‏الخياطة تضيف خصوصية إلى المظهر‏

‏لمسات تكسر نمطيّة بدلة الرجـل ‏

الخياطة تساعد الرجل على تلافي إظهار عيوب جسده. تصوير: أشوك فيرما

‏‏لا تخضع موضة ملابس الرجال للكثير من التغييرات، لاسيما حين يتعلق الأمر بالبدلات، سواء الرسمية أو غيرها، ويواجه الخياطون الكثير من التحديات حين يحاولون وضع تصاميم وألوان البدلات لكل موسم. وعلى الرغم من وجود بعض الثوابت في البدلات الرجالية، إلا أن هناك خصوصية يمكن أن تضاف إليها مع الاتجاه للخياطة، حسب الطلب، لاسيّما لدى خياطين عالميين، أو حتى مع الابتكارات التي تضاف إلى البدلات، وكيفية تنسيقها مع القمصان. وإلى جانب كل هذا تتميز البدلات في الوقت الحالي بأنواع الأقمشة المتباينة التي باتت تخضع للكثير من المعالجات لتناسب متطلبات الرجل.

وقال الخياط ومدير قسم البدلات التي تصمم حسب الطلب في علامة «زينيا» المنتشرة فروعها في كثير من بلدان العالم أغسطو كانتوني: «أعمل على وضع خطوط الألوان للبدلات الرجالية، وكذلك القصات في كل موسم، علماً بأن التعديلات فيها غالبا ما تكون طفيفة، لأن هناك ثوابت لابد من مراعاتها». وحول اختيار الألوان وأنواع الأقمشة لكل موسم، أكد أن التعامل مع بدلات الرجال يعني الاتجاه إلى ملابس رسمية في معظم الأوقات، لأنه قلما يختار الرجل بدلة غير رسمية، بالإضافة إلى أن الألوان يجب أن تلائم الحياة العملية بالدرجة الأولى، لذا غالباً ما يعمل كانتوني على تنويع الألوان في الجاكيت. 

نصائح

قدّم مدير قسم البدلات حسب الطلب في «زينيا» أغسطو كانتوني، بعض النصائح التي تساعد الرجل على اختيار البدلة التي تناسبه، وأهمها:

لابد من أن يمتلك الرجل عدداً لا بأس به من البدلات، فعلى الأقل يمكنه أن يحتفظ بجاكيت كحلي اللون، وبدلة رمادية وأخرى زرقاء وبدلة سوداء بالإضافة إلى بدلة خاصة بالحفلات.

يمكن أن يختار الرجل الألوان الموسمية، فهذا يعزز مظهره.

يمكن اختيار الأقمشة التي تأتي كمربعات للبدلات غير الرسمية، فيما يمكن القول إن المخططة طولياً مناسبة للبدلات الرسمية.

يجب الاتجاه إلى نوعية الأقمشة قبل اختيار اللون المناسب، لأن القماش هو الذي يحدد جمال البدلة في التصميم الذي يختاره الرجل.

يجب إعطاء أهمية للتفاصيل المكمّلة للبدلة.‏

وأضاف الخياط الإيطالي كانتوني لـ«الإمارات اليوم»: «تتغير الألوان في المواسم، ولكن علينا أن نحرص على البقاء ضمن نطاق محدد، فالألوان كالعطور، وكما تكون العطور جميلة على بعض البشرات وغير مناسبة لأخرى، تماماً الألوان، وكذلك الأقمشة قد لا تناسب البعض»، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً عدة من الأقمشة، فمنها المقطعة كمربعات بألوان مختلفة عن اللون الأساسي، أو المحددة طولياً، وبالتالي هي نقوش تجعل البدلة لا تناسب جميع الأجسام أو البشرات.

موضة

وحدد كانتوني ملامح موضة الرجال خلال المرحلة الحالية قائلاً «تتجه الموضة إلى المزج في الألوان، فالجاكيت يمكن أن يكون باللون الأحمر والمقطع بالمربعات البيضاء، فيما يمكن أن يكون السروال بلون مختلف كالبيج، بالإضافة إلى انه يمكن أن تكون القطع من أنواع متباينة من الأقمشة، ولكن ذلك في البدلات غير الرسمية»، منوهاً إلى أن الموضة حالياً تقدم ألواناً مختلفة ومتنوعة، لاسيما في البدلات غير الرسمية، فلا تحصر الرجل ضمن الألوان الكلاسيكية التي نعرفها.

وأضاف «أعمل على استخدام نوعية الأقمشة نفسها للشتاء والصيف مع الاتجاه إلى الأقمشة الرقيقة أو الأكثر سماكة كالكشمير الرقيق أو السميك، فيما يمكن القول إن هناك ألواناً ثابتة في بدلات الرجال، إذ لا تختلف فيها سوى الدرجة اللونية نفسها، فالأزرق الداكن للشتاء، والأزرق بدرجاته الفاتحة للصيف، كما أنه يتم تخصيص بعض الألوان للصيف كالأحمر والبيج وأخرى للشتاء كالبني والزيتي». أما ألوان موضة هذا الصيف فهي وفقاً لكانتوني، الأزرق الفاتح، والأخضر، فيما تأتي القمصان بألوان فاتحة جداً كالبنفسجي والزهري.

وحول نقطة البداية لوضع أي موضة، أكد ان المهم بالنسبة إليه هو أن يناسب بين الأقمشة والألوان للجاكيت والقميص وربطة العنق، ثم ينسق في ما بينها، حيث يمكنه أن يبدأ بتصميم البدلات التي تنقسم إلى بدلات غير رسمية وأخرى رسمية.

أما لجهة الخياطة على الطلب، فقال: «أخذ المقاسات للبدلات يكون عبر الطلب، وهذا يتيح للرجل عدم الالتزام بما وضعته، إذ يمكنه التعديل في اللون أو الأقمشة أو القميص، ما يسهم في خلق لمسات خاصة للبدلة».

وذكر كانتوني ان البدلات المصممة على مقاس الرجل تستغرق ما يقارب الخمسة أسابيع كي تنجز وترسل إلى صاحبها في أي مكان في العالم، وتمد الرجل بالشعور بالثقة، لاسيما إن كان يعاني من احتياجات خاصة في جسده تضطره إلى البحث عن الخياطة.

لافتاً إلى أن بعض الرجال يعانون من مشكلات في الجسم كالعنق العريض الذي لا يمكن أن تكون قبات القمصان الجاهزة مناسبة له، أو حتى قصر القامة أو عدم التناسب بين الجزء الأعلى من الجسم والجزء الأسفل، ما يجعل خياطة بدلة خاصة يجنب الرجل الأخطاء في مظهره.

أخطاء

ورأى كانتوني أن هناك بعض الأساسيات التي يجب الالتفات إليها في اختيار البدلة، ومنها ألا يختار الرجل الطويل جاكيت تصميمه بزرّين لأنه سيجعله يبدو أطول، وقال: «أعتقد أن الخياط يساعد الرجل كثيرا على اختيار ما يليق لجسمه، مع التركيز على التنويع في التصاميم والألوان، فالرجل الذي يختبر الخياطة، لا يمكنه العودة مجدداً إلى البدلات الجاهزة، لأن البدلة المصممة حسب الطلب تعطي الرجل الكثير من الخصوصية، فهو قادر على جعل الأزرار الموضوعة على الأكمام بعروة وليست مجرد تصميم، أو حتى اختيار لون البطانة الداخلية، بالإضافة إلى إمكانية كتابة اسم صاحب البدلة من الداخل».

وأضاف حول الخامات الجديدة التي تستخدم في الخياطة ان «الأقمشة التي تقدم هي خاصة وتتمتع بمواصفات لا توجد في الأسواق، ومنها على سبيل المثال الخامة التي تعالج لتصبح غير قابلة لامتصاص الحرارة، إذ تصبح درجة حرارة القماش أقل بـ10 درجات من الحرارة التي يمكن أن تكون عليها في حال لم يكن القماش معالجاً».

وتابع عن كيفية معالجة القماش «تتم معالجة القماش من خلال وضع طبقة تجعل القماش يتعامل مع الحرارة وكأنه لون أبيض مهما كان لونه داكناً، وهو مناسب جداً للحياة في الخليج».

وأضاف المصمم الايطالي الذي يعمل حالياً في سويسرا ان «الابتكار في الخامات واسع، إذ ابتكرنا الأقمشة التي لا يمكن أن تتجعد في السفر أو كثرة الحركة أو التي لا تمتص السوائل»، مشدداً على أن الخامة هي روح البدلة، وأهميتها تشكل 50٪ من مظهر البدلة.

أما أهم التحديات التي تواجه كانتوني كخياط فهي تختلف باختلاف البدلة التي يعمل عليها، والاحتياجات التي تتطلبها خصوصاً إن كانت لدى الرجل عيوب جسدية يريد أن يخفيها.‏

تويتر