٪20 من الناس يولدون بخاصية الحساسية للوعي الرقابي
دماغ الخجول يخــتلف عن غيره
أظهرت دراسة علمية جديدة أن دماغ الشخص الانطوائي أو الخجول، يتعامل مع تفاصيل الحياة من حوله بطريقة تختلف عن الآخرين الأكثر انفتاحاً. وجاء في الدراسة أن 20٪ من الناس يولدون بخاصية الحساسية العالية للوعي الرقابي التي تطغى على عمل الدماغ، بحيث يميل الشخص إلى الشعور بالإحباط والتوتر النفسي، ويترجم ذلك بالنسبة للأطفال بصعوبة التفاعل وسرعة البكاء، ويدفعهم إلى طرح أسئلة غير طبيعية تعكس افكارا عميقة لديهم.
أنماط الشخصية -- التشكيكية: يميل صاحبها الى التشكيك في الآخرين، ويعتبرها العلماء من صفات الشخصية الحاقدة التي تحمل العداء والكراهية للغير، لكنها ترغب في مراقبة سلوك غيرها ودراسته بدافع العدوانية. ويقول العلماء إن اصحاب هذا النمط أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض القلب بسبب ما يتعرضون له من ضغوط وتوترات. --بلا هدف: يقول العلماء إن من لا هدف له ليس هناك مبرر لوجوده في الحياة، لأن وجود الهدف يعطي معنى قوياً لتصرفات الشخص وأهمية لأعماله وسلوكياته، ويشير إلى أن من يتخذ هدفاً له يتمتع بصحة قلبية جيدة ونظام مناعة قوي. بينما يعد أولئك الذين تخلو حياتهم من الهدف والمضمون ويكتفون بالتميع بحياتهم يوماً بيوم هم الأكثر عرضة للمتاعب الأخلاقية. --العصبية: يعتبر الأشخاص الأكثر عصبية وتوتراً الأكثر قلقاً، لسهولة اثارة جهازهم العصبي، وعرضة للإحباط، ويرتفع معدل الموت في صفوفهم أكثر من غيرهم لأسباب عدة من بينها التدخين. --فاقدة السيطرة: وهذه الشخصية المتهورة المندفعة تتسم بالتأخر كثيراً عن مواعيدها ولا تستطيع الحفاظ على مكتبها مرتباً ونظيفاً، الى حد ان الفوضى تصبح جزءاً أساسياً من تفاصيل حياتها اليومية. ويقول العلماء إن اصحاب الشخصية المستقرة والرصينة والمنظمة يعيشون نحو اربعة اعوام أكثر من أضدادهم. --القلقة: شخصية دائمة القلق والعصبية، ومستعدة للغضب لكونها تحت الضغط غالباً وتراكم أعباء متزايدة على الدماغ، وهي عرضة اكثر من غيرها للخرف او الزهايمر، وغيرهما من الأمراض العقلية. --الخاسرة: الشخص العديم الخبرة الذي لا يستفيد من تجاربه وتجارب الآخرين ولا يستنير بآرائهم، ويكتنف الخطأ معظم قراراته، يقول العلماء عنه انه ليس خاسراً اجتماعياً فحسب بل جسدياً أيضاً، لأن شخصيته مرتبطة بنظام المناعة العام للجسم، وهو مهدد أكثر من غيره بأمراض القلب وتتسم ردود فعل جسمه دائماً بالتوتر. --المجهدة : شخصية مرهقة دائماً تعاني الإجهاد في العمل، ولأن العمل الوظيفي يستنزفها، فهي عرضة اكثر من غيرها لأمراض القلب والأنفلونزا ومتاعب في المعدة والتمثيل الغذائي وارتفاع ضغط الدم والسكري، واذا ما اسفر تفانيها واجتهادها في العمل عن ترقيتها فإن ذلك يعني زيادة معاناتها صحياً ونفسياً وعقلياً، فهي لم تعد تجد متسعاً من الوقت للذهاب لزيارة الطبيب أو مراجعته. |
وقال الباحثون القائمون على الدراسة إن النتائج التي توصلوا إليها تبين أن الخجول الشديد الحساسية يعطي اهتماماً أكبر للتفاصيل ويتميز بعمل دماغه بشكل دؤوب، ونشاط يفوق الآخرين، خصوصاً في ما يتعلق بالتعامل مع المعلومات البصرية. وقام بالدراسة باحثون من جامعة «ستوني بروك» في نيويورك وجامعة «ساوثويست» والأكاديمية الصينية للعلوم، ونشرت نتائجها الشهر الماضي في دورية للعلوم الاجتماعية والعصبية، وشملت 61 متطوعاً تم تسجيل انطباعاتهم وردود أفعالهم بعد أن عرضت عليهم صور ثابتة وطلب منهم توضيح ما تذكرهم به من مشاهد او مناظر بصرية سابقة او خاصة لديهم، ثم خضع المشاركون لاختبار تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ.
وأوضح الباحثون أن شديدي الحساسية يفضلون أخذ وقت أطول قبل اتخاذ قراراتهم والقيام برد الفعل، ويميلون إلى تحكيم صارم لضمائرهم في كل شيء، ويشعرون بالملل العميق والسريع من المناقشات الصغيرة، إضافة الى سرعة وعمق انزعاجهم من الضوضاء والتجمهر والازدحام وسهولة تأثرهم بمادة الكافيين، وسرعة ترويعهم أكثر من غيرهم، ما يشيع جواً من الحساسية من حولهم، واقترحوا تخفيف الرقابة والحساسية تجاه الفوضى والجلبة ومن أجل تسهيل التعامل مع الازعاج والألم، قائلين ان جميع هذه المظاهر هي من التأثيرات الجانبية لخاصية تفضيل التركيز على الخبرات والتجارب التي يولد بها البعض.
وتوصل الباحثون إلى أن شديدي الخجل والحساسية أطالوا التمعن في الصور أكثر من الآخرين، وأن مناطق من دماغ كل منهم كانت تعمل بنشاط أكبر من ادمغة الآخرين فيما يتعلق بما يدخل إلى الدماغ من مدخلات بصرية ومشاهدات مقارنة بالمدخلات الأخرى، وان تلك المناطق الناشطة ليست مستخدمة في الإبصار والمشاهدات وإنما لمعالجة المعلومات والمدخلات على نحو أكثر عمقاً. كما ان وجود خاصية الحساسية المفرطة هذه ليست مقتصرة على الإنسان، وانما توجد ايضا في أكثر من 100 نوع من الأحياء من ذبابة الفاكهة والأسماك الى عائلة الكلاب والذئاب والثعالب، ما يوفر تشكيلة عريضة لأنماط الشخصية الأمر الذي يحقق الفائدة في مجال التقييم.
ويتفق علماء البيولوجيا كذلك على أنه في اطار النوع الإحيائي الواحد يمكن ان يكون هناك نموذجان ناجحان من الشخصية، والنوعية الحساسة الخجولة غالباً من تكون اقلية وتختار الإمعان في النظر والملاحظة قبل القيام برد الفعل او بتصرف ما، حيث تقوم بالاستكشاف والتعرف بواسطة الدماغ أكثر من اللمس، وهناك نمط آخر من الشخصيات يذهب مباشرة وبكل بساطة الى ما لم يسبقه اليه آخرون. كما يقول العلماء إن استراتيجية الشخص الخجول الشديد الحساسية ليس انتهازية ولا تقوم على البحث عن الفوائد والمصالح حينما تكون الموارد وفيرة ومهددة بالانتهاء والنفاد سريعاً، حيث يصبح هذا الشخص مطالباً بالتحرك السريع والفاعل وفي الاتجاه الصحيح، وحينما يكون الخطر قريباً والفرص متشابهة الى حد صعوبة الاختيار بينها فإن الخجول يحتاج الى نهج يقوم على الذكاء والكياسة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news