نهر سبري.. 410 كيلومترات من سحر الطبيعة
تعد بلدة إيباو نقطة انطلاق جيدة للقيام بجولة بالدراجات على طول ضفاف نهر سبري الذي يشق منطقة الشمال الشرقي من ألمانيا. وتقع المنطقة من أقصى نقطة نائية بولاية ساكسونيا قريبة من أعلى ثلاثة منابع لنهر سبري بمنطقة غابات كوتمارفالد، ومن هناك يتدفق النهر بسرعة خارجاً من التلال قبل أن يندفع ببطء هابطاً في منطقة أراض مسطحة، ويتدفق في النهاية بعد مسار طوله 410 كيلومترات إلى نهر هافل ببرلين.
ويشارك نحو 1500 من السكان في استعراض مارين بشوارع بلدة إيباو داخل عربات تجرها الخيول مرتدين ملابس الفرسان أو سائرين على أقدامهم وهم يرتدون أزياء تاريخية أو يقودون مركبات قديمة ومزودين بأدوات الزراعة، بينما يقف نحو 15 ألفاً من المتفرجين لمشاهدة هذا العرض المثير.
وعلى حافة الطريق تقع الأكواخ الخشبية ذات الطراز المعماري التقليدي والتاريخي بالمنطقة المعروفة باسم أومجبندي والتي تم تجديدها والحفاظ عليها من التلاشي بشق الأنفس أمام هجمة التحديث المعماري، وهذه الأكواخ تجمع بين طراز البيت ذي الطابق الواحد الذي كان يبنيه أهالي المنطقة من قومية سوربس وبين غرف المعيشة التي تتوزع على طابقين أو أكثر ومبنية من الطوب والأخشاب والتي بناها مستوطنون من منطقتي فرانكونيا وثيورينجيا بألمانيا. وتقطع الرحلة كيلومترات عدة وسرعان ما تظهر بلدة باوتزن وقلعة أوربتنبرج التي تطل على نهر سبري من أعلى تل وكأنها برج، ويمكن مشاهدة كنائس عدة وأبراجها الرائعة وسط البلدة التاريخية القديمة التي تخضع لحماية أثرية، وبوسع الزائر أن يشاهد من أعلى منظراً طبيعياً ساحراً، حيث تبدو الأراضي منبسطة.
ومن هذه النقطة إلى ما عداها تزين البرك والبحيرات الأراضي الواقعة على ضفاف نهر سبري، وتسمع في الخلفية موسيقى مختلطة من نقيق الضفادع وصياح البط وطيور الغطاس المائية التي يزين الريش رؤوسها. والمرحلة التالية من الرحلة هي منطقة نوشتن فيسفاسر لاستخراج الفحم التي يوجد فيها منجم مفتوح، وفي هذه المنطقة تتغير طبيعة الأراضي، وأصبح المنجم المفتوح حالياً مملوءاً بالمياه ليصبح بحيرة ترفيهية.
وتبدو بحيرة فالديسه على الخريطة مثل بركة صغيرة، ولكن على أرض الواقع تبدو الضفة الأخرى من البحيرة وكأنها تلمس الأفق البعيد، كما أن المنجم المفتوح امتلأ حالياً بالمياه، وتنمو الآن أشجار اللاركس، وهي من الفصيلة الصنوبرية في المروج المجاورة خلف ضفاف البحيرة، بينما تزقزق طيور الصفارية فوق الأشجار. وفي الخلفية ترتفع أبراج التبريد وعلى حافة الطريق توجد آلات حفر عملاقة وسيور للنقل شاهدة على أنشطة استخراج الفحم السابقة. غير أنه تنفيذاً للرؤية المستقبلية بإعادة زرع المناظر الطبيعية في بيئات مغايرة، تمكن مشاهدة متنزه نوشتن للكتل الجليدية، حيث توجد 6000 من هذه الكتل تم جلبها من بقايا العصر الجليدي من اسكندنافيا ووضعت في هذا المكان لتسيطر على المناظر الطبيعية لتلال المتنزه.
وتنمو بين هذه الكتل الجليدية نباتات تعيش وسط التربة الفقيرة مثل ورد جبال الألب ونبات الخلنج وأشجار الصنوبر، غير أن المروج هي التي تحدد اللون الرئيس لهذه المناظر الطبيعية.