إصبع متحجر يدلل على فصائل بشرية مفقودة
قد تكون عظام إصبع خنصر طفل عُثر عليها في سيبيريا دليلاً على فصائل بشرية غير معروفة حتى وقتنا هذا، تعايشت مع أسلافنا وكذلك مع فصيل «نياندرتال» قبل 4000 سنة، حسبما قال فريق من العلماء الألمان. وقال الدكتور يوهانس كراوس من معهد «ماكس بلانك» لعلوم الإنسان والتطور في ليبزغ، عن مادة جينية تم سحب عينة منها من عظمة إصبع خنصر، يعتقد فريقه من الباحثين أنها تنتمي إلى فصائل جديدة تماماً من البشر «بدا تسلسل (الحامض النووي) أشبه إلى حد ما بالبشر، غير أنه كان مختلفاً تماماً».
ومن المحتمل أن يكون ذلك «المخلوق» الذي أطلق عليه العلماء «السيدة إكس» واحداً من ثلاثة فصائل بشرية على الأقل كانت تعيش في ذلك الوقت. وقال العلماء إنهم لا يستطيعون تصور الشكل الذي كان عليه ذلك الفصيل البشري من تلك العظمة الفضية الصغيرة. لكنهم يعتقدون أنه كان فصيلاً أقرب إلى الإنسان المعاصر عن فصيل نياندرتال ببنيانه العضلي الضخم.
ولأنه كان يحيا في فترة العصر الجليدي، بقسوته، يعتقد أن فصيل «السيدة إكس» كان يصطاد الحيوانات ويكسو نفسه بالفراء والجلد لحمايتها من البرد القارس. ويدرك الخبراء بالفعل أن الفصيل البشري وفصيل نياندرتال تعايشا معاً شمال آسيا وفي أوروبا طوال 15 ألف سنة. ويشير الدليل الجديد القائم على الحامض النووي المستخرج من شظية عظم إصبع عثر عليه في أحد الكهوف إلى احتمال وجود فصيل ثالث معهما.
ولا يستبعد العلماء احتمال تطور الإنسان القديم، ولايزال الجدل مستعراً حول ما إذا كان عرق «الهوبيت»�عرق بشري قزمي- الذي اكتشفت بقاياه عام 2003 على جزيرة فلور الإندونيسية، عرقاً منفصلاً عن عرقنا البشري. الكشف الجديد غريب من نوعه، فهو يعتمد بشكل كامل على دليل جزيئي من الحامض النووي. ويدلل على ظهور سلالة مختلفة تماماً من البشر، هاجرت من أفريقيا قبل نحو مليون سنة.
وعثر العلماء على عظمة الإصبع في كهف دينيزوفا في جبال ألطاي جنوب سيبيريا، وتعود إلى طفل يناهز عمره السادسة، وجرى استخراجها من طبقة صخرية يرجع تاريخها إلى 30 -48 ألف سنة مضت. وكتب كراوس ورفاقه في مجلة «نيتشر» يقولون إنهم تتبعوا تسلسل الحامض النووي من الـ«ميتاكوندريا»، وهو جزء من الخلية يتحدر دون تغير تقريباً من المرأة إلى أطفالها، وقارنوه بالحامض النووي الخاص بالإنسان والنياندرتال والقردة.
ونظراً لعدم وجود أي أدلة مادية أخرى، قام الفريق العلمي بقيادة كراوس بتحليل مادة الميتاكوندريا المحفوظة داخل العظمة.