصممة للونين أو درجتين من اللون الواحد في التصميم الواحد، إضافة إلى تنوّع ألوان التطريزات التي غالباً ما كانت تميل إلى اللونين الفضي والذهبي بدرجتهما المنطفئة غير القوية، إلا أنها مالت إيضا إلى ألوان قوية أخرى في التطريزات، مثل النحاسي والفيروزي والفوشي، بينما توحّدت أحياناً ألوان التطريز مع ألوان الخامات مع تغيير بسيط في الدرجة.

عباءات وسراويل

لا يمكن وصف القصات التي قدمتها المصممة إلا «اللامتناهية»، سواء في كمية الخامات والكسرات والتموّجات والطبقات العديدة، أو من خلال اتصالها جميعها في دورة واحدة، حيث اتصلت الأكمام أحياناً مع العباءة، بينما اتصلت العباءة مع منطقة الجذع التي انسدلت متصلة بسراويل واسعة متموّجة أحياناً، أو بفساتين ضيقة عند الجذع تتسع نزولاً إلى الأسفل، وهي الأفكار التي نفذت بتقنية وجودة عالية.

وتميّزت فكرة الفستان السروال، المغطى بعباءات ترتبط أحياناً بأحزمة مذهبة، وأحياناً أخرى بعباءات تتدلى بفتحات صدر واسعة مؤطرة بتطريزات ومشغولات، بينما يتزيّن الخصر تحت العباءات بأحزمة رفيعة مذهّبة أو فضية، بينما تفاوتت فكرة أذيال العباءات بين المنسدلة المتموّجة والمقسمة إلى أجزاء طولية تزيّن كل منها بتطريزاتـه الخاصـة، أو أخرى انسدلت بينها شرائط عريضة مطرزة بالخيوط الذهبية أو الفضية، بينما تجمع بعضها الآخـر مخروطاً في أعلى الظهر، لينسدل مفتوحاً إلى قسمين أو أكثر نزولاً إلى الأذيال.

ولم تختلف أفكار التصاميم عند الجذع، حيث تفاوتت بين عالية الرقبة أو ذات الرقبة المستديرة أو الرقبة المربعة المستقيمة أو تلك المموّجة، التي تزيّنت جميعها بالمشغولات والتطريزات اللمّاعة، بينما تغطى بعضها بالخامات المكملة للعباءات، أو تلك التي تجمعت مخروطة على المعدة، أو التي تزيّنت بمشغولات أشبـه برقع التطريز هنا وهناك، اتصلت بها أكمام واسعة، وأخرى من دون أكمام، أو عباءات بفكرة الفراشة، وهي الأفكار التي نفذ معظمها بـ«الشيفون» الحريـري بألوانه المختلفـة وانسيابيتـه شديـدة الخفـة، بينـما بدا بعضها الآخـر أكثر ثباتاً بـدت أقرب إلى المعاطف الشرقية، بطول أقصر من الفساتين الداخلية، استخـدم «الأورغـانزا» لإنجازها.‏

‏شرقي بحت

تصاميم زرينة يوسف في مجموعتها الأخيرة لشتاء 2010 شرقية بحتة، من دون تركيز محدد على ثقافة معينة، وتبدو تصاميمها أحيانا أقرب إلى الأفكار المغربية للجلابيات المحبوكة بالخيوط المذهبية المتمركزة وسط الفستان طولياً بتطريزات هندسية عربية، بينما تستخدم أحياناً أخرى فكرة التطريزات النباتية الإسلامية على أطر وحواشي الفساتين والجلابيات، كما تنسدل تصاميمها أحياناً على شكل فساتين، تغطى بجلابيات شفافة، ما يجعلها أقرب إلى الاثنين دون تفضيل، إضافة إلى استخدامها تقنيات تطريز هندية وزينة هندية، سواء من خلال الحبال المزيّنة بالفضة التي تغلق فتحات الظهر، أو عبر المشغولات المستخدمة، أو الأقمشة التي زيّنت أطراف بعض التصاميم بخامات ملوّنة.

 

تويتر