تفادي النسيان أمر قابل للتحقيق. فوتوز. دوت. كوم

‏نصائــح لتعـزيــز قــدرات الـذاكـرة‏

‏تتفاوت الأوقات والظروف التي ينسى فيها المرء ما يريد قوله، أو ربما يجد صعوبة في تذكر تواريخ معينة، أو بعض المهام البسيطة التي من المفترض تأديتها، من اجتماعات، أو مشروعات، أو مشتريات. وتحدث تلك الأمور لكثيرين، نتيجة للاجهاد العقلي، والتوتر المغذي له، بالإضافة إلى التقدم بالعمر، إلا أن تفادي النسيان أمر قابل للتحقيق، بحسب دراسات أخيرة، تبين أن هناك استراتيجيات بسيطة يمكن أن تعزز من قوة الدماغ، مهما أضاف المرء من شموع على كعكة ميلاده.

ويعد التجوال في الحدائق إحدى الطرق المفيدة لإعادة تنشيط الذاكرة، بحسب ما توصلت أبحاث أجريت في جامعة كوينزلاند في بريزبان، والتي اكتشفت أن استنشاق رائحة الحشائش تحفز جزأين من الدماغ، وهما الـ«أميغدالا» المسؤول عن المشاعر، والـ«هيبوكامباس» المسؤول عن الذاكرة، إذ بينت نتائج الأبحاث أن استنشاق هذه الرائحة للعشب الطازج يمكن أن يعين على التخفيف من التوتر وتعزيز الذاكرة، خصوصاً مع تأكيد العلماء أن النسيان مرتبط مباشرة بحالات التوتر والضغط النفسي.

العلكة

بينت أبحاث أقيمت في مركز الأطفال للأبحاث الغذائية في جماعة بيلور في هيوستن الأميركية، أن تناول العلكة (العلك) يعزز من القدرة على التركيز، إذ نالت مجموعة من المراهقين ضمن الدراسة درجات أعلى في اختباراتهم، عندما تناولوا العلكة خلال حصص الرياضيات، وخلال القيام بالواجبات المدرسية، مقارنة بالمجموعة التي لم تتناول العلكة.

وكشفت دراسة مماثلة أقيمت قبل سنوات في جامعة نورثمبريا في نيوكاسل، أن الأفراد الذين تناولوا العلكة خلال اختبارات للذاكرة طويلة وقصيرة المدى، حصلوا على علامات أفضل من الذين لم يتناولوها، وعلى الرغم من أن الخبراء لم يوصلوا بين العلكة وقوة الذاكرة مباشرة، إلا أن خبراء يابانيين يعتقدون أن العلكة تعين على تسريع دقات القلب، حيث يقود التعليك إلى حصول الجسم على المزيد من الأكسجين الواصل إلى الدماغ.

سعرات حرارية

يُعد إنقاص الوزن أحد أسباب التخفيف من السعرات الحرارية التي يتناولها المرء، إلا أن الأمر يتعدى ذلك ليصل إلى تعزيز الذاكرة، بحسب دراسة ألمانية نشرت في دورية «أعمال أكاديمية العلوم الوطنية»، إذ بينت أن النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة، بين عمر 50 و80 عاماً واللاتي قللن من تناولهن للسعرات الحرارية بنسبة 30٪ لمدة ثلاثة أشهر، أظهرن تحسناً بنسبة 20٪ في الاختبارات اللفظية للذاكرة، إضافة إلى تخلصهن من بعض الكيلوغرامات.

وذكر الباحثون أن النساء اللاتي قللن من السعرات الحرارية المتناولة، أصبحت أجسادهن أكثر تنظيماً لـ«الإنسولين» الهرمون المنظم للسكر في الدم، بينما انخفضت معدلات البروتين «سي» المتفاعل، وهما الأمران المرتبطان بتحسين وظائف الدماغ، بحسب صاحبة كتاب «الحمية الغذائية المثالية» خبيرة التغذية سينثيا ساس، التي اقترحت التخفيف من كمية اللحوم المتناولة إلى النصف، واستبدالها بالفطر، واستبدال نصف كمية الأرز أو المعكرونة بالبصل المقطع مع الفلفل والجزر المبشور، والملفوف أو الكوسا، بهدف تناول سعرات حرارية أقل دون الشعور بذلك فعلاً.

وعلى الرغم من أن الدهون ترتبط دائماً بالسمنة، إلا أن الدهون الصحية وبنسبتها الصحيحة، تعين على تقوية الذاكرة، بحسب علماء في جامعة كاليفورنيا، وجدوا أن هناك هرموناً ينطلق خلال عملية هضم أنواع معينة من الأطعمة الدهنية، والتي تحفز بناء وتقوية الذاكرة الطويلة المدى، لكون المركبات الموجودة في الأحماض الدهنية المتوافرة في الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو، والتي تعمل على تقليل الشهية، تساعد أيضاً على تفعيل الذاكرة، وتحسين الإشارات الواصلة إلى الـ«أميغدالا»، وعلى الرغم من أن الدراسة طبقت على الفئران، يعتقد الخبراء أن هذه التأثيرات التي سجلت على الفئران يمكن أن يكون لها تأثيرها أيضا في البشر، مع الحرص على ألا تزيد نسبة السعرات الحرارية المأخوذة من هذه الدهون الجيدة على 25٪ إلى 35٪ في النظام الغذائي اليومي، بحسب المنظمة الأميركية للقلب.

مزاج سيئ

على الرغم مما يبدو عليه الأمر من غرابة، إلا أن المزاج السيئ قد يكون أحد الأسباب المعززة للذاكرة، إذ كشفت دراسة أسترالية أخيرة نشرت في دورية العلوم الأسترالية، أن التفكير السلبي يمكن أن يعطي الدماغ دفعة صحية، حيث قام رئيس الدراسة البروفيسور في علم النفس في جامعة نيو ساوث وايلز جوزيف فورغاس، بعرض أفلام على مجموعة من المتطوعين، وطلب منهم تذكّر ذكريات حزينة وأخرى سعيدة، للتمكن من رفع كل من المشاعر الإيجابية والسلبية، وكانت النتيجة أن أولئك الذين كانوا يمرون بذكريات ومشاعر حزينة، أظهروا قدرة أقل على القيام بأخطاء في تذكّر الأحداث وأكثر جاهزية للتواصل التوضيحي، بينما أظهرت المجموعة التي استمتعت بالذكريات السعيدة، نوعاً من الخيال والمرونة والتعاون، والاعتماد على الاختصارات الذهنية، بينما حفزت السلبية نوعاً من التفكير الحذر، وأعطت انتباهاً أكبر إلى العالم الخارجي، بحسب فورغاس.

وكشفت أبحاث لجامعة كاليفورنيا، أن أخذ قيلولة لمدة ساعة واحدة، يمكن أن يعيد النشاط إلى الدماغ بنسبة 40٪، حيث تم خلال الدراسة تقسيم مجموعة من 39 شخص إلى مجموعتين، أخذت الأولى قيلولة، بينما تم إعطاء أفرادها مهام معتمدة على ذاكرة المعلومات والحقائق المسؤول عنها جزء الدماغ «هيبوكامبوس»، وأظهرت المجموعة التي أخذت القيلولة في وسط النهار، تطوراً في قدرتها على التعلم، بينما افتقرت الأخرى التي لم تحظ بالقيلولة إلى تلك القدرة. ومع النوم، وجدت دراسة أخرى أن التفكير وتذكر ما يجب القيام به، أو قوله، أو ما يحتاج المرء إلى تذكره، هو إحدى التقنيات التي تعين على تذكّر الموضوع لاحقاً عند الحاجة، إذ توصّل علماء أعصاب في جامعة نورث ويسترن، إلى أن الدماغ يمكن أن يواصل التعلم خلال النوم، أو عند أخذ القيلولة، وعلى الرغم من أن المزيد من الأبحاث تحتاج إلى الإنجاز في هذا المجال، إلا أن العلماء يعتقدون بأنه وخلال فترة راحة الدماغ، فإنه يعمل طبيعياً على إعادة النشاط إلى نفسه، ما يعين على تقوية الذكريات المبنية على الحقائق.

المغنيسيوم

يعتقد باحثون في مركز التعلم والذاكرة في جامعة شينغوا في العاصمة الصينية بكين، أن رفع مستويات المغنيسيوم في الجسم يمكن أن يعزز القدرة على التعلم وتقوية الذاكرة، إذ أجروا تجارب على فئران متفاوتة السن. وقال رئيس الدراسة غوسونغ ليو، إن «نتائج أبحاثنا تقترح أن رفع مستويات المغنيسيوم في الدماغ، يمكن أن يكون مفيداً، ويمكن أن تكون استراتيجية جديدة ومفيدة لتعزيز القدرات الذهنية»، مضيفاً أن «احتمالات الإعاقة الذهنية قد تكون في ارتفاع، خصوصاً بين الكبار في السن، نظراً لكون معظم الحميات الغذائية ذات نسبة مغنيسيوم قليلة، وبالإضافة إلى تناول حبوب المغنيسيوم، فإن مصادره في الطعام هي السمك، والتفاح، والموز، والقمح الكامل. وتعد الكمية اليومية المثالية منه في الجسم هي 420 ملليغراماً للرجال، و320 ملليغراماً للنساء».‏

الأكثر مشاركة