«الكاميرا».. ريشة جيل جديـد
اجتذبت ورشة «الخطوات الأولى لاحتراف التصوير الفوتوغرافي»، في كلية الفجيرة، عددا كبيرا من هاويات الكاميرا وتسجيل اللحظات الجميلة، والراغبات في تعلم التصوير واحترافه، وعالجت الورشة التي نظمتها مجموعة «مصوري الساحل الشرقي»، أول من أمس، المشكلات الأساسية والشائعة التي يمكن أن يواجهها المصور المبتدئ والهاوي، وهي الورشة التي أقيمت بهدف تنشيط الحركة الفنية في الساحل الشرقي، وتثقيف وتعريف المنتسبات بأساسيات فن التصوير، وعاشقات الكاميرا التي تعد «ريشة الجيل الجديد».
وقال العضو المؤسس لـ«مصوري الساحل الشرقي» خميس الحفيتي، إن «إقامة ورشة نسائية، جاءت بهدف، إعطاء الهاويات والراغبات في احتراف التصوير، فرصة أكبر للتواصل والتحاور الحر خلال الورشة، في محاولة لتقديم الدعم الكامل لهن، خصوصا بعد أن زاد الاهتمام أخيرا بين جموع الشباب، والشابات خصوصا بالتصوير الفوتوغرافي»، مشيرا إلى أن هذه الورشة وما تنظمه المجموعة من ورش مختلفة، تأتي لتقديم فرص كافية وفاعلة «للتعريف بهذا الفن، وتقديم المعلومات والتقنيات الكافية لتنمية مواهب الراغبين، وتقديم الدورات المتخصصة، وإبراز مواهب الساحل الشرقي، سواء من الفجيرة أو كلباء، أو دبا، أو خورفكان، على الساحة الفنية الإماراتية قدر الإمكان».
هواية «مُعدية»
قالت المشاركة في ورشة التصوير هنادي سالم الشاعر (موظفة من خورفكان) «شغفت بالتصوير منذ طفولتي، ولطالما كانت الكاميرا رفيقتي، إلا أن قرار تعلم التصوير، وتطوير مهاراتي فيه جاء بعد تخرجي، وأنا منتسبة أيضا لمصوري الساحل الشرقي، ما عزز من قدرتي على التواصل مع الهواة مثلي، والتعلم»، مشيرة إلى أنها ومع انضمامها للدورات المختلفة، أصبحت قادرة على أن تتعامل مع الكاميرا بطريقة أكثر احترافية «حيث أصبحت أعمل على تصوير مختلف الفعاليات والأحداث التي تقام في مقر عملي، كما أنني مواظبة دائما على زيارة المعارض المختلفة التي تقام في الدولة، وأسرتي تدعمني بالشكل الكبير». وأكدت الشاعر أن الاهتمام «المُعدي» بالتصوير الفوتوغرافي، جاء بعد بدء الجهات المختلفة دعم الفن وتشجيع الشباب له، خصوصا أن الأمر كان في السابق ينحصر في حدود العادات والتقاليد، أما الآن فهناك وعي أكبر بأهمية التعلم والتطور الفني. وبينت الطالبة والمشاركة في الورشة أماني الكندي من كلباء، أنها بدأت بتنمية حبها للتصوير الفوتوغرافي بعد تخرجها في المدرسة، وبدأت بعد ذلك بالانتساب للدورات المختلفة التي تنظم في الساحل الشرقي وخارجه، مضيفة «انضمامي لعضوية مصوري الساحل الشرقي، أعاننا على تكوين دائرة اتصال كبيرة في ما بيننا تجعلنا قادرين على التواصل والتجمع والاستفادة الجماعية، كما أنني عضوة في مركز الفنون في كلباء وخورفكان». وتابعت الكندي «شاركت سابقا في معرض فني تحت اسم (موزاييك) العام الماضي، وكان معرضا ذا طابع إسلامي، وهي المشاركة التي جعلتني أشعر بأن الهواية يمكن أن تتطور وتتحول إلى احتراف يوما ما، وهذا ما أتمنى أن أكون عليه في المستقبل». |
سهولة الرقمية
وقالت مدربة التصوير الاحترافي والمقدمة لورشة العمل علا خلف، إن «الكاميرا أصبحت جزءاً أساسياً من مقتنيات الإنسان، سواء الهاوي، أو غيره، فالتقاط الصور هو ما نقوم به لتجميد والاحتفاظ بالذكريات الجميلة، بينما تحول التصوير الاحترافي أخيرا إلى أحد الاهتمامات الشديدة بين جموع الشباب الإماراتيين»، مشيرة إلى أن الاهتمام الشديد بمجال التصوير زاد بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية، بسبب تطور التقنيات التي تعين على الحصول على النتائج الفنية المطلوبة من الصورة بسهولة ويسر، بينما سهلت التقنيات والكاميرات الرقمية الأمر بشكل كبير، ما جعل الأمر متوافرا ومتاحا لكل الراغبين في التعلم، أو التعبير عبر الصورة، ما جعل الأمر أكثر قربا من الشباب.
وأضافت خلف أن هواية التصوير انتشرت بين الشباب أيضا، بسبب تأثرهم ببعضهم بعضا، فالمجتمع الإماراتي صغير ومتواصل بشكل كبير، حيث تنتقل النصائح والاهتمامات من شخص إلى آخر، موضحة أنها ومع بداية تدريبها بالتصوير الاحترافي قبل سبع سنوات في الإمارات كان الاهتمام في البدايات قليلا جدا، ومقتصرا على المحترفين، إلا أن الأمر بدأ بالتطور التدريجي، وأصبح ينتشر بين الهواة، وأيضا بين الموظفين، والطلبة. إضافة إلى واقع سهولة اقتناء الكاميرا الرقمية المعروفة باسم «إس إل آر»، وهي من الأسباب التي أدت إلى انتشار الهواية بشكل كبير، «فاقتناء كاميرا رقمية عالية الجودة، لم يعد عبئا ماديا كبيرا على المصور، كما كان الأمر سابقا».
وذكرت خلف، أن ورشة العمل التي قدمتها لهاويات التصوير من الساحل الشرقي، تضمنت جميع الأساسيات التي يمكن أن تحتاج المصورة لأن تتعامل معها، وطرحت كل المشكلات الأساسية والتساؤلات الشائعة التي يعاني منها المصور، ومنها «أساسيات ومبادئ التصوير، وأنواع العدسات وخصائصها وأغراض التصوير في كل منها، والعلاقة بين سرعة الغالق وفتحة العدسة، الأيزو وحساسية الأفلام، والعوامل المؤثرة في عمق الميدان، ونظام قياس الضوء».
دعم
وأفاد الحفيتي بأن الورشة وعدداً من الورش والدورات الأخرى، جاءت بدعم من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي في أبوظبي، مضيفا أن «الدعم أعاننا على أن نقوم بتقديم ورش ودورات ذات نفع وصدى أكبر، واستطعنا من خلالها جمع أكبر قدر من المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي، ولمصوري الساحل الشرقي أنشطتهم الدائمة التي نقوم بها شخصيا، إلا أننا ومع الدعم الحكومي من الجهات المختلفة، يمكن أن نزيد من أعداد المنتفعين، حيث عزز هذا الدعم من إنعاش حركة فن التصوير الفوتوغرافي في منطقة الساحل الشرقي».
وأضاف «لدينا المهارات والطاقات اللازمة، والرغبة والشغف في العمل هما الأساس، ومحركنا الأساسي، وما يجعلنا نبحث عن التعلم، والتعليم في آن واحد، عبر استقطاب الفنانين، وتبادل الخبرات والمعلومات والأفكار، ما يثري الحركة الفنية الإماراتية عامة».
وقال الحفيتي إن مصوري الساحل الشرقي «مجموعة مكونة من مصورين هواة ومحترفين من الشباب، اجتمعنا تحت مسمى واحد بهدف التكاتف وجمع الأنشطة والرغبات في مكان واحد، ما يجعلنا المرجع الرئيس والأساسي لكل ما يخص التصوير في منطقة الساحل الشرقي إلا أننا لانزال بحاجة إلى مظلة حكومية أو شبه حكومية ننضم إليها، لنكون قادرين على السير على الطريق الصحيح».
وأوضحت مدير قسم الثقافة والفنون في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي في أبوظبي سلوى المقدادي، أن «لدى المؤسسة طموحات كبيرة لرفع مستوى الشباب الإماراتي في مختلف المجالات الفنية، سواء من الناحية الإبداعية أو التقنية»، مشيرة في ما يخص ورشة التصوير الاحترافي، إلى أن هناك انتشارا كبيرا لهواية التصوير الفوتوغرافي، وقد تتمكن المؤسسة يوما ما من الخروج بمجموعة محترفة في المستقبل.
وأضافت المقدادي أن انتشار هواية التصوير الفوتوغرافي بين الشباب ليست أمرا مستغربا «فالصورة أصبحت حاجة يومية نتعامل معها، سواء عبر الكاميرا، أو التلفزيون، أو المحمول، أو الإنترنت، كل ما حولنا أصبح بصريا، والأولوية أصبحت للصورة مقارنة بالكتابة»، لافتة إلى أن حب وتعود الجيل الجديد على السرعة، والتواصل والتعبير والتصوير هي الطريقة الأسرع والأكثر تأثيرا للتعبير عما يريد المرء قوله، خصوصا أنها طريقة غير مكلفة وإبداعية ومتوافرة للجميع، يستطيع الشاب من خلالها التعبير عن نفسه ومحيطه، والتواصل مع عالمه والآخرين»، مؤكدة أن انتشار التصوير أصبح عالميا، ما جعله عنصرا أساسيا في الفن التشكيلي الحديث أيضا، وليس فقط عبر الريشة واللون، واصفة كاميرا التصوير، بـ«ريشة الجيل الجديد».