مطابخ العالم .. مهارات مختلفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وأذواق متباينة. تصوير: باتريك كاستيلو

‏«مذاق دبـي».. مهرجان للطبخ غاب عنه العرب‏

تميز مهرجان مذاق دبي 2010،  الذي انطلق أول من أمس في مدينة دبي للإعلام، بتنظيم أجنحة عرض المطاعم وكذلك الأجنحة التي تعرض البضائع، فيما كان المسرح الخاص للطهي جاذبا للجمهور الذي جلس وشاهد تحديات الطبخ التي كانت تضع أشهر طهاة العالم أمام تحدي الطهي في وقت محدد ومكونات محدودة. وعلى الرغم من أن المطاعم هي نفسها تقريبا التي تشارك في كل عام، إلا أنه يمكن ملاحظة انخفاض عدد المطاعم المشاركة في هذه الدورة من المهرجان، علما أنه تم تقديم أطباق التذوق هذا العام بأسلوب مختلف عما عهدناه، حيث تم وضع طاولات وكراسي في مختلف الأماكن الأمر الذي يتيح للجمهور التذوق وهم جالسين. ويمكن القول أن حضور المهرجان الذي يمتد على أربعة أيام، كان أغلبه من الجنسيات الأجنبية، فيما كان لافتا وجود عددا محدودا من المواطنين، على الرغم من أن الأكل العربي لم يمثل سوى بمطعمين.

وكان مسرح الطبخ جاذبا للناس، فقد شارك فيه الكثير من الطهاة العالميين أو حتى الموجودين في الدولة، ومنهم الشيف حسان مسعود الذي يعمل في راديسون بلو، والذي قال، "حاولت من خلال الطبخ على المسرح ان أحضر مما وفروا لي من مكونات طبق خاص وخفيف، لأن الاتجاه اليوم هو للأطباق الخفيفة وقليلة السعرات الحرارية".

وأكد الشيف الأفريقي الجنسية، "أن أهمية هذه التحديات هي أنها تساعد المرء على أن يعرف إمكانياته، وكذلك أن يعرف مستواه مقارنة مع غيره من الطهاة في دبي وحول العالم، بالإضافة إلى أنها تعزز الثقة بالنفس".

مشاركة أسامة السيد
كان لافتا في الافتتاح حضور الشيف المصري أسامة السيد، الذي تجول بين أرجاء المطاعم وكان حريصا على تذوق الكثير من الأطباق وكذلك الوقوف مع الناس والطهاة، ومناقشتهم في الأطباق المعروضة. وقد أكد للإمارات اليوم، "أن المهرجان يجمع الكثير من البلدان والجنسيات المختلفة، ولكن على المرء أن يعطي نفسه الوقت الكافي للتذوق".

ولفت إلى أن عدم مشاركته في المهرجان حتى اليوم تعود إلى التزاماته في البرامج التلفزيونية في أغلب الأوقات،  منوهاً إلى أنه سيشارك في المهرجان في العام القادم".

ولفت إلى ان، "تقديم الطعام بنوعية جيدة وتعريف الحضور على طريقة الإعداد ومدى النظافة التي يتمتع بها الشيف، في وقت محدد لا يتجاوز الربع ساعة يزيد من خبرة الشخص". بينما من جهته الشيف غاري رودز، والذي سيقدم عرضه في المطبخ الحي مساء اليوم، لفت إلى أن، "المشاركة في المهرجان سواء من جهة تقديم أطباق، أو حتى المشاركة في المطبخ الحي مهمة جدا بالنسبة له، فهي تحفزه على تقديم أفكاره للناس". واعتبر الشيف الذي كان يستوقفه الحضور لأخذ الصور التذكارية معه، "أن تكرار بعض النكهات في المهرجان لا يؤثر إطلاقا على مدى نجاحه، لأنه فرصة لنلتقي بالناس،  فهو يفتح أعين الناس على ما يمكن أن تقدمه دبي في مجال المأكولات". ونوه إلى أن المسرح يتيح للطاهي التعاطي مع المقادير بحرية، لأنه يطبخ ويحضر أمام الجمهور، وبالتالي هذا يختلف عن تعاطيه مع الكاميرا في البرامج التي يقدمها". بينما اعتبر الشيف جيمس مارتن الذي قدم عرضه في يوم الافتتاح، "أن المشاركة في المسرح والطهي أمام الناس مهم لأي شيف، لأنه يتيح له التعرف على قدراته". واعتبر أن المشاركة في هذه المهرجانات تعني له الكثير، "وهو لا يتوانى عن المشاركة في أي مهرجان من هذا النوع في أي مكان في العالم، لأنها تحفز على الابتكار وتزيد من خبرة أي شيف مهما كانت تجربته في العمل وخبراته المتراكمة مهمة، إذ يبقى للاحتكاك بالناس متعة خاصة لا يختبرها  الشيف في أي مكان آخر".

مطابخ عربية
وكانت المطابخ العربية متمثلة بالمطبخ المغربي واللبناني فقط، حيث قدمت الشيف جميلة رككنة في مطعم ألماز باي مومو الأكلات المغربية، ولاسيما الحلويات المحشوة بالمكسرات. واعتبرت، "أن المهرجان مهم للإتاحة للناس التعرف على المطبخ المغربي، كما أنها تتيح للطهاة تذوق أطعمة لا يعرفون عنها الكثير". ولكن من جهته شيف مطعم أوتار اللبناني، عبد الله حمدان، فلفت إلى "أنه حاول أن يقدم من خلال الأطباق اللبنانية فكرة عن المطبخ العربي، منتقيا الأطباق التي يمكن أن تتقبلها مختلف الجنسيات". ونوه حمدان إلى "ان مشاركته مهمة في هكذا مهرجانات لأنها تقدم فكرة للناس عن المطعم، وتعطيهم انطباع عما يمكن أن يجدوا فيه".


وكان لافتا لهذا العام وجود عددا من المواطنين يتجولون في المهرجان ويتذوقون نكهات عالمية. وقد أكد المواطن صالح العبيدلي، "أنه يحضر المهرجان للمرة الثانية، وهو مهرجان يمد المرء بالشعور بأنه خارج الدولة، يتذوق من أهم المطاعم وأفخمها ونكهات من مختلف أنحاء العالم". وأكد أن "العرب هم المقصرين ولهذا هم دائما غائبين عن هذا المهرجان، ولكني أتمنى أن يكون هناك كشك على الأقل يتيح وضع المعلومات عن الأكلات الإماراتية، وذلك كي يتعرف الغرب إلى مطبخنا". ونوه إلى أن المهرجان يحمل المطاعم نفسها في كل عام بنسبة 80 في المئة، وبالتالي إن بقي على هذا المنوال للسنتين القادمتين سيصبح مملا، ولن يستقطب المزيد من الزوار".
بينما رأت المواطنة خديجة كلداري، "أن زيارة المهرجان مهمة بالنسبة إليها لتلقي بكبار الطهاة، فالمطاعم الموجودة في المهرجان هي متوافرة طوال العام في دبي، بينما هناك توقيع خاص للطهاة المشاهير لا يمكن أن نجدها في المطاعم الباقية وأبرزهم غاري رودز وجيمس مارتين وجيمي أوليفر". واعتبرت، "أن المهرجان مميز في تنظيمه، وأن الأكلات المتوافرة تعطينا فكرة عن الأطباق العالمية، فيما الأكل المحلي مقرون مع المأكولات الهندية إلى حد ما، وبالتالي هذا يمكن أن يبرر غياب المطبخ الإماراتي عن المهرجان".

أما المواطنة نورة عبد الله، فقد رأت، "أن المهرجان مفيد لسيدة المنزل، على الرغم من أنها قد لا تتمكن من تطبيق الأكلات التي تراها في المنزل، إلى أنها تسأل الطهاة الموجودين عن بعض النصائح في الطهي، فهي تجربة جديدة لها". ونوهت إلى أن الحلويات التي تقدم في المطاعم المختلفة المشاركة هي أجمل ما يمكن مشاهدته في المهرجان". بينما أكدت المواطنة شمة محمد، "أن الجو الجميل ساهم في إنجاح المهرجان هذا العام بخلاف العام الماضي، بالإضافة إلى أنهم قدموا هذا العام بعض المأكولات اليابانية الجديدة".

وأضافت، "أن الحلويات الموجودة كانت لذيذة جدا، ولكني أعتقد أن كثرة الكحول هي التي تمنع بعض المواطنين من الدخول للمهرجان". وأكدت، "أن المهرجان يؤدي إلى اكتشاف المطاعم الجديدة، ولهذا يجب أن يزيدوا من الإعلان عن المهرجان في الصحف العربية، فهم يعززون الإعلانات في الصحف الانكليزية فقط". بينما اعتبر المواطن سعيد أحمد، "أن أسعار البطاقات مرتفع، فحصص التذوق تكون صغيرة، منوها إلى أن وجود المطاعم الكثيرة تجعله يتعرف على أطباق العالم المختلفة، وبالتالي هو يساعد على اختيار المطاعم التي سيذهب إليها المرء لاحقا". بينما اعتبرت المواطنة عائشة كبيتال، "أن أجمل ما في المهرجان هو أنه موجود في الهواء الطلق فهذه زيارتي الأولى للمهرجان، وبالتالي كنت أبحث عن مأكولات عربية ولم أجد، لذا أرى أنه يجب تعزيز المطاعم العربية، وكذلك الإعلانات العربية ليجذب العرب أكثر".

الأكثر مشاركة