يعقوب الروسي..«فني صوت» بالمصادفة
لم يتخيّل الإماراتي المراقب العام لإذاعة «إمارات إف إم»، ورئيس قسم التنفيذ في شبكة أبوظبي للإعلام يعقوب الروسي، أنه سيصل إلى ما وصل إليه من تدرج وظيفي، خصوصاً أن وجوده في الإذاعة جاء بمحض المصادفة، إذ إنه كان يجرّب نفسه في اختيار قطاع يعمل فيه، وكان هذا عام ،1990 وبدأ من قسم الصيانة، ثم انتقل إلى غرفة المونتاج، وتعلق بأزرارها من النظرة الأولى، على حد تعبيره، وعلى الرغم من افتقاره لأية خلفية ينطلق منها للعمل في هذا المجال، إلا أنه أصرّ على أن يتعلم ويتخصص في هذا العمل «كنت أتدرب لمدة أربع ساعات يومياً، لكنني كنت أنام وأصحو في الاستوديو، وخلال شهر ذهبت إلى المدير وطلبت تنفيذ برنامج إذاعي، لكنه رفض حينها»، ولعبت المصادفة دورها «ففي أحد الأيام مرض أحد المخرجين الذين كانوا ينفذون برنامج (ما يطلبه المشاهدون)، فوجدتها فرصة لإقناع المدير بتجريبي، وكانت تجربة لا تنسى»، مستذكراً قصة المطرب الراحل عبدالحليم حافظ الذي يدين بشهرته لمطرب عن ليلته.
ويفخر الروسي بأن «إمارات إف إم» ولدت على يديه عام ،1995 حين انتقل من إذاعة أبوظبي الرسمية إلى الإذاعة الجديدة، المكان الذي شعر فيه بمتعة كبيرة، لأن «طابع البرامج فيها كان متنوعاً بين تراثي، وغنائي، واجتماعي، فقررت أن يعيش المستمع الجو الذي أريده من خلال استخدام المؤثرات الصوتية، التي تميزت بها، خصوصاً في البرنامج التراثي مع الإعلامي حارب السويدي، الذي عمل لمدة 10 سنوات».
الروسي الذي يعرفه جميع مستمعي الإذاعة بطريقته الخاصة في بث الجُمل والأصوات المميزة والمضحكة على أي برنامج يقوم بإخراجه، يعاني من حالة نادرة في العالم، وهي قصر في عظم الفخذ، وهو عملياً لا ينتمي إلى فصيلة الأقزام، لأن جسمه من الأعلى لا يعاني من حالة القزمية، وعن هذا يقول «لم أشعر يوماً بأنني مختلف، وكنت أفاجئ جميع من حولي بشخصيتي القوية التي كانت توصف بالقيادية»، فالثقة بالنفس والرضا بما قدّره الله، حسب الروسي ، هما سلاح التقدم والتطور، حيث إن الروسي يرفض رفضاً قاطعاً أن يندرج تحت مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة أو المتخلفين «لأنني أرى أن الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى عون إذا كان هناك خلل في العقل وليس في البدن»، مؤكداً أن العقل هو المحرك الأساس في أي عملية تطور، حتى لو كان الجسد مشلولاً، مضيفاً «عشت حياة طبيعية، وعلاقاتي الاجتماعية قائمة على المحبة والتقدير، ولديّ من الأبناء سبعة أعتز بهم ويعتزون بي، ولا يرون أنني مختلف أبداً».
ويشعر الروسي بأن عمله وفّر له كل شيء يتمناه «حصلت على كل ما أريد والمسؤولية شيء جميل، فأنا لا أجد نفسي إلا خلف أجهزة المونتاج التي تجعلني أقرب إلى الجمهور الذي أعتبره رصيد حياتي»، مطالباً جميع المواطنين «سواء من هم طبيعيون أو معاقون بالسعي إلى التقدم إلى الأمام، ومحاولة تحقيق أحلامهم، وهو أمر سهل في دولتنا، في ظل دعم القيادة والمؤسسات لهم».
وعن اسم الروسي الذي يقترن به قال «هي حكاية قديمة، فأنا من عائلة الحمادي، إلا أن والدي كان يتاجر في السيارات الروسية فلُقّبنا حينها بأبناء الروسي».