ألفونس شوبيك: المناخ القاسي كان عائقاً أمام المطبخ البافاري. غيتي

‏إطلالة على «المطبخ البافاري»‏

تبدو صورة المطبخ البافاري من بعيد واضحة وبسيطة، اللحوم المشوية مع الفطائر المحشوة والنقانق البيضاء والخبز، والجعة بالطبع. غير أنه عندما يقترب الشخص من هذه الصورة يكتشف أن قائمة الطعام متنوعة، ومن الصعب تحديدها. تقول خبيرة الأطعمة بالفندق البافاري، وعضو رابطة المطاعم في ميونيخ مونيكا بوشينرايدر، إنه يتعذر الحديث عن مطبخ «بافاري موحد»، ففي منطقة سوابيا في بافاريا يوجد طبق اسمه «شباتزله»، وهو صنف من المكرونة، وأيضا طبق «رافولي» اللحم، وفي منطقة فرانكونيا يوجد طبق اسمه «شايوفيله» وهو الكتف المشوية إلى جانب نقانق اللحم المشوية. وتضيف أن «كل هذه الأصناف تنتمي إلى المطبخ البافاري». كان أقصى حلم معظم أبناء بافاريا، خلال القرنين الـ18 والـ19 ،حيث بدأت الأطعمة المحلية تأخذ شكلها، هو تناول الأسماك وشرائح لذيذة من اللحم. ويوضح شيللو أن المطبخ البافاري في ذلك الحين كان فقيرا للغاية ويشبه طعام الفلاحين، وكان معظم المواطنين في المناطق الريفية يتناولون الفطائر والمأكولات من الدقيق، ثم أضيفت إليها البطاطس في وقت لاحق. ويشير الشيف في ميونيخ، ألفونس شوبيك، إلى أن أصناف الخضراوات كانت تقتصر على الكرنب والشمندر (البنجر)، ولم يكن المناخ القاسي يسمح بزراعة أكثر من هذه الأطعمة التي تناولها الفلاحون آنذاك. ولم يكن أبناء بافاريا يتناولون اللحوم إلا في أيام الآحاد، أما العائلات الفقيرة، فكانت تتذوقها في الأعياد الدينية فقط. ويشير شيللو إلى أنه في ذلك الزمن كان يتم طهي كل جزء من الحيوان، بداية من الرأس حتى القدم لدرجة أنهم كان يتناولون حتى ضرع البقرة وقدم العجل، والكرش والأمعاء، حيث كان تقدم هذه الأصناف في أطباق على المائدة.

الأكثر مشاركة