‏علماء يرونها فعالة وستوقف المرض خلال 5 سنوات ‏

‏عقاقير جديدة تكافح انتشار «الإيـدز» ‏

فيروس «إتش آي في» المسبّب للإيدز ظهر أول مرّة في غرب إفريقيا الوسطى. أرشيفية

‏يرى علماء أميركيون أن معالجة المصابين بفيروس «اتش اي في» المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) باستخدام العقاقير المضادة للعدوى الفيروسية، يمكن أن يوقف انتشار هذا المرض في جنوب إفريقيا خلال خمس سنوات.

وقال الدكتور برايان ويليامز، وهو من الخبراء المرموقين في مجال أبحاث الايدز، ويعمل في مركز لدراسات الأمراض المعدية في جنوب إفريقيا ان «معالجة المرضى باستخدام تلك العقاقير قد يوقف انتشار المرض، وسيكلف ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار سنوياً، وان استخدام تلك العقاقير يؤدي الى تقليل عدد الفيروسات الموجودة في دم المصاب». وأضاف ان مستوى انتشار مرض الإيدز في جنوب إفريقيا مثير للقلق «فلدينا 30 مليون مصاب بفيروس (اتش اي في) ويموت مليونان سنوياً، وهناك ضرورة لاستخدام تلك العقاقير بهدف تقليل العدوى».

وتتمثل قصة النجاح في تطوير تلك العقاقير التي تقاوم ذلك الفيروس، وتخفف من نسبة وجوده في جسم المريض نحو 2000 مرة، ما يجعله في حالة قريبة من الخلو من الفيروس، وتبقي عليه على قيد الحياة. ويجب أن يكون العلاج بالعقاقير المضادة للعدوى الفيروسية مكملاً لمحاولة إيجاد لقاح دائم ضد المرض في جنوب إفريقيا. وذكر مدرس مادة «الأدوية» في جامعة براون الأميركية البروفيسور كينيث ماير ان معالجة المرضى في مرحلة مبكرة بعقار «ARV» سيكون له تأثير في الصحة العامة.

عدوى وأورام

وتؤدي الاصابة بالايدز الى تقليل فاعلية الجهاز المناعي البشري بشكل تدريجي ليترك المصابين به عرضة للإصابة بأنواع من العدوى والأورام.

وينتقل الفيروس المسبب للايدز إلى المصاب عن طريق حدوث اتصال مباشر بين غشاء مخاطي أو مجرى الدم وبين سائل جسدي يحتوي على هذا الفيروس، مثل: الدم أو السائل المنوي للرجل أو السائل المهبلي للأنثى أو حليب الرضاعة الطبيعية. ومن ثم، يمكن أن ينتقل هذا الفيروس من خلال الاتصال الجنسي غير الآمن أو من خلال عملية نقل الدم، أو من خلال إبر الحقن الملوثة بهذا الفيروس، أو يمكن أن ينتقل من الأم إلى جنينها خلال مرحلة الحمل أو الولادة أو الرضاعة أو من خلال أي عملية تعرّض أخرى لأي من السوائل السابقة.

ويتفق معظم الباحثين والعلماء على اعتبار مرض الإيدز من الأمراض الوبائية والمتفشية التي تهدد العالم، وان ما يزيد على ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عنه تحدث في ذلك الجزء من القارة الإفريقية الواقع جنوب الصحراء الكبرى. وتشير دراسات الى أن فيروس «اتش آي في» المسبب للايدز ظهر أول مرة في غرب إفريقيا الوسطى في أواخر القرن الـ19 أو بدايات القرن الـ.20

 

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/71254.jpgرفض اجتماعي

منذ ظهور أول حالات الاصابة بالايدز عام 1981 يوجد شبه رفض اجتماعي للمصابين بهذا المرض في كثير من دول العالم، ويعبر عن هذا الرفض بمختلف الطرق إذ يتعرض المصابون بهذا المرض لشتى أشكال النبذ والرفض والتمييز والعزل من قبل المجتمع؛ ويتمثل ذلك في الفحص الإجباري لاكتشاف تطور فيروس «إتش آي في» دون الحصول على موافقة مسبقة من الشخص الذي يتم عليه الفحص، ودون فرض نوع من الحماية على النتائج لمراعاة السرية، بالإضافة إلى العنف الذي يمارس ضد الأشخاص المصابين أو حتى المشكوك في إصابتهم بالمرض، وآخر هذه الأشكال هو الحجر الصحي الذي يطبق على هؤلاء المصابين.

ويمكن تقسيم أشكال الرفض المرتبطة بمريض الإيدز إلى:

الرفض المرتبط بما يمكن أن تؤدي إليه الإصابة بالمرض؛ ويعتبر هذا الجانب انعكاسًا لعلاقة مرض الإيدز بالإحساس بالخوف وترقب الشر الذي يصحب أي نوع من أنواع الأمراض الفتاكة التي يمكن أن تنتقل عدواها.

الرفض المرتبط بما يرمز إليه هذا المرض من معانٍ؛ ويرتبط هذا الجانب باستخدام فيروس «إتش آي في» ومرض الإيدز للتعبير عن الموقف تجاه المجتمعات وأساليب الحياة المرتبطة في الأذهان بهما.

الرفض المرتبط بعدم التعامل بأي نوع من أنواع اللياقة والكياسة مع مرضى الإيدز؛ ويرتبط هذا الجانب بوصمة العار المرتبطة في أذهان المصابين بالمرض أو بمن يحملون الفيروس في دمائهم.

ويرتبط مرض الإيدز غالبًا بمظاهر سلوكية أخرى مرفوضة؛ خصوصاً تلك الممارسات المرتبطة بالمثلية الجنسية وازدواجية الميول الجنسية والانحلال وممارسة البغاء والحقن الوريدي بالمواد المخدرة. ‏

ونظراً لصعوبة علاج الإصابة بفيروس «اتش اي في» فإن الوقاية من العدوى به تعد هدفًا رئيساً في سبيل التحكم في انتشاره كوباء. ومن أعراضه إصابات رئوية وأخرى في الجهاز الهضمي وظهور الأورام العادية والخبيثة، كما يعاني المصابون بالإيدز من أعراض مرضية عامة تشمل الجسم كله مثل أنواع الحمى المختلفة والتعرق وخصوصاً خلال الليل، وتضخم الغدد والإصابة بالصداع والرجفة، والضعف العام وفقدان الوزن.

مراقبة

ويعتمد نوع العدوى التي يصاب بها مرضى الإيدز إلى حد ما على مدى انتشار هذه الأنواع من العدوى في المنطقة الجغرافية التي يعيش فيها هؤلاء المرضى. وقبل ظهور الوسائل التشخيصية والعلاجية والوقائية الفاعلة في الدول الغربية، كان هذا المرض أحد الأسباب الشائعة والمباشرة لحدوث الوفاة، وفي الدول النامية لايزال هذا المرض واحداً من المؤشرات الأولية على الإصابة لدى الأشخاص الذين لم يتم إجراء فحوص طبية عليهم، على الرغم من أنه لا يظهر بصفة عامة إلا إذا كان عدد خلايا CD4 أقل من 200 خلية لكل ميلليلتر من الدم.

وتكون مقاومة العقاقير المختلفة من المشكلات شديدة الخطورة التي يحتمل أن يواجهها المصاب بهذا المرض، وعلى الرغم من أن معدلات الإصابة به قد تراجعت في الدول الغربية بسبب استخدام وسائل علاجية تعتمد على المراقبة المباشرة لتناول المريض للدواء للتأكد من ملاءمة الطريقة والجرعة التي يتناوله بها لحالته إلى جانب عدد من الأساليب الأخرى المتطورة، فإن هذا الوضع لا ينطبق على الدول النامية التي يتفشى فيها فيروس «إتش آي في» بشكل أكبر.

وفي المراحل المبكرة للإصابة بهذا الفيروس يكون مرض التدرن من الأمراض الرئوية التي يمكن أن يتعرض لها المصاب بالفيروس، وفي المراحل المتقدمة من الإصابة يظهر المرض بشكل غير نمطي بخصائص عامة تدل على أنه مرض غير رئوي (مرض عام ينتشر في الجسم كله). ويشار إلى أن أعراض هذا المرض عادةً ما تكون الخصائص بنيوية متعلقة ببنية المرء الجسمانية أو العقلية وغير متمركزة في مكان واحد من الجسم؛ فغالبًا ما يؤثر في النخاع العظمي والعظام والجهاز البولي والسبيل المعدي المعوي والكبد والعقد الليمفاوية والجهاز العصبي المركزي.

 

وتتزايد لدى المرضى المصابين بفيروس «اتش اي في» بشكل كبير إمكانية الإصابة بأنواع متعددة من أنواع مرض السرطان مثل سرطان كابوزي الذي يسببه فيروس الهربس، كما ثبت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالفيروس المسبب للايدز وذلك بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة لتكوين الأنثى، بالإضافة إلى توافر البيئة الصالحة لنمو الميكروبات في مهبل المرأة الذي يساعد تركيبه التشريحي على ذلك. كما تعد مشاركة الآخرين في استخدام إبر الحقن نفسها هي السبب المباشر وراء ثلث عدد الإصابات الجديدة بعدوى فيروس «إتش آي في» في كل من أميركا الشمالية والصين وأوروبا الشرقية. يمكن أن ينتقل الفيروس من الأم إلى طفلها داخل الرحم خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل وأثناء الولادة. وعلى الرغم من ذلك، فعندما تحصل الأم على العلاج المضاد للفيروسات الارتدادية وتلد طفلها من خلال عملية قيصرية، تتراجع نسبة احتمالية انتقال فيروس «اتش آي في» منها إلى طفلها الى 1٪، ويتأثر مدى إصابة الطفل بفيروس المرض بنسبة الحمل الفيروسي لدى الأم عند الولادة.

عن: «بي بي سي»

«ذا إيدز انفونت»‏

تويتر