«موجو» أكبر تمساح على وجـــه الأرض
شهد «موجو» بعينيه، دمار منزله بفعل قصف الطائرات الألمانية التي أغارت على بلغراد قبل 69 عاماً، غير أنه نجا من ذلك القصف وعاش حتى يومنا هذا. ومن المعتقد أنه أكبر تمساح استوائي عجوز من أفراد نوعه من حيث العمر مازال حياً، وهو في الأسر. يقول مدير حديقة حيوان بلغراد فوك بويوفيتش (60 عاماً)، إن موجو كان تمساحاً يافعاً عندما نقل إلى بلغراد مع رفيق له من إحدى حدائق الحيوان في ألمانيا عام .1937 «أذكر أنني رأيته وأنا بعد طفل صغير، وهو على صورته اليوم».
كان القاطور موجو، من نوع التماسيح الاستوائية الضخمة، في حديقة الحيوان عندما دقت الحرب العالمية الثانية أبواب يوغسلافيا بعنف في شكل قصف جوي مكثف وواسع النطاق لبلغراد في أبريل عام .1941 وألحق القصف أضراراً بالغة بحديقة الحيوان في العاصمة وقتل كثيراً من الحيوانات.
نجا موجو ورفيقه أيضاً من قصف مكثف آخر بعد ثلاث سنوات عندما هاجمت الطائرات الأميركية المدينة وهي تحت الاحتلال الألماني. وأدى القصف إلى تدمير سجلات الحديقة ليبقى عمر موجو الحقيقي وأصوله بل حتى نوعه (ذكر أم أنثى)، لغزاً محيراً.
وقال بويوفيتش: «لقد احترقت المستندات، ولا نملك سوى الروايات التي حكاها العمال والزائرون، عندما أتيت إلى هنا تحدثت إلى أقدم العمال، أحد أولئك الذين كانوا في الحديقة منذ عام 1936».
وأضاف بويوفيتش أنهم سوف يتمكنون في نهاية الأمر من تحديد نوع موجو، لكن ليس قبل وفاته «فهو أكبر من أن يخضع للفحص، ونحن لا نريد أن نزعجه». تولى بويوفيتش - وهو نحات في الأساس - إدارة حديقة الحيوان عام ،1988 وكانت متداعية آنذاك، وظل يدعو دون كلل إلى جمع التبرعات وأوجه المساعدات الأخرى، وفي النهاية نجح في تحويل المتنزه الذي يقع في قلب حصن يرجع للعصور الوسطى في بلغراد، إلى حديقة حيوان زاخرة ومكان يستحق الزيارة. كما نجا رفيق «موجو» من الحرب العالمية هو الآخر، غير أنه قتل في خمسينات القرن الـ،20 عندما فتح أحد العمال عن طريق الخطأ، المياه الساخنة من نظام التدفئة في مسبح التمساح، ما أدى إلى نفوقه أو سلقه إذا تحرّينا الدقة. وأشار بويوفيتش الى ان «موجو كان محظوظاً للمرة الثانية، لأنه لم يكن في المسبح في ذلك الوقت». وبقي التمساح الضخم دون رفيق في البداية، لأن أحداً لم يكن يهتم بذلك، والآن لأنه عجوز للغاية فإن وجود رفيق جديد قد يثير حفيظته.
والغريب أن «موجو» عاش ليرى الطائرات الأميركية تعود الى أجواء بلغراد إبان تدخلها ضد صربيا أثناء اعتداء الأخيرة على كوسوفو عام ،1999 غير أن القصف هذه المرة كان دقيقاً وليس عشوائياً، كما كان الحال إبان الحرب العالمية. ولم يترك الزمن آثاره على هيئة «موجو» الذي نادراً ما يتحرك، وكان يسمح في الماضي للأطفال وحتى البالغين بأن يلقوا عليه العملات المعدنية في محاولة لاستثارته ليأتي بأي حركة، غير أن الحديقة حظرت هذه العادة منذ زمن، وهناك حرس يحرصون على التأكد من مراعاة ذلك الحظر، وصاروا أكثر يقظة وأقل حرصاً على استخراج النقود من مسبح التمساح العجوز.
وقال الحراس إن «موجو» توقف أخيراً عن أكل السمك رغم أنه لايزال يلتهم وجبته الأسبوعية من اللحم. ويضيف بويوفيتش «كم من الوقت تبقّى له؟ هذا سؤال لا يمكننا الإجابة عنه، لكن يسعنا القول إننا سنبذل قصارى جهدنا ليقضي أيامه المتبقية بسلام وكرامة».