دراسة تبين أن العادات المنتـظمـة تساعد على تقليل الأرق
نمط الحياة المنتظم يحسّن النوم
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.105472.1462815868!/image/image.jpg)
الحياة المستقرة تتطلب نوماً أقل. غيتي
بينت دراسة علمية جديدة نشرت في آخر عدد من الدورية الطبية «جورنال سليب»، أن الحفاظ على الروتين اليومي والعادات المنتظمة يساعد على تقليل معدل الارق، وتحسين نوعية النوم عند البالغين، والاكبر منهم سناً، وإن لوحظ ذلك بشكل كبير في صفوف المتقاعدين.
وأظهرت نتائج تحليلات البيانات في الدراسة أن الشخص الذي يتغزز الاستقرار في عاداته الروتينية اليومية يحتاج الى وقت أقل من غيره حتى يستغرق في النوم، ويتميز نومه بالنوعية والراحة التي تنعكس بالفوائدالصحية على الجسم، وتتجلى هذه الفوائد في المواظبة على الاغتسال والاستحمام والرغبة في تناول الافطار والحيوية في ارتداء الملابس، وذلك على حساب الرغبات الاخرى مثل التسوق واستخدام المواصلات العامة، والالتزام بمواعيد العلاج والاطباء .
واستناداً الى واضعي التقرير النهائي عن الدراسة ونتائجها فإن من أهم ما يميز الروتين المنتظم التخصيص في التوقيت، وعدد المرات والتوجيه الخاص بكل نشاط او عمل يومي معتاد مثل مشاهدة التلفزيون والمطالعة، وينطبق هذا أيضا، وبشكل نسبي وتقريبي، على الاعمال الاسبوعية ذات الطبيعة المنتظمة مثل تنظيف البيت وترتيبه، أو غسل السيارة، او تبادل الزيارات والانشطة الاجتماعية.
وتلقي النتائج التي توصلت إليها الدراسة الضوء على أهمية تطوير المرء نمط حياته بشكل منتظم كوسيلة للحفاظ على الاستقرار في النوم بصورة صحية كمّاً ونوعاً. وأضافوا «توقعنا أن تكون هناك علاقة بين روتين العادات اليومية وما يتصل بها من أنماط نشاط ونوعية النوم وكيفيته وان الضوء هو من أهم الاسباب التي تحدد دورات النوم واليقظة.
وأجريت الدراسة بين اغسطس 2007 وسبتمبر 2008 ،وشملت 69 شخصاً تراوح أعمارهم بين 28 و57 عاماً، 27٪ منهم إناث و28٪ كانوا يسكنون وحدهم و57٪ منهم يتمتعون بحالة صحية جيدة، وتتم اجراء مقابلات مع كل منهم بمعدل ثلاث مقابلات كل أسبوعين، وتمت الاستعانة بمؤشر «بتسبرغ سليب كواليتي» في تحليل البيانات الخاصة بنوعية النوم. كما تم تقييم الاحوال اليومية للمشتركين في الدراسة بمقياس لوتون المعدل لقياس نشاط الحياة اليومية.
وأوضحت النتائج أن معدل النوم كان ست ساعات للمرة الواحدة بفاعلية تصل الى 9.77٪ وان زيادة فاعلية النوم وفائدته مرتبطة بمؤشر الاستقرار الخاص بالاعمال اليدوية التي تعكس في مجموعها نمط حياة يومية مستقرة منتظمة. بينما يعني تذبذب النوم وضعف نوعيته استقراراً أقل في نمط الحياة اليومية واضطراباً في بعض مظاهرها او أحد مظاهر الاعتلال الصحي. ولاحظ القائمون على الدراسة أن التغيرات في النظام الإيقاعي تعتبر الجزء الرئيس في عملية التقدم في السن وأحد عناصر نقص ساعات النوم وتراجع نوعيته وفوائده مع تقدم العمر، وان ثبات نمط الحياة اليومية قد يكون عاملاً لحماية النوعية الممتازة من النوم وضمان استمرارها بفاعلية.
ومهما يكن من أمر فإن الحاجة لاتزال قائمة إلى إجراء المزيد من التجارب والابحاث في هذا المضمار، حيث يتم توسيع قاعدة المشاركة من حيث عدد الاشخاص وتنوع الخلفيات الثقافية وتفاصيل أنماط الحياة، كما أن الدراسات في المستقبل قد تساعدنا على معرفة ما إذا كان نمط الحياة اليومية المنتظمة سبباً في نماذج من نوعية النوم وفاعليته أو هو نتيجة لها أو لواحد منها.
النوم القهري
مقابل النوم الصحي الذي يراوح بين ست وثماني ساعات، والذي يحقق احتياج الجسم في حال استبعاد الأرق، ويعكس صورة طبيعية للجسم، هناك النوم المَرَضي وغير الطبيعي الذي يسمى (sleeping sickness) أو المرض القهري، الذي يستغرق يوماً وليلة او أكثر من ذلك بصورة متواصلة، وتتسبب فيه ذبابة تسي تسي القاتلة، التي تعد من أخطر الحشرات في العالم، لأنها تحمل جرثومة تريبانسوما التي تتسبب في مرض مميت للمواشي، كما يتردد أنها تنقل مرض داء الكلب. وتقول منظمة الصحة العالمية ان هذه الحشرة وموطنها قارة إفريقيا تهدد حياة 60 مليوناً، ويصاب بأمراضها أكثر من نصف مليون شخص سنوياً يتوفى منهم عدد كبير، إضافة الى أن 48 مليون رأس من الماشية تنفق كل عام بسببها، وتعتبرها المنظمة أخطر ما يهدد الثروة الحيوانية في بلدان جنوب الصحراء الافريقية الكبرى. وتعثر ذبابة تسي تسي على ضحاياها بالنظر، ثم تثقب الجلد باستخدام أجزاء حادة من فمها، وتنجب الأنثى كما في جميع الذباب اليرقات وتكون في الجحر في التّربة، وفور ظهورها تتطوّر سريعا إلى ذباب بالغ وفاعل، ويوجد 22 نوعاً مختلفاً من هذه الذبابة وجميعها خطر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news