«سيرن» تفتح آفاقاً علمية جديدة
يضع علماء الفيزياء في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية «سيرن» نصب أعينهم الاقتراب أكثر من نشأة الكون، في أعقاب النجاح الذي حققوه في احداث تصادمات لمحاكاة الظروف التي أعقبت الانفجار العظيم للتعرف إلى كيفية نشأة الكون. وبعد يوم واحد من النجاح في احداث تصادمات بين جسيمات بطاقة قياسية بمعدل 50 تصادماً في الثانية بدأوا اول من امس، محاولات لزيادة العدد الى 300 في الثانية داخل مصادم الهدرونات الكبير في «سيرن».
وقال المتحدث جيمس جيليز، بينما كان المزيد من حزم الجسيمات يضخ في اتجاهين متقابلين في مسار بيضاوي داخل نفق المصادم البالغ طول محيطه 27 كيلومتراً في المجمع البحثي الواقع تحت منطقة الحدود السويسرية الفرنسية المشتركة قرب جنيف «نحن نتجه الى آفاق علمية جديدة».
لكن جيليز، ذكر أن احداث المزيد من المصادمات أرجئ الى وقت لاحق ليتمكن العلماء من اصلاح بعض أوجه الخلل البسيطة في الآلة الضخمة المعقدة. وأدت مشكلات مماثلة الى تأجيل انطلاق البرنامج مرتين الأسبوع الماضي.
وأضاف «لا شيء مما حدث من شأنه أن يوقف العرض. نحن مستمرون. المشكلات البسيطة أمر طبيعي في مشروع بهذا الحجم». والهدف هو زيادة تدفق المعلومات في الشهور المقبلة عما يحدث عندما تتصادم الجسيمات بقوة اجمالية تبلغ سبعة تريليونات إلكترون فولت وبسرعة تكاد تقترب من سرعة الضوء.
واقتربت المصادمات بمثل هذه القوة جداً من محاكاة الأحداث التي وقعت بعد كسور متناهية الصغر من الثانية من الانفجار العظيم الحقيقي الذي وقع قبل 13.7 مليار عام، ونتج عنها نشأة المجرات والنجوم والحياة على الأرض وربما حياة في عوالم أخرى مجهولة.
وذكر جيليز، أن عدد حزم الجسيمات سيزاد من اثنتين في المرة كما حدث في تجربة الثلاثاء الماضي لما يصل الى 2700 خلال الفترة الاولى التي تستمر بين 18 شهراً وعامين من المرحلة الاولى من «الفيزياء الجديدة» في مشروع مصادم الهدرونات الكبير الذي تكلف 9.4 مليارات دولار. ويقول علماء من خارج التجربة ان «سيرن» تعرض بقاء الجنس البشري للخطر مع احتمال أن تنجم عن التجربة أيضاً ثقوب سوداء صغيرة مماثلة للثقوب السوداء العملاقة الموجودة في قلب معظم المجرات والتي تبتلع كل ما يقترب منها.
وينفي العلماء في مشروع مصادم الهدرونات الكبير هذا الاحتمال. وقال دنيس دنيغريس، عالم الفيزياء في «سيرن» «الثقوب السوداء التي قد تظهر خلال مصادماتنا ستبقى جزءاً من الثانية، ثم تتلاشى وهي لا تمثل خظراً على الجنس البشري».
ويقول الباحثون في «سيرن» إن من المرجح في تلك المرحلة اكتشاف جسيم «بوزون هيجز» الافتراضي الذي ساعد على التحام المكونات الأولية للمادة في أعقاب الانفجار العظيم وأعطاها تماسكها وكتلتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news