باحثة: الدودة المسطحة نموذج يُحتذى به في الطب
عقد أمس في مدينة مونستر (غرب ألمانيا) أول ملتقى علمي عن الدودة المسطحة التي يعتبرها العلماء من أكثر المخلوقات قدرة على التعافي ذاتياً من الجراحات. ومن المعروف أنه إذا قطعت هذه الدودة أجزاء فإنه باستطاعة كل جزء أن ينمو دودة متكاملة. يشارك في المؤتمر الدولي الأول من نوعه الذي يخصص للدودة المسطحة علماء من 13 دولة.
وقالت الأستاذة كيرستين بارتشيرر، من معهد ماكس بلانك لطب الأحياء الجزيئي بمدينة مونستر «نأمل العثور في الدودة المسطحة على آليات ذاتية للتداوي يمكن أن يستفيد بها الإنسان في العلاج». كما يأمل العلماء استخدام نتائج الدراسات التي تجرى على الدودة المسطحة على المدى البعيد في علاج مرضي الشلل الرعاش والشلل النصفي.
وقالت بارتشيرر «ربما عثرنا يوماً ما في الدودة المسطحة على جينات توجد أيضاً في الإنسان ويمكن تفعيلها لحثها على التكاثر مرة أخرى». وأضافت «إذا لم يتم التهام هذه الدودة من قبل كائنات أخرى فإنها تعيش للأبد».
وبررت بارتشيرر ذلك بأن خلايا جسم الدودة المسطحة قادرة على التحول بشكل مشابه للخلايا الجذعية للأجنة البشرية، وقالت «حيث ان جينات الديدان المسطحة تشبه جينات الإنسان إلى حد ما فإن هناك فرصا علمية هائلة من وراء الأبحاث التي تجرى على هذه الدودة».
كما تعتقد الباحثة الألمانية أن هناك بعض الجينات الموجودة في هذه الدودة غير موجودة في الإنسان، وأنه إذا عثر العلماء على هذه الجينات فمن الممكن أن تساعد على معالجة أمراض بشرية مثل الشلل الرعاش والشلل النصفي.
وربما أمكن استخدام نتائج الأبحاث المحتملة في علاج جميع الأمراض البشرية التي تحتاج إلى تجدد الخلايا التالفة.
كما أشارت الأستاذة الألمانية إلى تضاعف عدد المعامل العلمية في العالم التي تبحث في الدودة المسطحة والتي وصل عددها إلى نحو 15 معملاً على مستوى العالم.
وتوقعت بارتشيرر أن تساعد الأبحاث التي تجرى على هذه الدودة في الأبحاث الرامية إلى إطالة عمر الإنسان ومنع الشيخوخة، موضحة «يبدو أن الدودة المسطحة لا تشيخ، فبينما يتقدم سن خلايا الإنسان بشكل مستمر فإن الدودة المسطحة تبدو كأنها لا تتقدم في السن، رغم الانقسام المستمر في خلاياها».