يعتبرن التجربة أكثر أهمية من «العلم»
حوامل.. استشارة الأمهات قبل الأطباء
غالباً ما يتحول الحمل من وضع شخصي وصحي تعيشه المرأة، إلى حالة عائلية مشوقة، تتعايش خلالها العائلة مع الحامل، وتتعاون في عونها ونصحها، خصوصاً إذا كان الحمل الأول، وبين ما تتذكره إحداهن عن حملها السابق، ونصائح الطبيب المتابع للحالة، ترى المرأة نفسها أمام خيار معتمد ومريح، وهو نصائح والدتها، والتي غالباً ما تتبعها من دون تساؤل عن مدى صحتها أو فائدتها، وإن تعارضت مع النصائح العلمية.
«اسأل مجرب ولا تسأل طبيب» هو مثل ينطبق على حالة الحامل، التي تميل إلى نصائح والدتها التي جربت الحمل وتعايشت معه، مقابل الطبيب المعتمد على العلم والمعطيات التي أمامه، وهذا ما أكدته دراسة بريطانية أخيرة، حيث وجد باحثون في جامعة رويال هولواي في العاصمة البريطانية لندن، أن النساء خلال فترة الحمل وما بعد الولادة، وفي رغبة منهن في القيام بما هو أفضل للطفل، يملن إلى عدم اتباع النصائح الطبيب من دون الشك فيها أو التساؤل عن مدى تأثيرها، بينما يملن غالباً إلى تبني نصائح وممارسات أمهاتهن وجداتهن عبر تجاربهن السابقة.
نصائح
نشرت الدراسة التي قام بها كل من الدكتور بولا نيكولسون، والدكتورة ريبيكا فوكس من قسم الصحة والعناية الاجتماعية في الجامعة، في دورية «الصحة النفسية»، والتي تخوض في تجارب ثلاثة أجيال من النساء اللاتي اختبرن الحمل، خلال عقود السبعينات، والثمانينات، وما بعد الألفية الجديدة، حيث قالت النساء اللاتي تم التحاور معهن خلال الدراسة، انهن كن يعرفن أن أمهاتهن وجداتهن يتمنين ويرغبن الأفضل لهن ولأطفالهن عندما يقدمن النصيحة، وفي ما يخص المجموعة الأكبر سناً من النساء التي اعتمدت عليها الدراسة، فإن النصيحة من النساء في حياتهن، كانت هي المصدر الرئيس لمعلوماتهن.
في المقابل، كان على المجموعة الأصغر سناً والتي تفاوتت بين فترة الثمانينات والألفية الجديدة، أن يمزجن ويوازن بين ما تنصحهن به الأجيال الأكبر سناً من النساء في عائلاتهن، وبين الإرشادات المباشرة من الأطباء، ومن القابلات، والمرشدين الصحيين، إضافة إلى النصائح العديدة والشاملة التي توفرها الإنترنت، وكتب التعليم والمساعدة الذاتية للحوامل.
وقالت نيكولسون على الرغم من الضغوط الشديدة من الإعلام، ومن عالم الطب على النساء، إلا أنهن لايزلن قادرات على غربلة النصائح القادمة من كل اتجاه، واختيار منها ما يناسب الوضع والحالة الصحية والحدس الداخلي، حيث اجتمعت المجموعات الثلاث من النساء، على قدرتهن على مقاومة وتجاهل ما شعرن بأنه ضغط غير مناسب أو منطقي من الناصحين الكثر، وكن أكثر ميلاً لاتباع النصيحة التي تقدمها لهن الأم، والجدة، حتى وإن كانت معاكسة للنصيحة الطبية المحترفة.
أسلوب حياة
أشارت نيكولسون إلى أن النساء يملن إلى مناقشة النصائح التي وجهت إليهن مع القريبات من العائلة، الأمر الذي يجر خلفه العناد في اتباع الإرشادات، فعلى سبيل المثال، رغم أهمية الابتــعاد عن الكافيين خلال الحمل، إلا أن إحدى النساء في الدراسة اعترفت بأنها تابعت شرب الشاي، لأن جدتها قالت انها كانت تشرب الشاي سابقاً ليعينها على تفادي إعياء الصباح.
وأضافت أن النساء اللاتي يهتممن بالنصائح الصحية العامة، والمعلومات، حول أسلوب الحياة الصحي الأمثل، مثل عدم التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن شرب الكحول وعن المخدرات، هن اللاتي يكن بمقدورهن أن يبرمجن اجسادهن بطريقة منسجمة مع النصائح العديدة، ما يعني استفادتهن من الإرشادات، مع أهمية عدم اتباعها بتوتر وحرفية شديدة، حيث يعتبر اعتماد جميع النصائح والإرشادات بشكل جدي، يمكن أن يؤدي إلى التوتر، وقلة الثقة بالنفس، كما أنه يمكن أن يسبب القلق حيال ما تقوم الحامل من خطأ، وهو ما أعتقد بأنه أكثر تأثيراً وخطراً من القيام بالخطأ بالفعل».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news