طرق طبيعية لنوم دون شخـير
على الرغم من أن نساء كثيرات يشكون من الشخير المزعج لأزواجهن، إلا أن بعضهن يكتشفن بعد فترة أنهن يزعجن أزواجهن بشخيرهن أيضاً، ما يجعل من ذلك الصوت المزعج والمستفز أثناء النوم واحداً من أكثر المشكلات المصاحبة للنوم سواء للرجل أو المرأة في مختلف الأعمار. وبناء على دراسة للمؤسســة الوطنية للنوم في أميركا، فإن 90 مليـــون شخص راشد يشخرون، بينما 37 مليون منهم يشخرون بشكل يومي أحياناً.
ومع وضوح أسباب الشخير، إلا أن الظاهرة لاتزال واحدة من أكثر المشكلات المرتبطة بالنوم شيوعاً، ويحدث الشخير بسبب استرخاء عضلات نهاية الحنجرة عند النوم، ما يجعلها مرتخية ومترهلة، إلا أنه في حال وجود عائق أو انسداد من أي نوع بين نهاية مجرى الأنف والأحبال الصوتية، فإن جدران الحنجرة المرتخية تبدأ بالاهتزاز والارتجاج، ما يسبب صوت الشخير المزعج، وهو الأمر الذي يحتاج دائماً إلى استشارة طبية، لتنوع الأسباب التي تؤدي إلى وجود انسدادات، وبمجرد تشخيص الطبيب للحالة بأنها واحدة من مشكلات النوم مثل ما يعرف باسم «الزلة الليلية» أو «انقطاع التنفس الليلي»، وبأنها غير مرتبطة بمشكلة صحية أخرى، فإن هناك عدداً من الطرق التي تعين على تفادي تلك المشكلة، وإعادة الهدوء والسكينة إلى غرفة النوم.
«بتربر» والإنشاد
كشفت دراسات أوروبية ذكرت نتائجها في الدورية الطبية البريطانية، أن العشبة المعروفة باسم «بتربر» يمكن أن تكون بفاعلية أدوية الحساسية الموجودة في الصيدليات مثل الـ«زيرتك»، وقالت صاحبة كتاب «تصبح على خير: برنامج الأربعة أسابيع لنوم أفضل» الدكتورة ميشيل بروز، إن «الشخير يظهر لأن الهواء يتحرك بسرعة إلى نهاية الحنجرة ما يسبب الارتجاج في اللهاة، وإذا كان من الممكن تبطيء سرعة الهـواء، سنتمكن من تخفيف الشخير، وعندما يخفف ويقلل من الانسداد، فإن قنوات التنفس تفتح ويدخل الهواء بسهولة وببطء، ما يقلل من الشخير»، الأمر الذي يمكــن تحقيقه من خلال كبسولة من هذه العشبة الطبيـــعية، التي يمكن شراؤها من متاجـــر بيع الفيتامينات والصيدليات.
وذكرت دراسات بريطانية أن الإنشاد أو الغناء أو تحريك الصوت عبر الأنغام، يمكن أن يخفف من حدة الشخير لدى الأفراد، إذ قام الباحثون، بجمع 20 شخصاً من المشخرين من أصحاب الأوزان الطبيعية، لأن الوزن الزائد يمكن أن يسهم في زيادة الشخير، وطلبت من المجموعة أداء تمارين صوتية لمدة 20 دقيقة في اليوم على مدى ثلاثة أشهر، وبعد انتهاء الفترة المحددة، سجل أكثر من نصف المجموعة انخفاضاً في الشخير، حيث يعتقد الخبراء أن ترنيم بعض الأنغام يومياً يمكن أن يحسن من القدرة على التحكم في عضلات الحنجرة، ويجعلها وأنسجة الحنجرة العليا أكثر نعومة وسلاسة.
تفادي منتجات الحليب
من أكثر ما يعرف عن الحليب ومنتجاته هو ترك ذلك الإحساس من الرطوبة واللزوجة في البلعوم والحنجرة، إذ يمكن لمنتجات الحليب، أو تلك الأطعمة الغنية بها، أن تترك أثراً للمخاط في الجسم، وتقول الطبيبة في الطب الصيني من ميامي، إليزابيث تراتنر «فكر في الأمر، إذا قمنا بتبليل الجبنة، فإنها ستتحول إلى شيء لزج أشبه بالبلغم، هي الفكرة ذاتها التي تنطبق على تناولنا منتجات الحليب»، مشيرة إلى أنه مع صعوبة هضم الجسم لها، فإن عضلات الجسم تضعف، من ضمنها تلك في قنوات التنفس ما يسبب الشخير، وعلى الرغم من احتمال حب المرء لتناول منتجات الحليب، إلا أن الأمر يستحق التجربة على مدى أربعة وحتى ستة أسابيع، واكتشاف فاعلية الأمر.
وأوضحت تراتنر أن الرطوبة واللزوجة اللتين يتركهما تناول الحليب ومنتجاته في الفم والحنجرة، يمكن أن تتسببا في الشخير أيضاً، بسبب تسببهما في الحساسية، ناصحة بأن تخفيف تناول هذه المنتجات يمكن أن يكون مفيداً في تخفيف الوزن أيضاً، ويعتبر تخفيف الوزن أحد الطرق الفعالة للتخفيف من الشخير، كونها تقلل من الأنسجة الدهنية حول الرقبة.
ويرى صاحب كتاب «علاج الصحة الكامل» توم بوتيسك، أن أحد أكثر أسباب الشخير شيوعاً، هو الالتهاب والتورم في أنسجة البلعوم، وهي المنطقة في نهاية الحنجرة والجيوب الأنفية، موضحاً أن هناك أطعمة تزيد من هذه الالتهابات مثل منتجات الحليب، كما أن هناك أطعمة مضادة لهذه الالتهابات، التي يجب على المعاني من الشخير تناولها مثل الفواكه، (ما عدا البرتقال)، والخضراوات (ما عدا الذرة)، والفول (ما عدا الصويا)، وبدائل الحليب، مثل حليب الأرز، وحليب اللوز، وبدائل السكر الطبيعية.
وأشار بوتيسك أن الفوائد التي يحصل عليها الأفراد من تنـــاول هذه الأطعمة، إضافـــة إلى الشخير، هو المزيد من الطاقة، وآلام متنوعة أقل، وتقليل الوزن، إلا أن الأمر يحتاج إلى صبر واستمرار، حيث يمكن للبعـــض أن يلاحــظ الفرق خلال أيام فقط، وآخرين خلال ثلاثة إلى ستة أسابيع.
الموز وكرز الشتاء
يعتقد خبراء أستراليون، أن دهون الفوسفات الموجودة في الموز، التي تعرف بعملها على ترك قنوات الحنجرة مفتوحة، يمكن أن تقلل من الشخير، عن طريق تقليلها من ضغط الهواء على الحنجرة أثناء النوم، وينصح الخبراء بشرب عصير الموز، بدلاً من تناوله، حيث كشفوا وجود كميات أكبر من دهون الفوسفات في الفم عند تناول المتطوعين لعصير الموز، مقارنة بكميته عند تناوله.
قد يعرف الجميع أن زيادة الوزن يمكن أن تسبب الشخير، إلا أن ما لا ينتبه إليه كثيرون، هو أن زيادة الشخير يمكن أن تسبب ارتفاعاً في الوزن أيضاً، إذ ترتفع نسبة هرمون التوتر (الكورتيزول) لدى الأفراد مع بداية كل يوم بشكل طبيعي، إلا أن الحال تختلف مع المشخرين، لأنهم غالباً ما يصحون من نومهم العميق بسبب صوت شخيرهم المزعج، ما يعني ارتفاع مستوى الكورتيزول خلال الليل، مع كل مرة يصحو فيها المرء، وازدياد معدلات هذا الهرمون في الجسم، الذي يسبب انخفاضاً وبطئاً في عمليات الاستقلاب، ما يعني مشكلات مع الوزن، إضافة إلى مشكلات في الهضم، وإضرار في عضلات الجسم، التي تسهم جميعها في مشكلة الشخير، إضافة إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهو العرض الجانبي المرتبط بزيادة الوزن وقلة النوم.
كل ذلك يقود إلى أهمية تناول العشبة الطبيعية «أشواغاندا» المعروفة باسم كرز الشتاء، التي تعمل على تقليل نسبة الكوليسترول بشكل كبير، والمعززة لنوم هادئ بحسب الخبيرة الطبيعية للصحة والمؤسسة للشركة الصحية «حديقة الحياة» جوران روبين، بينما كشفت دراسة أقيمت في الهند في جامعة كالكتا، أن هذه العشبة تعمل أيضاً على تقليل الالتهابات في الجسم، وتقليل مستويات الكوليسترول، والسكر في الدم لدى الفئران.
تغيير الوسادة قد تكون أسباب معاناة المرء من الشخير، أبسط بكثير من تغيير نظامه الغذائي، على الرغم من أهمية اتباع النصائح لتفادي جميع الأسباب، إذ يمكن أن يكون سبب الشخير ببساطة مرتبطاً بالوسادة المفضلة، التي غالباً ما ستكون قديمة وبالية من كثرة الاستخدام، حيث يفضل النوم على وسادة تعين جيداً على دعم الرأس ورفعه بشكل خفيف، ما يعين على فتح قنوات التنفس، وموازاة الرأس مع العنق، وهما السببان الرئيسان المسببان للشخير. |