قدمن لوحات خليجية وصعيدية ولبنانية بمهرجان «الجوهرة» في دبي
أجنبيــــات يرقصـــن «بالعـــربي»
لم يقتصر مهرجان الجوهرة للرقص الشرقي، الذي أقيم أول من أمس، في فندق «لو ميرديان» دبي، على تقديم الرقص الشرقي المعهود فحسب، بل شكّل احتفالية جمعت أنواعاً متباينة من الرقص في العالم العربي، بدءاً من الصعيدي، ووصولاً إلى الفلكلور المصري والخليجي، وكذلك الإسكندراني، هذا بالإضافة إلى الدبكة اللبنانية، واستعراضات الرقص بالشمعدانات. وكان لافتاً في الحفل أن معظم الراقصات المشاركات فيه هن من جنسيات أجنبية، أميركية وروسية وبيلاروسية، الأمر الذي أثبت شغف الغربيات بهذا الفن التعبيري وتمكنهن من ولوج عالمه شأنهن شأن العربيات.
وكان افتتاح المهرجان مع الراقصة دارين، التي قدمت خلال الحفل أكثر من لوحة، شملت الرقص الإسكندراني والصعيدي، وكذلك الشرقي في وصلة قدمتها مع فرقتها وهن يحملن فوق رؤوسهن الشمعدانات المضاءة، الأمر الذي أبرز ولع هذه الراقصة البيلاروسية الأصل بالفن المصري على مختلف أنواعه.
أخطاء على الرغم من تمتع الراقصات بنسبة من الاحتراف جعلتهن قادرات على تقديم الرقص الشرقي، فإن بعض الأخطاء وردت في عدد من اللوحات، حيث كان من غير المبرر تقديم النصف الأول من اللوحة الخليجية ببدلات رقص شرقي، لتعود وترتدي الراقصات في النصف الثاني من اللوحة العباءات الخليجية الخاصة بالرقصة. كما كانت اللوحة التي قدمتها فرقة «الحلا» الاستعراضية شبه خارجة عن موضوع المهرجان كونه يعد احتفالاً بالرقص الشرقي، في حين شاركت بلوحة غربية استعراضية بامتياز. |
من جهة أخرى قدمت الراقصة والمدربة في مدرسة كاريزما للرقص، ألكساندرا لوحة خليجية بالتعاون مع طالباتها في المعهد، في حين مزجت الأميركية موريا شابيل بين حركات الرقص الغربي والشرقي، بالإضافة إلى الهندي واليوغا، الأمر الذي أكسب استعراضها تميزاً، لاسيما أن الموسيقى التي تختارها كانت مزيجاً من الهويات ولا تحمل سمات واضحة.
استعراض
الفنانة دارين منظمة المهرجان، قالت لـ«الإمارات اليوم» إن فكرتها «توكد اهمية اتاحة المجال للفنون التعبيرية، ومن بينها الرقص الشرقي، لاسيما الاستعراضي الذي يقدم صورة شاملة عن فن الرقص»، مضيفة أن «تعدد الثقافات في دبي دفعنا لتنويع اللوحات التي تحتاج للموازنة بين الموسيقى والأزياء والحركات التعبيرية». وأشارت الى وجود مسابقة أقيمت جزءاً من المهرجان، وانقسمت إلى قسمين، قسم للهاويات وآخر للمحترفات، وقد شاركت فيها راقصات من جنسيات مختلفة، ألمانية وروسية وبيلاروسية وايطالية ومكسيكية وبرازيلية، وهي «تهدف إلى ترسيخ معايير الرقص الصحيح».
مزج
الأميركية تشابلير، فلفتت إلى أنها تحب الرقص الشرقي والغربي، ولهذا حاولت الجمع بين هذه الفنون كلها في استعراض واحد، منوهة إلى أنها لا تعتبر نفسها راقصة شرقية، لأن الأخير «يعني الاتحاد مع الموسيقى، وشخصياً لا أجيد أسلوب تحريك الجسد على الإيقاع العربي». واعتبرت أن المزج يجعلها قادرة على تقديم لوحات متمكنة، لاسيما أن «الرقص على المسرح يحمل رسالة»، وبالتالي «فالملابس والموسيقى والماكياج وكل التفاصيل الصغيرة يجب أن تخدم رسالة الفنانة».
وشاركت في المهرجان آرينا بوبوفا من موسكو، والراقصة كلوديا وفرقة «حلا» الاستعراضية، وفرقة «محمد العمري» التي تقدم الفلكلور المصري، وكذلك الراقصة البرازيلية من أصل فلسطيني نجلا، التي تحدثت عن دخول الراقصات الأجنبيات إلى الرقص الشرقي، وقالت: «إن دخولهم غيّر في منحى الرقص الشرقي، علماً أن الراقصة الشرقية المحترفة غير موجودة اليوم»، منوهة أن «العالم الغربي يقدر الرقص الشرقي، فورش العمل التي تقام تهدف إلى تقديمه جمالاً». واعتبرت أن الرقص الشرقي «ليس صعباً على الأجنبيات، لأنه يعتمد على الإحساس بالموسيقى، كما أننا في المقابل كعرب قادرين على تقديم (السامبا) و(الصالصا)».
أما الراقصة البيلاروسية ألكساندرا، فاعتبرت بأن دخولها عالم الرقص «لم يكن بالمصادفة»، فقد كانت تتمرن على الرقص منذ صغرها، من خلال الأفلام التي كانت تشتريها من الخارج، حتى بدأت تدّرسه في روسيا، ثم أتت إلى دبي وحالياً تدرس الرقص الخليجي والدبكة اللبنانية والاستعراض المصري. ولفتت إلى أنها تفهم اللغة العربية، وهذا مهم لها كي تتمكن من رسم لوحاتها، معتبرة أن الرقص والاستعراض من الأمور التي تجعلها فنانة تستمتع بالموسيقى وتجسدها بحركات تعبيرية «تؤكد أن الفن جمال».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news