‏قطع عربية وأوروبية تعود إلى مطلع القرن الماضي‏

‏مزاد كريستيز.. مجوهرات كثيــرة وسحر واحد‏

مجوهرات نادرة تعود إلى حقب زمنية مختلفة يعرضها المزاد لجمهوره. من المصدر

‏‏مجوهرات دار كريستيز في دبي تمثل تاريخاً للاناقة والتصاميم من الماضي، ظل سحر بريقها أخاذا، على الرغم من مرور سنوات طويلة على تلك المجواهرات التي ارتدتها نساء كثيرات.

في أروقة دار كريستيز للمجوهرات التي يتضمن مزادها غدا، في فندق أبراج الإمارات في دبي، وللمرة الاولى، مجوهرات من الوطن العربي والشرق الاوسط، إضافة إلى مجوهراتٍ من طراز «آرت ديكو» ومجوهرات أبدعها مصممون عالميون، وتنتمي إلى حقبتين مُختلفتين، تعددت مدارسها وأساليبها، على مدى الـ100 عام الماضية، ما يتيح للمُقتنين فرصة التعرف عن قُرب إلى التوجهات المختلفة في تصميم المجوهرات خلال القرن الماضي، حسب مدير مجوهرات كريستيز ديفيد وارن الذي أكد لـ«الإمارات اليوم»، أن وجود قطع من طراز آرت ديكو هو «مفخرة للدار بسبب تاريخ تلك النوعية من المجوهرات التي أسرت نساء عشرينات وثلاثينات القرن العشرين».

ويطلق على تلك الفترة الزمنية «الحقبة الجميلة»، لأنها كانت تركز على إبراز الانوثة الكلاسيكية.

وقال وارن إن «مصممي المجوهرات خلال هذه الحقبة توجهوا نحو تصاميم محددة الشكل، وبارزة الزوايا، لتبدو متممة لمفاهيم الاناقة في مطلع القرن العشرين». وأضاف وهو يعرض سواراً ودبوساً يعودان إلى عام ،1925 من تصميم كارتير، أن السوار يظهر سلسلة من القطع ذات التصاميم الهندسية، ليشكل في نهاية المطاف قلادة ضيقة من الياقوت والماس، والحال نفسها نراها في الدبوس الذي اخذ شكل مزهرية مصنوعة من الزمرد والماس، إضافة إلى عقد يتألف من 47 ماسة متراصة يعود صنعها إلى عام .1920

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/237034.jpgمُصممون معاصرون


طوال الـ100 عام الماضية، عكفت عائلة بوغوسيان على تصميم وتنفيذ مجوهرات فذة لنخبة النخبة من عملائها حول العالم. وفي عام 2008 أطلق ألبرت بوغوسيان بالتعاون مع اثنين من أبناء أخيه، هما روبيرتو بوغوسيان ورالف بوغوسيان، مجموعةَ «بوغ آرت» من المجوهرات، التي تجمع بين الأحجار الكريمة والتصاميم الجريئة. ومن أبرز معالم هذه المجموعة إحياؤها مدرسة إبداعية قديمة ذات تقنية زخرفية تعتمد على دمج الأحجار الكريمة بُغية تشكيل أنماط وصُور تتواءم ضمن مصفوفة مُبدعة. ويتألف السوار، الذي اختارته دار كريستيز على غلاف كتيب موسم هذا العام، من سلسلة من الزمردات البيضاوية مع الماسات المتراكبة، فيما زُينت كل واحدة منها بخمسة عروق لؤلؤية ذات تصاميم وردية، وهي مُستلهمةٌ من فن الماركتريه الذي عرفته منطقة الشرق الأوسط. وبإنجازه السوار المُصمم من الذهب والمينا والمُسمى «تخليداً لذكرى رينيه لاليك»، يكرم المصممُ العالمي فينسينت غراسيا الُمصممَ رينيه لاليك الذي يصفه كثيرون بأنه «رائد حركة الفن الحديث في صناعة المجوهرات»، ويستلهم غراسيا تصاميمه من تاريخ المدينة وعراقتها وسواحلها، من خلال قلادة تشبه طَوْقَ الكلب صممها لاليك نفسه عام ،1898 وتتكون من الذهب الأصفر مع لمسة من أوراق المينا الخضراء.‏

 

مصممون شرقيون

عن التصميمات الشرقية في الدار، قالت اختصاصية المجوهرات والمسؤولة عن قسم المجوهرات العصرية في المزاد، لين قدورة، إن المزاد الحالي «حرص على عرض مجوهرات لمصممين عرب وشرقيين، جنبا إلى جنب مع مجوهرات لدور أوروبية عريقة»، موضحة أن وجود قطع من تصميم اللبناني اندريه مارشا الذي يعد من أشهر مصممي المجوهرات في المنطقة، هو «انتصار للرؤية الخلاقة الخاصة للمنطقة العربية». وفي العادة، حسب قدورة يختار مارشا «مفاهيم معينةً يرتكز إليها في تصميماته»، مثل عناصر من فاكهة، أو حيوان، أو زهور، ليحولها بعدئذ إلى «مجوهرات ذات لمسة فنية مُبدعة»، مشيرة إلى ان مجموعتين من تصميم مارشا موجودتان في المزاد يعود تصميمهما إلى عام ،1965 وهما طقم من الأساور المُصنعة من الياقوت الأزرق والألماس، متعددة الألوان، مع خاتم وسوارٌ من الحجرين الكريمين الكابوشون والسبينيل ذي تصميم مستدير، والأمر ليس مختلفا مع سليم موزانار الذي ولد لعائلة لبنانية تتوارث مهنة تصميم المجوهرات، حيث «يستلهم تصاميمه من إحساسه بوطنيته، من حيث العراقة وتعدد الثقافات والديانات في أرض واحدة».

اختارت دار كريستيز «مجموعة بيروت» للمصمم موزانار التي صممها تخليداً للبيوت البيروتية التقليدية، ذات الطرز المعمارية الفريدة، والتي بدأت تنحسر لتحل محلها بناياتٌ حديثةٌ مرتفعةٌ، ومن هذه المجموعة قلادة صُممت سلسلة متدرجة من الماسّات المستطيلة، وطقم ماسي يتألف من قرطين وخاتم ذي مفاصل.

كما تعرض الدار سواراً من الأبنوس والألماس من تصميم اللبنانية نور فارس، التي استلهمت تصاميمها من رحلاتها بين مدن العالم.

ويوجد ايضا سوار من تصميم اللبنانية نادين قانصو مؤسسة «دار بالعربي للمجوهرات»، يبرز مفهوم التضحية باسم الحب، مصنوع من الماس والياقوت والزمرد الاسود، حيث تبرز تلك الالوان علم الامارات، وكذلك الألوان التي تشكل أعلام بلدان الوطن العربي، كناية عن التضحية لأجل الوطن.

ملك الخواتم

من الشرق تظهر مجوهرات من تصميم التركي سيفان بيتشاتشي الذي وصفته قدورة بـ«المتأني والصبور» في إنجاز قطعه، موضحة أن صناعة القطعة الواحدة تستغرق في يديه وقتاً طويلاً، وهو الملقب بملك الخواتم، اذ جذبت تصاميمه اهتمام نجوم هوليوود أمثال نيكول كيدمان وأنجلينا جولي، وستعرض الدار من بين مجموعته خاتماً استغرق إنجازه أربعة أشهر كاملة، وحشدَ لإنجازه صائغاً ونحاتاً ورساماً ومثبت ألماس، ويشكّل السيترين، وهو ضربٌ من الكوارتز، لبّ هذا الخاتم الذي استخدم المصمم طريقةً فنيةً لجعله يبدو كلوحة مُنمنمة تظهر «حاجا صوفيا» في إسطنبول. ‏

تويتر