‏‏‏دروس في دبي تعرّف الأجانب بالأطباق الشرقية

المطبـخ العربــي يجتـذب أذواقـــــــــاً غربيّة‏

رئيس الطهاة في «أكاديمية الإمارات» يقدم درساً عن وجبة عربية إلى أجنبيات. تصوير: مصطفى قاسمي

على الرغم من أن كثيراً من الأجانب يعشقون المطبخ العربي، ويترددون على المطاعم التي تقدم مذاقاته، إلا أن معظمهم لا يستطيعون إعداد تلك الأطباق بأنفسهم، لأن معرفتهم بالمطبخ العربي محدودة، لذا ابتكرت أكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة في دبي دروساً أسبوعية في الطبخ العربي تتوجه الى الأجانب بشكل خاص لتعرفهم الى جزء من ثقافة المجتمع العربي، من خلال إعداد بعض الأطباق التراثية والتقليدية من بلدان عربية مختلفة.

ويقدم الشيف المسؤول عن الدروس ورئيس الطهاة في الأكاديمية، مايكل كيتس، في كل درس خمسة أو ستة أطباق، يحرص من خلالها على أن يجمع أطباق أكثر من دولة عربية. واختار في الدرس الذي حضرت فعالياته «الإمارات اليوم» أخيراً، مجموعة أطباق شملت المقبلات، إذ قدم «الفتوش»، و«بابا غنوج» و«المحمرة»، وكان الطبق الرئيس الكباب، والحلويات (أم علي).

إفادة ومتعة

وتميزت ورشة الطبخ التي شاركت فيها نساء أجنبيات بالجمع بين الإفادة والمتعة، فجميعهن يرغبن في تعلم إعداد الأطباق لتقديمها في المنزل.

وقالت النمساوية صونيا ويليامز «شجعني زوجي على هذا الدرس بعد أن علمنا به من خلال ترددنا على مطاعم مجموعة جميرا، ولم أكن أتوقع أني سأستمتع به، إذ كان سهلاً ومريحاً»، مشيرة إلى انها المرة الأولى التي تعد فيها الأطباق العربية، فالطعام كان جيداً، وعلى الرغم من أنها تتردد على المطاعم العربية كثيراً، إلا أنها تفتقد قدرة التعرف الى المقادير المستخدمة في بعض الأطباق من خلال التذوق فحسب. وأضافت ويليامز «قدم لنا الشيف طريقة تحضير الأطباق بأسلوب بسيط، واستمتعت بأسلوبه كثيراً، كوني امرأة تعشق تحضير الطعام، وحالياً أحضر أكلات من مطابخ عدة وأبرزها الصيني».

أما السويسرية باتريسيا فوموجيه فقالت: «سمعت عن الدروس من أصدقاء، لذا اشتركت للتعرف الى كيفية إعداد الأطباق العربية، لأنني مهتمة بتحضير الأكل العربي»، لافتة إلى أن أهم ما تعلمته في الدرس هو أنها أصبحت قادرة على استخدام البهارات، إذ إنها لم تكن تعرف كيف تستخدمها، لأن البهارات العربية مختلفة عن التي تستخدمها المطابخ الأخرى، خصوصاً كيفية مزجها مع بعضها بعضاً. واعتبرت فوموجيه أن المرأة التي تحب الطبخ، قادرة على إعداد الطعام من أي نكهة كانت.

بينما ذكرت الجنوب إفريقية آن وايت، أنها تعرف الكثير عن المطبخ العربي، ولكنها لا تعرف كيفية الإعداد، لذا كانت متحمسة لإعداد الأطباق، مضيفة ان «دروس الطبخ تساعد المرأة على تعلم الكثير من التقنيات، والمشاركة في الدروس والتطبيق مع الشيف مهمة جدا وأفضل من الكتب أو البرامج التلفزيونية».

جزء من الثقافة

ولفت رئيس الطهاة، البريطاني مايكل كيتس، إلى أنه تعلم الطبخ العربي من خلال شيف سوري كان يعمل معه في لندن، وعندما أتى إلى دبي حافظ على اهتمامه بهذا المطبخ وتعلم المزيد عنه، ويقدمه حالياً للأجانب ليتعرفوا إليه، مشيراً إلى أن الدرس يستغرق ثلاث ساعات، ويقدم مرة واحدة أسبوعياً، وبحسب كيتس، يتم تحضير معظم الخضراوات للطلاب الذين يحضرون الدروس، ليتمكنوا من استغلال الوقت في تحضير الأطباق بسرعة. وتعد الثلاث ساعات التي يستغرقها الدرس، فترة وجيزة لانجاز خمسة أو ستة أطباق، ولذا يعمد الشيف إلى اختيار الأطباق التي لا تستغرق وقتاً طويلاً كي تنجز.

ونوه كيتس إلى أن الأطباق، يجب أن تكون معروفة، وذات سمعة، وبما أن الطبخ يشكل جزءاً من الثقافة، فشدد الشيف على أهمية هكذا دروس للتعريف بالثقافة والتراث، منوهاً إلى أن طعم الأطباق في الختام يكون مميزاً، وكأنه طعام محضر في فندق فاخر، كما أنه يعلم النساء الكثير من الأسرار التي يجهلنها.

ويحرص الشيف البريطاني على اختيار أطباق من مختلف البلدان العربية، فبرأيه «كثيرون يعتقدون أن الطعام العربي محصور بالأطباق اللبنانية، ولكن هذا ليس صحيحاً، لأن هناك العديد من الأطباق العربية الشهية من دول مختلفة، ولهذا أجمع أطباق أكثر من بلد في الدروس». واعتبر أن فائدة الدروس أن المشاركين يتمكنون من تطبيقها في المنزل لاحقاً، إذ يزود كل مشترك بقائمة الطعام التي تشمل المقادير وطريقة الإعداد ليتمكنوا من إعدادها في أي وقت.

 

‏قائمة الطعام

أكد الشيف البريطاني مايكل كيتس، أن القائمة التي قد تتضمن خمسة أو ستة أطباق تتغير في كل أسبوع، إذ إنه يتم تخصيص ثلاثة أسابيع لتقديم أطباق متنوعة، بدءاً من المقبلات، ووصولاً إلى الطبق الرئيس والحلويات، فيما يخصص أسبوع لإعداد الحلويات فقط، مشيراً إلى أن الدروس تعاد كل شهر، لذا فالمشترك لشهر يكون قد تعلم كيفية إعداد 20 طبقاً أو أكثر، علماً بأنه يمكن للمرأة أن تحضر درساً واحداً. ونصح كيتس المرأة بحضور درسين على الأقل كي تكون متمكنة من تحضير 10 أطباق لتقدّمها في منزلها. ‏

وذكر أنه غالباً ما يختار الأطباق السهلة التحضير والصحية، كونها يمكن أن تعد في المنزل بسرعة، لأن العمل يأخذ الكثير من أوقات الناس، مشيراً إلى وجود رجال يحضرون الدروس «لأنهم يريدون فعلا التعرف الى الطبخ العربي وهم يستمتعون بإعداد الطعام، لأن الطبخ في النهاية يجمع الرجال والنساء، وليس حكراً على جنس محدد، فبإمكان الطرفين أن يبدعا فيه».‏

تويتر