يحمي من هشاشة العظام ويقي من السمنة
«كـالسـيوم» فــي الصغر..صحة في الكبر
اشتهر الكالسيوم بارتباطه بصحة العظام والأسنان، إلا أن البنية الصحية والقوية للجسم ليست الوظيفة والنتيجة الوحيدة لهذا العنصر الأساسي للأفراد، إذ كشفت دراسة أميركية جديدة في جامعة ولاية شمال كارولينا، أن الحصول على ما يكفي من الكالسيوم، في الفترات المبكرة من عمر الإنسان، يعين على تفادي وطأة وتأثير الروتين اليومي في المستقبل على صحة العظام، إضافة إلى تأثيره الإيجابي في تفادي البدانة.
وخلال اختبار استمر 18 يوماً، درس الخبراء خلاله تأثير نقص الكالسيوم عند الرضع على المدى البعيد، وقام باحثون بالتجربة على 24 حيواناً حديث الولادة، وتسجيل التغيرات على كل مجموعة من 12 حيواناً، إذ تم إعطاء برنامج غذائي ضعيف الكالسيوم لمجموعة واحدة، بينما حصلت المجموعة الثانية على المزيد من الكالسيوم على مدى الفترة المحددة، وكانت أهم الملاحظات التي وصل إليها فريق البحث، أن العديد من الخلايا الجذعية في نخاع العظم في المجموعة التي افتقرت إلى الكالسيوم، برمجت لتتحول إلى خلايا دهنية بدلاً من خلايا تعمل على بناء العظام.
ولأن هذه الخلايا الجذعية المبكرة في حياة المولود الجديد، هي المسؤولة عن توفير جميع خلايا بناء العظام لدى الحيوانات مدى الحياة، فإن قصور الكالسيوم في وقت مبكر بعد الولادة، يؤدي إلى الحصول على عظام تحتوي على الكثير من الدهون والقليل من المعادن، ما يعني ميل تلك الحيوانات للمعاناة من هشاشة العظام المبكرة، والبدانة في المستقبل، بحسب البروفيسور المساعد في علم الحيوان في الجامعة ورئيس الدراسة الدكتور تشاد ستال.
اختبارات طويلة
في دراسة طويلة المدى يخطط ستال بدأها الشهر المقبل وفق موقع «ساينس دايلي»، سيقوم الباحثون بالمزيد من الاختبارات طويلة المدى المبنية على برامج غذائية، حيث سيكون بمقدورهم معرفة ما إذا كانت هذه التغيرات في الخلايا الجذعية تستمر مع الدخول في فترات النضج الجنسي، والتي غالباً ما تبدأ لدى الخنازير في عمر الثمانية أشهر، حيث اختيرت الخنازير في هذه الدراسة نموذجاً لنمو العظام، إذ يعتبر مقارباً في نموه من نمو عظام الإنسان، وفي التأثير الغذائي فيها، وبين ستال أن الخنزير أحد الحيوانات القليلة التي تعاني تكسر عظامها عند معاناته من هشاشة العظام.
وتعد واحدة من أكثر النتائج المثيرة في الاختبار الأخير، أنه ورغم تسجيل الدراسة لنقص الكالسيوم لدى المجموعة المختبرة، والتي تعاني من ضعف العظام وقلة كثافتها، إلا أن اختبارات الدم لم توضح أي نقص أو تأثر لمستويات الشكل الهرموني لفيتامين «د»، والذي غالبا ما يعمل على تنظيم كمية مستويات الكالسيوم التي تسير في الدورة الدموية في الأطفال الأكبر عمراً، وفي الراشدين، ما يعني حسب ستال أن تنظيم الكالسيوم لدى حديثي الولادة لا يعتمد على فيتامين «د».
أهمية الرضاعة
يرى ستال أن نتائج الدراسة، وبعد المزيد من الأبحاث الطويلة المدى، يمكن أن تكون ذات صلة وفائدة في ما يخص صناعة أغذية حديثي الولادة، مقترحاً الحرص على التشديد على أهمية الرضاعة الطبيعية، كما أن الدراسة تشير إلى الحاجة إلى الاهتمام الشديد بصحة العظام منذ عمر مبكر مباشر لما بعد الولادة، وليس فقط خلال الفترات اللاحقة، مبيناً أنه ورغم «الوعي المنتشر بأهمية الكالسيوم لصحة العظام، في فترة الطفولة، والطفولة المتأخرة، إلا أن نتائج البحث الذي قمنا به، تقترح بأن الحصول على الكالسيوم قد يكون شديد الأهمية لدى حديثي الولادة، لصحة عظام طويلة المدى، بسبب تأثيره وبرمجته للخلايا الجذعية داخل نخاع العظام». وأوضح ستال أن الدراسة تشير أيضاً إلى تغير نموذجي محتمل، للكيفية التي يمكن للأطباء أن ينظروا فيها إلى أهمية تغذية العظام الصحية عبر الكالسيوم والمعادن، والتفكير الجدي بمشكلة هشاشة العظام، ليس مرضاً يعاني منه كبار السن، بل قضية تخص طب الأطفال، وطريقة لتفادي مشكلات مستقبلية، مضيفاً «بالنسبة لي، فإن أهم رسالة يمكن أن توضحها الدراسة، هي أن تغذية الجسم بالكالسيوم والمعادن عامة، تحتاج إلى أن تتخذ الأولوية بين الأفراد، فالتغذية السليمـة في عمر مبكر، يعين على بنـاء أطـفال يتمتعـون بصحـة جسديـة ونفسيـة جيدة لاحقاً في الحياة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news