«نوبل الإنسانية» تكرم مؤسسـات إماراتية
غالباً ما تسلّط الجوائز العالمية أو حتى المحلية الضوء على الأعمال الأدبية أو الفنية، لذلك ارتأت جنين منصور تأسيس جائزة للأعمال الخيرية ستمنح للمرة الأولى في الشرق الأوسط، تحت اسم «الجوائز الإنسانية النبيلة»، التي مُنحت العام الماضي لمؤسسات خيرية في أميركا. وستكرم الجائزة في دورتها الأولى في الإمارات والشرق الاوسط، 12 مؤسسة خيرية تتميز بالمعايير الجيدة في مستوى الخدمة الاجتماعية المقدمة، إضافة إلى جهة قانونية اتسم عملها بالشفافية. وسيقام حفل توزيع الجوائز في أبوظبي في 24 من الشهر الجاري، بحضور عدد كبير من المشاهير والنجوم.
وقالت مؤسسة الجوائز الإنسانية النبيلة جنين منصور، إن «الهدف الأساسي من الجائزة هو التوعية بهذه الجمعيات، وإبراز دورها والمساهمة في زيادة العمل الإنساني وتعزيز ثقافة التبرع».
وأضافت لـ«الإمارات اليوم» أن فكرة تأسيس هذه الجائزة راودتها قبل عام، «كوني امرأة ذات شخصية إعلامية، وأعيش بين كاليفورنيا والإمارات، أشعر بأنه لابد من تكريم بعض الجهات التي تساعد المجتمع، ولها دور بارز، وهناك من لا يعرف عنها إطلاق، فكانت الجائزة فكرة للإضاءة على عمل هذه الجمعيات».
وأوضحت جنين أنه تم البحث عن الكثير من المؤسسات الخيرية التي تعمل في المنطقة، وتم اكتشاف الكثير من الجمعيات غير المعروفة، وأشارت إلى أنه سيتم منح الجوائز لـ 12 مؤسسة إماراتية عالمية، ومن هذه المؤسسات «مؤسسة دبي للتوحد، ودبي كيرز، وغلف فور غود»، إضافة إلى جمعيات عالمية، منها «أمنية، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، ولايف فور ريليف التي تعنى بالكوارث الطبيعية»، إضافة إلى «نهتم» و«مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية».
وأوضحت جنين أنه لم يتم اختيار مؤسسات عربية من خارج الإمارات لتكريمها في هذه الدورة، وتم اختيار مؤسسات تتميز بنشاطاتها المختلفة، ما يمنح الجائزة قاعدة أوسع.
أكدت مؤسسة جائزة نوبل للأعمال الخيرية جنين منصور، أن «الدرع التذكاري الذي سيُمنح للجمعيات خلال الحفل الذي سيقام في (قصر الإمارات) في 24 من أبريل الجاري، هو من تصميم أنطونيو بانديراس، وهو مصمم بشكل مربع من الرخام، فيما الجزء الأعلى من المعدن، وهو مؤلف من أربع جهات، خصصت جهة منها للأطفال ليعملوا عليها. |
معايير
وقالت مؤسسة الجائزة إن «المعايير التي تؤخذ في الاعتبار لمنح الجائزة، تتمحور في أن تكون المؤسسات غير ربحية، وأن تكون موافقاً عليها من قبل الحكومة، كما أننا ننظر إلى الطرق التي تتم بها خدمة المجتمع كالبرامج التي تقام والمتطوعين، إلى جانب عامل الشفافية في التعامل مع الأموال والتبرعات».
واعتبرت أن الشفافية في التعامل تظهر من خلال نتائج الأعمال التي تقوم بها المؤسسة، لأن «هناك بعض المؤسسات التي لا تكون شفافة، فلا يكون واضحاً كيف تُستخدم الأموال، وأين تذهب». وأكدت أن التحضير للجائزة تخلله الكثير من الزيارات للمؤسسات، وكانت المؤسسات متعاونة، فقدمت لنا الأفلام المصورة وبعض الجولات، الأمر الذي ساعدنا في التعرف إلى عمل هذه المؤسسات». واعتبرت جنين أن الهدف الأساسي من الحدث نفسه، هو «التوعية ببعض الأعمال الخيرية التي تقدمها هذه المؤسسات، وبالتالي كيفية عملها، لتعزيز ثقافة العمل الخيري والتبرع»، ونوهت إلى أن ما قامت به هو إضافة الاحتفال إلى الجائزة)، لأن الاحتفال يخلق التوعية، فالناس تحب الاحتفال وكذلك تقليد المشاهير.
وأكدت جنين أن حفل تكريم سيستضيف العديد من الأسماء اللامعة في العالم العربي والغربي، ولفتت إلى أنه تمت دعوة الكثير من الفنانين، ومن الذين أكدوا حضورهم، راغب علامة، وحسين الجسمي، وكارول سماحة ونانسي عجرم، وإلهام شاهين ومصطفى شعبان، وسامي يوسف وإيهاب توفيق ورضا العبدالله. وأشارت إلى أن الجمع بين الفرح والأعمال الخيرية، يشكل عامل جذب للناس، ولفتت إلى أن الحفل سيتخلله غناء من بعض المشاهير، إضافة إلى التوعية بالمؤسسات التي ستُكرم، حيث سيُعرض تقرير عن عمل كل مؤسسة والأسباب التي أدت إلى نجاحها، وكذلك الوسائل المتعددة لمساعدتها.
هدف
وشددت جنين على أن الهدف الأساسي من الجائزة هو خلق وعي بأهمية التبرع لهذه الجمعيات الخيرية، لافتة إلى أنها لا تعني التبرع بالأموال، بل من الممكن أن يتبرع الشخص بوقته وبمساعدته في بعض الأعمال، فكل شخص يمكن أن يساعد على طريقته الخاصة وفي حدود إمكاناته. أما الصعوبات التي واجهتها في التحضير للجائزة، فتمثلت في الثقافة التي لا تربط بين الاحتفالات والأعمال الخيرية.
وقالت إن «الناس لا تقدر قيمة التبرع كثيراً، فقد اعتدت في أميركا على أن نقدم في الأعياد والمناسبات الأغراض التي لا نريدها والألعاب التي لا نحتاجها للغير، فيما لا أرى هذه الثقافة منتشرة في الشرق الأوسط، إضافة إلى أن فئة كبيرة من المتبرعين لا تكشف عن هويتها».
وأكدت أن الجمعيات الخيرية في دبي تقدم الكثير من الأعمال الجيدة، ويمكن أن تقدم المزيد، لأن العالم يحتاج إلى مزيد من المساعدة. واعتبرت، أن من المتوقع أن يتم في السنوات المقبلة إدخال مزيد من الجمعيات والمؤسسات من العديد من البلدان العربية التي تستحق التكريم.