دراسة اعتبرت وجودها أفضل تأثيراً من الوالـــــدين المتعلمين

مكتبـة المنـزل.. زوّادة مبكرة لتثقيف الـــطفل

المكتبة المنزلية مصدر مهم لتعليم الأطفال. الإمارات اليوم

لطالما كانت قدرة الطفل على التحصيل العلمي والثقافة متأثرة بالأساليب التربوية التي يحظى بها في المنزل، والخلفية الثقافية لكلا الوالدين، والتأثر بعاداتهما اليومية، التي قد تخلق ميلاً فطرياً للقراءة والتعلم، أو نفوراً منها، إلا أن دراسة أميركية أخيرة، كشفت أنه مع تفاوت الحالة المادية بين الأسر، أو اختلاف الجنسيات والأعراق، أو تفاوت الخلفية الدراسية والعلمية للوالدين، فإن الطفل قد ترتفع مستوياته الثقافية والتعليمية، لمجرد وجود مكتبة منزلية، اذ تعد زوادة ثقافية مبكرة للطفل وللعائلة عموما.

واعتقد تربويون وعلى مدى سنوات طويلة، أن وصول الأطفال إلى أعلى مستويات الثقافة والعلم، يرتبط مباشرة بوجود آباء وأمهات يتمتعون بمستويات ثقافة عالية، إلا أن الدراسة الطويلة التي استمرت على مدى 20 عاماً، التي قامت بها البروفيسورة المساعدة في علم الاجتماع ومصادر الاقتصاد في جامعة نيفادا في أميركا ماريا إيفانز، قالت إن المكتبة قد تكون موازية في قدرتها على تثقيف الطفل للوالدين المتعلمين، وأن الفارق بين طفل يتوقع تمتعه بثقافة عالية مستقبلاً، وآخر يتوقع له العكس، مرتكز سواء على منزل يفتقر إلى الكتب، أو آخر يتمتع بمكتبة كبيرة، وأن وجود المكتبة الكبيرة في المنزل، لا يتعلق بعلم أو شهادة الوالدين، حيث يمكن للأب والأم أن يكونا قد أنهيا الدراسة الابتدائية، مقارنة بآخرين يحملان شهادات جامعية، فوجود مكتبة ضخمة أو وجود والدين يتمتعان بثقافة عالية يمكن أن يكون له تأثير كبير في التعليم الجامعي للطفل في المستقبل.

كتب

حاولت إيفانز من خلال الدراسة، ولكونها مختصة في علم الاجتماع، أن تبحث في حالة الأطفال الذين يعانون ويعيشون وسط أسر فقيرة علمياً، ومدى إمكانية استفادتهم من وجود الكتب في حياتهم ومنازلهم، محاولة البحث عن وسائل لمساعدة أطفال ولاية نيفادا التي تعيش فيها، سواء من خلال التنمية الاقتصادية أو التعليمية، وتساءلت «كيف يمكن أن نقوم بمساعدة الأطفال في المستقبل؟»، وكانت النتيجة هي عبر إمكانية توفير الكتب في منازلهم.

وأشارت الباحثة إلى أن الأمر لا يحتاج إلى أن تتمتع العائلة بمكتبة ضخمة لتوفير هذه النتيجة «فحتى الأعداد القليلة من الكتب يمكن أن يكون لها تأثير كبير، فوجود 20 كتاباً فقط في المنزل الواحد، يمكن أن يكون له تأثير كبير جداً في دفع الطفل إلى مستويات عالية من التعليم، وكلما زادت أعداد الكتب، زاد التأثير».

وفي بعض البلدان مثل الصين، فإن وجود مكتبة ضخمة تحمل 500 كتاب في المنزل، يمكن أن تدفع تعليم الطفل وثقافته ستة أعوام إلى الأمام، بينما يقل تأثير تعليم الطفل في أميركا إلى 2.4 عام إلى الأمام، إلا أن متوسط ارتفاع محصلة علم وثقافة الطفل هو 3.2 أعوام إلى الأمام، وهو المتوسط في نحو 27 دولة غطتها الدراسة.

نمو أعلى

ترى إيفانز، سواء كان معدل ارتفاع مستوى تعليم الطفل أكبر من عمره بسنوات قليلة أو كثيرة، فإن الأمر لايزال مهماً جداً، عندما يتعلق الأمر بالتعليم والثقافة، فعلى سبيل المثال وبحسب استطلاع أميركي سابق، فإن الأميركيين الذين يحظون ببعض الدراسة الجامعية، الأقل من شهادة البكالوريوس، يحصلون على معدل 7213 دولاراً سنوياً أكثر من أولئك الذين يحملون شهادة الثانوية فقط، بينما يحظى حاملو شهادة البكالوريوس بمعدل 21185 دولاراً أكثر سنويً،ا مقارنة بمن يحملون شهادة الدبلوم.

وتعتبر الدراسة التي قامت بها إيفانز وفريق عملها في جامعة ولاية نيفادا، وجامعة كاليفورنيا، والجامعة الوطنية الأسترالية، واحدة من أكبر وأضخم الدراسات التي أقيمت في العالم، التي تتمحور حول مستويات التعليم والثقافة بين الأطفال في المستقبل، وفوجئ الباحثون خلال الدراسة بالتأثير الكبير للمكتبة في المنزل في تعلم الطفل ودراسته، بصرف النظر عن عوامل أخرى مثل مستوى تعليم الوالدين، ووظيفة الوالدين، أو الخلفية الاجتماعية، أو النظام السياسي للدولة.

وبينت الدراسة أيضاً، أن وجود الكتب في المنزل، يمكن أن يكون له أهمية وتأثير أفضل بمرتين مقارنة بوجود والدين متعلمين، وما كان مثيراً للدهشة للعلماء، أن ارتفاع مستوى الطفل ثقافياً وعلميًا في الصين بوجود مكتبة ضخمة، كان أفضل منه في أميركا، وهو أقل في أميركا بسنتين افتراضيتين تعليمياً منه في الصين.

تويتر