«هشاشة العظام»يهدد الكبار.. والصغار أيضاً
قال العضو المنتدب لشركة فونتيرا براندس لمنتجات الحليب في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ورابطة الدول المستقلة عمرو فرغل، ان «واحدة من بين كل ثلاث نساء في الإمارات، معرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام، الأمر الذي يعكس الانتشار الواسع لهذا المرض في المنطقة»، مشيراً إلى أن تلك الإحصائية مبنية على نتائج حملة شركة أنلين لفحص كثافة العظام باستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية، التي أجرتها الشركة العام الماضي، معتبراً أنه توجد طرق بسيطة تساعد على مكافحة هذا المرض، وتقي من أعراضه.
دراسات أظهرت دراسات أن واحدة من بين كل ثلاث نساء فوق سن الخمسين، معرضات للإصابة بالكسور بسبب هشاشة العظام، ويمكن لهذه الكسور أن تؤدي إلى انحناء العمود الفقري، والإصابة بآلام شديدة وضعف العضلات. وبحسب الدراسات فإن 20٪ من حالات كسر الورك قد تكون قاتلة، و50٪ قد تتسبب في حدوث إعاقة دائمة، وكثيراً ما يُساء فهم أسباب الإصابة بهذا المرض، فهو ينجم عن نقص المعادن في العظام، مثل الكالسيوم الذي يعد ضرورياً للحفاظ على كثافتها ضمن المعدلات الطبيعية. |
وأضاف «يعتقد الكثير من الناس أن مرض هشاشة العظام لا يصيب سوى كبار السن، وأنه مرض نادر وليس له خطورة تُذكر، ولا شك في أن هذا الاعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة، فمعدل انتشار المرض في المنطقة مثير للقلق، ولابد من توعية النساء والشباب به وبمدى خطورته، إضافة إلى الطرق البسيطة التي يمكن اتباعها لتجنب الإصابة به».
وشدد فرغل على ضرورة توعية النساء بمخاطر المرض، وبذل كل الجهود الممكنة في سبيل مكافحته، عبر ثلاث خطوات بسيطة وسهلة للمساعدة على الحد من انتشار هشاشة العظام، وقال «تكمن الطرق التي توصلنا إليها في اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، بحيث يتضمن الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الحليب الذي يحتوي على نسبة كالسيوم، وفيتامين (د) الذي يوجد في سمك السلمون والروبيان والحليب والبيض، والماغنيسيوم الموجود في السبانخ وبذور اليقطين، والزنك الموجود في الفطر وبذور السمسم»، وبديلاً لذلك يكفي تناول كوبين من الحليب المدعم بهذه المواد الغذائية الرئيسة لتلبية حاجة الجسم من كمية الكالسيوم الموصى بها.
أما الخطوة الثانية فتتمثل، حسب فرغل، في ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة، والمواظبة على المشي 10 آلاف خطوة في اليوم الواحد، ويعد المشي السريع والجري والتنس والغولف وكرة السلة، من الرياضات المفيدة للجسم، ولاسيما للحفاظ على صحة العظام، وذكر أن الخطوة الثالثة تتمثل في تجنب التدخين، إذ أظهرت الدراسات معدلات مرتفعة لدى النساء المدخنات ممن هن في سن متقدمة، كما أن التعرض لدخان المدخنين، أو ما يعرف بالتدخين السلبي، في سن مبكرة، قد يزيد من مخاطر الإصابة بانخفاض كتلة العظام، وكلما زاد عدد السجائر التي يتعرض لها الشخص، ازداد خطر الإصابة بالكسور مع التقدم بالسن، حسب فرغل.
وقاية
أشارت أخصائية أمراض الروماتيزم في عيادة البيراء لأمراض الروماتيزم الدكتورة هوميرا بادشا، إلى أن «مرض هشاشة العظام يعرف غالباً باسم (القاتل الصامت)، لأنه يتطور على مدى سنوات عدة، ويكون غير ملحوظ، ولا يتسبب في حدوث أي آلام، إلى أن يتعرض المريض لكسر في العظام قد تنتج عنه آلام شديدة»، معتبرة أن الوقاية هي العلاج الوحيد لهذا المرض الذي يغير مجرى الحياة ، وقد يشكل تهديداً لها، ويجب على النساء التأكد من اتباع أسلوب حياة صحي يساعدهن في الحفاظ على صحة عظامهن، ويتمثل في ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي، والامتناع عن التدخين.
أما رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد، فقالت «للمحافظة على سلامة العظام لابد من الامتناع عن التدخين الذي يزيد من فقدان الكالسيوم الموجود في العظام، وشرب الكحوليات التي تقلل من كثافة العظام، والحرص على تقليل كمية الأطعمة المحتوية على الكافيين الذي يعيق امتصاص الكالسيوم، كما هو الحال مع الأطعمة المحتوية على البروتين الحيواني»، منبهة إلى ضرورة تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتاميني «د» و«ج»، وتحديد الأغذية الغنية بالفسفور، وتناول كمية كافية من فيتامين «ك»، الذي يساعد على هيكلية العظام. وأضافت لطيفة «مع التقدم في السن يمتص الجسم كميات أقل من فيتامين (د) من الطعام، ومعظم الأطعمة تفتقر لذلك الفيتامين، ومن هنا تزداد أهمية التعرض لأشعة الشمس للحصول عليه».
بينما ذكرت اختصاصية أمراض الباطنية الدكتورة سعاد عبدالله أن فيتامين «د» يساعد على امتصاص كمية كافية من الكالسيوم لسلامة وصحة العظام والأسنان، ولا تتم الاستفادة من الكالسيوم في حال تم تناول كمية كافية من الغذاء الغني به، ما لم يتم الحصول على فيتامين «د»، مشيرة إلى أنه يزود العظام بالمعادن الأساسية ويبني الهيكل العظمي. وفي حال لم يأخذ الجسم حاجته الكافية من فيتامين «د»، قد يؤدي ذلك إلى إصابة الأطفال والرضع بالكساح، وهشاشة وترقق العظام لدى البالغين، الأمر الذي يسبب آلاماً شديدة في العظام وفق عبدالله.
أسباب وتشخيص
قال أخصائي جراحة العظام والإصابات الرياضية الدكتور عصام مارديني «هشاشة العظام حالة مرضية سببها انحلال الكالسيوم من العظام، من دون تغير في شكله، حيث يصبح أكثر هشاشة ومسامية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث آلام فيها، خصوصاً في منطقة الظهر والحوض أعلى الفخذ، والعظم مصنّع من مادة الكالسيوم، والكولاجين وبعض المعادن، وتزداد كثافته أثناء فترة النمو، وتتناقص تدريجياً مع تقدم السن». وأشار إلى أن أسباب الإصابة بهشاشة العظام، تتعدد، ومن أبرزها عدم التعرض للشمس بشكلٍ كافٍ، وعدم أخذ الكمية الكافية من الكالسيوم من خلال الأطعمة الغنية به، لاسيما الحليب ومشتقاته، إلى جانب تغير في الهرمونات، ومنها تغير الهرمونات عند النساء في سن اليأس (سن انقطاع الطمث).
وأضاف «يعد التقدم في العمر أحد أسباب الإصابة بهشاشة العظام، حيث تصبح معه العظام أكثر رقه ومسامية، لذلك ينصح بالحرص على بناء أكبر كمية ممكنة من العظم منذ الصغر، وذلك من خلال تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والمعادن والفيتامينات، وتعد عدم الحركة أحد أسباب الإصابة بهشاشة العظام، فالكالسيوم يحتاج إلى الحركة بشكل كبير حتى يثبت في العظام، لذلك الأشخاص الذين يجلسون لساعات طويلة في المكاتب والمرضى الذين ينامون لفترات طويلة على السرير، غالباً ما يصابون بهشاشة العظام».
أما عن طرق تشخيص المرض، فقال مارديني «يتم تشخيص هشاشة العظام عن طريق فحص تعيين كثافة العظام، الذي يجب أن تقوم به السيدات في سن اليأس ابتداءً من سن ،40 والرجال بعد 55 سنة، وعلاجه يتوقف على توقيت اكتشافه إذا كان مبكراً أو متأخراً، والذي يبين إذا ما كان الشخص معرّضاً للمرض، أو يكون المرض في بداياته، أو مصاباً به، وبناء عليه يتم تحديد العلاجات المناسبة التي تتوزع ما بين تناول الفيتامينات والكالسيوم، وممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي، وأدوية وإبر».