الصداقـات.. 10 أصناف نصفـهـا مُر
يتعدد الأصدقاء في حياة المرء، وتتنوع الصداقات بين القصيرة التي تستمر باستمرار حالة ما، من وظيفة، أو دراسة، أو تلك التي تدوم طويلاً، ولطالما يواجه الشخص لفترات من حياته نصائح من آخرين، أو من الوالدين، حول هذا الصديق أو ذاك، وبين منع وتشجيع، تتحول حلقة الأصدقاء إلى خليط من الشخصيات التي تؤثر من قريب أو بعيد في حياة المرء وشخصيته.
ومع تنوع طرق تكوين الصداقات، سواء في الواقع أو في العالم الافتراضي، اقترحت دراسة أسترالية أن تكوين الصداقات الصحيحة في الحياة يمكن أن يعين على عيش حياة أفضل على المدى البعيد، وعلى الرغم من وجود العائلة ودعمها للفرد، تتحول دائرة الأصدقاء الصحيحة إلى شكل من أشكال التخفيف والتحسين من جودة أسلوب الحياة، وقالت صاحبة كتاب «أصدقاء مسمومون.. طريق تخلص المرأة من العلاقات المعقدة»، سوزان شابيرو باراش، مقدمة مجموعة من المواصفات التي تميز كل صديقة، وكيفية التعرف الى العناصر المحبطة للصداقة، مصنفة الصديقات إلى 10 أصناف، خمس يجب الاحتفاظ بهن، بعكس الخمس الأخريات.
القائدة والمضحّية
هي برأي باراش، الصديقة التي تجعلك دائما تشعرين بأنك ضمن دائرة الأصدقاء، ومشمولة في كل الأنشطة التي يقمن بها، ابتداء من أصغر النشاطات إلى أكبرها، باعتبارها القادرة على الإبقاء على دائرة العلاقات وعلى استمرار الصداقة، من خلال الحفاظ على الرابط، مشيرة إلى أن النساء «يملنّ دائماً إلى ذلك الشعور بالانتماء إلى شيء ما، وأنهن جزء من مجموعة أكبر، ذلك الشعور بالقدرة على الاعتماد على شيء أكبر، واللجوء إليه»، ومن دون «القائدة» تعتقد باراش أنه لن تكون هناك دائرة أصدقاء حقيقية، أو الكثير مما يدور في الحياة الاجتماعية.
المدمّرة وهادرة الطاقة تقول باراش إن الصديقة «المدمرة» هي تلك التي تعتقدين بأنك ستكونين شديدة السعادة معها، والتي تعد بالكثير «وقد تقدم فقط المشكلات والمواقف المحرجة لك دون أن تكوني قادرة على التخلص منها أو مما تسببه لك من إحراجات لا تحتاجين إليها»، منبهة إلى أن مثل هذه الشخصيات قد تجعلك تشعرين بأنك قد تحصلين على شيء مقابل صداقتك لها، أو بأن صداقتك لها قد تكون أمراً إيجابياً في حياتك، إلا أنها ليست من الشخصيات القادرات على الالتزام بالصداقة. وتنهي باراش قائمتها لصفات الصداقة الـ10 التي يجب تفاديها أو التمسك بها، الصديقة الهادرة للطاقة، «والتي تجدين أنها دائماً تطلب الكثير،وتحصل على الكثير منك، دون أن تشعري بأنك حصلت على أي شيء في المقابل منها، هي التي تشعرك بأنها غير قادرة على تقديم المعروف، بينما تطالبك بتقديم الكثير من التضحيات في المقابل، وهي التي تشتكي من حياتها ومشكلاتها طوال الوقت، تستنفد منك طاقتك ووقتك، لتختفي بعد ذلك، دون حاجة إليك»، وأهمية تفاديها تكمن في واقع أنها «قد تمتص وتستنفد كل طاقتك دون جدوى، في صداقة لن تشعري سوى أنها تأخذ منك ولا تعطيك». |
وتعتبر باراش، أن دائرة الأصدقاء تحتاج إلى صديقة أخرى تتصف بـ«التضحية»، والتي تميل غالباً إلى عدم خذلانك، أو رفض أي طلب، والتي قد تضحي بأي شيء في سبيل الحفاظ على هذه الصداقة، لأنها تكن لك مشاعر صداقة وأخوة حقيقية، مبينة أنها «الشخص الوحيد الذي دائماً تعتمدين عليه وتميلين إلى الشكوى له، أو طلب مساعدته»، مضيفة أن «المضحية»، تعد «الملجأ والمكان الآمن للرجوع إليه، وهي من ستواسيك وتستمع إليك حتى في آخر ساعات الليل إن احتجت الى ذلك، مهما كان الثمن»
المرآة
وتشير باراش إلى أن الصديقة «المرآة» هي تلك التي تتعرف اليها المرأة في أماكن أو أوضاع مشابهة، والتي تعيش أو تعاني أو تواجه الأوضاع نفسها التي تواجهها «سواء كان ذلك في قاعة انتظار توظيف، أو في مدرسة طفلك، أو إحدى جاراتك بعد انتقالك لمنطقة جديدة، هي من تسير معك الطريق نفسه وتواجه الظروف نفسها، هي مرآتك التي تعكس حالتك».
وتعتقد أن الحاجة لهذه الصديقة في الحياة هو أمر مهم «لأن النساء يملن دائماً إلى انعكاسهن في صديقاتهن أو من حولهن، ويملن إلى أن يجدن من يشاطر معهن حالاتهن المختلفة»، ومبينة أنه «شعور مريح، ومعزز للحالة النفسية، فهي شخص يمر أو مر بالظروف نفسها، ما يعني أنك لست وحيدة في المشكلة أو الحالة، إنها مفيدة على الأقل للشكوى من الحال، أو أخذ النصح في أمر معين، أو حتى الشعور بأنها متفهمة لما تمرين به».
المشاركة والأصيلة
وتذكر باراش أن الصديقة «المشاركة» هي تلك التي تشعرك بأن التحدث بصراحة وفتح المواضيع والنقاشات الحرجة أو الشخصية أو الحساسة أمر سهل وغير محرج «وهي الصديقة الصريحة والصادقة، والتي تشاركك مشاعرها وتعاطفها مع حالتك، والتي لا تمانع من أن تعطيك من وقتها وطاقتها لكي تستمع إليك، وتجعلك قادرة على الكشف عن مكنوناتك دون إحراج»، معتبرة أن «المشاركة» مهمة في الصداقة «لأنها ستكون من سيتعاطف مع حالتك، ومن ستعيرك ذلك العقد الثمين بحب، والتي يمكنك أن تؤمّنيها على أسرارك، والتي ستشاركك أسرارها في المقابل، هي صديقة رائعة ببساطة».
وتوضح باراش، أن الصديقة «الأصيلة» تلك التي تتصف «بكل المواصفات العالية والأخلاقية التي تحتاجين إليها في حياتك، هي ذات القلب الذهبي، الصادقة، والجادة، والتي تجدينها إلى جانبك في السراء والضراء، هي التي لا تشعر بالغيرة منك مطلقاً، ولا بالمنافسة، هي الصديقة المسامحة، هي الصديقة النادرة»، لافتة إلى أن «الأصيلة» «هي الصديقة التي دائماً نبحث عنها، وتحتاج إليها المرأة عندما تعيش بعيداً عن عائلتها آلاف الأميال، هي الطيبة الحقيقية، والأصالة التي يبحث عنها المرء أينما كان».
الباحثة عن المآسي
وبينما تعتقد باراش أن هناك أنواعاً عدة من الدعم بين الصديقات، إلا أنها ترى بأن هذا النوع من الصديقات هو ما يجب أن تتفاداه المرأة «فهي على الرغم من أنها قد تكون أول من تجدينه أمامك عند معاناتك من المشكلات، وأول من يتصل بك، ويرى آخر مستجدات مشكلتك هذه أو تلك، وتستمع لك، إلا أنها في الوقت ذاته، تكون أول المنزعجات منك إن سمعت أنك تشعرين بخير، أو أنك سعيدة، أو حصلت على وظيفة رائعة جديدة، هي تلك الباحثة عن المآسي والمشكلات، والتي قد تبكي في حزنك، ولكنها لن تفرح لفرحك»، مشيرة إلى أنه من المهم تفادي هذه الصديقة، «لأنها على الرغم من أنها قد تكون إلى جانبك في حزنك، إلا أنها لن تبدي أي اهتمام بتطورات حياتك، وهو أمر قد يشعرك بالأسى، ويزعجك».
الاستغلالية والعدوّة
وتعتبر باراش أن الصديقة «الاستغلالية» هي تلك التي لا ترينها أو تسمعين منها سوى عند معاناتها من مشكلات ما، أو عندما تحتاج إلى شيء، «والتي لا تتحدث سوى عن نفسها، أو لا تعبر إلا عما تريده هي دون أن تستمع إلى الآخرين»، مشيرة إلى أن أهمية تفادي هذا النوع من الصديقات يكمن في أنها لا تخدم ولا تفيد سوى نفسها، ولأن هناك أجندة مخفية دائماً لمصالحها التي لا تشمل سواها، مبينة أنه «إذا كانت الصداقة تدور حولها هي فقط فليس هناك مكان لاثنين ولا يبقى للصداقة والمشاركة معنى، ولن تشعري أبداً بقيمة أو ثمن لما تقدمينه من تضحيات ومحبة لها».
إلا أن الصديقة العدوة، هي أكثر الشخصيات التي ترى باراش أهمية تفاديها والابتعاد عنها تماماً «فهي تلك التي تبين صفات الصداقة أحياناً، والعداوة أحياناً أخرى، وهي التي لا تعرفين تماماً نواياها الداخلية، أو إن كانت نواياها صادقة وحقيقية حيالك أو العكس، هي التي تحترمك أحياناً، وفي أحيان أخرى تكون شديدة الغيرة منك»، مبينة أن شخصية هذه الصديقة «المحتالة والمتسللة، يجعلها غير جديرة بصداقتك».