وسيلة جديدة لمحاربة الآفات الزراعية
تمكن فريق دولي من العلماء من نقل القدرة على مقاومة الأمراض من عائلة نباتية الى أخرى، ما يتيح حماية أوسع من آفات قد تكون مدمرة ومكلفة.
واكتشف فريق في معمل «سينسبري لابوراتوري» في بريطانيا بقيادة سيريل زيبفيل، من نقل جين واحد من نبات بري الى نباتات محصولية عرضة للاصابة بالأمراض، ما جعلها أقوى ضد أنواع من العدوى مثل الذبول البكتيري وأمراض أخرى.
وكتب الباحثون في صحيفة «نيتشر بيوتكنولوجي» أول من أمس، يقولون إنه اذا كان من الممكن تكرار هذه النتائج بشكل أوسع فمن الممكن أن تساعد على الوقاية من خسائر هائلة في المحاصيل الى جانب تفادي التكاليف البيئية والصحية والمالية المصاحبة لاستخدام المبيدات.
وقال رئيس معمل سينسبري سوف يين ان «نتائج تزويد النباتات المحصولية بالمقاومة المحسنة للأمراض المعدية واعدة للغاية»، ويوسع الفريق بالفعل من عمله على عدد من النباتات المحصولية ومن بينها البطاطا والتفاح والموز، وكلها من النباتات التي تعاني من الأمراض البكتيرية الضارة خصوصاً في العالم النامي.
وأعلنت المجموعة الاستشارية للأبحاث الزراعية الدولية العام الماضي ان مرض الذبول البكتيري ظهر في الموز في اثيوبيا وأوغندا ورواندا وكينيا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية. وشرح فريق زيبفيل الذي ضم باحثين من هولندا وفرنسا والولايات المتحدة في الدراسة كيف أن برامج تكوين مناعة لدى النبات للأمراض تركز في العادة على جينات منفردة في النباتات المحصولية يمكنها أن تحارب سلالة محددة من الآفات. وتنهار هذه المقاومة عادة في المحاصيل التي تنمو في الحقول حيث تجد الآفات سبلاً للتغلب على النبات.
وركزت الدراسة الجديدة على جين مستقبل مناعي يسمى مستقبل التعرف إلى النمط والذي تنشطه آفات بكتيرية كثيرة لكنه لا يوجد في العادة في العائلات النباتية مثل البطاطا والطماطم. ونقل العلماء الجين من نوع بري الى الطماطم ونباتات أخرى وحين اختبروا النباتات المعدلة في مواجهة مجموعة متنوعة من الأمراض وجدوا أن المقاومة تعززت بدرجة مثيرة في مواجهة الكثير من الآفات. وكتب زيبفيل أن «قوة هذه المقاومة يرجع الى انها جاءت من عائلة نباتية مختلفة لم تكن لدى الآفة أي فرصة للتكيف معها. من خلال التعديل الجيني يمكننا الآن نقل هذه المقاومة عبر حدود الأنواع النباتية بطريقة لا يمكن تحقيقها من خلال التكوين التقليدي للمقاومة».