خبراء: السلوك الصحي ليس عاملاً مؤثراً

طول العمر.. بـرمجة جينية

كبر السن عنصر فاعل في إثارة الكثير من الأمراض. غيتي

وفقاً لما ذكره خبراء مهتمون بطول العمر، فالحياة الطويلة مقترنة بالجينات ولا علاقة لها بالسلوك الصحي.

ويعتمد طول العمر من قصره على المورثات الجينية في الإنسان، لهذا لا ينبغي أن ينزعج الاشخاص الذين يرغبون في العيش حتى سن الـ100 في الوقت الذي يعيشون فيه نمط حياة غير صحي، ويعتقد هؤلاء الخبراء أن الاشخاص الذين يعمرون أكثر من 100 عام، قد يسلكون خلال حياتهم سلوكا غير صحي ويمضي بهم قطار العمر وهم على تلك الحال. ويقول مدير كلية آلبرت أينشتاين لطب طول العمر في نيويورك، البروفيسور نير بارزلاني ان الذين يعيشون حياة طويلة «مبرمجونٍ جينياً أو مستعدون استعداداً طبيعياً لتلك الحياة، ولهذا فإنهم محصنون ضد تأثيرات العوامل البيئية مثل التدخين والطعام الفقير». وأخضع البروفيسور 500 شخص تراوح اعمارهم بين 95 و112 عاماً لفحوصه، وهم اشخاص مدخنون ويعانون الوزن الزائد وارتفاع معدلات الكوليسترول، كما أن 30٪ منهم يعاني السمنة و30٪ يدخن حتى سن ،95 إلا ان نوع جيناتهم يوفر لهم الحماية.

ويقول إن «من يعيشون حياة صحية من المحتمل ان يساعدهم ذلك على زيادة العمر المتوقع بسنوات قليلة، إلا أن ذلك لا يساعدهم على إطالة اعمارهم فوق الـ100».

وتدعم اكتشافات هذا البروفيسور ما يتواتر من قصص عن أشخاص عاشوا أعواما طويلة على الرغم من تدخينهم وعدم ممارستهم الرياضة وتناولهم غذاء فقيراً.

ويؤكد البروفيسور ان المعمرين «لديهم جينات تعمل على تأخير حلول أمراض الشيخوخة، مثل مرض القلب والزهايمر»، وأنه عندما يموت المعمرون، فإنهم يموتون من الاسباب نفسها التي يموت بسببها من هم في السبعينات أو الثمانينات من اعمارهم، أو من يموت بعدهم بثلاثين عاما على سبيل المثال.

ويعتقد البروفيسور ان تحديد هذه الجينات من شأنه ان يفتح الباب واسعا أمام تطوير عقاقير لإطالة العمر تشابه تأثيراتها تأثيرات تلك الجينات. واستطاع البروفيسور وفريقه ان يحددوا عدداً من تلك الجينات وسط المعمرين. وتعمل المختبرات في الوقت الراهن على انتاج دواء يحاكي تأثيرات ثلاث من تلك الجينات، اثنتان منها تساعد على زيادة انتاج الكوليسترول المفيد الذي يقلل من خطر الاصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية، وثالث يساعد على منع الاصابة بمرض السكري.

ويقول البروفيسور ان الاختبارات على هذه العقاقير سيتم اجراؤها بحلول عام 2012 بعدها ستظهر تلك الادوية في الاسواق. ويضيف «خلال خمس الى 10 سنوات سيتناول الناس قرصا واحدا مع حلول عمر الاربعين وستطول اعمارهم».

ويقول إن طول العمر يجب تصنيفه مرضاً من الامراض، وذلك من اجل تحفيز الاستثمارات في مجال العقاقير التي تؤخر سلسلة من الامراض التي تؤخر ظهور الامراض المرتبطة بالشيخوخة.

وفي الوقت الراهن ترخص جهات مختصة مثل منظمة الغذاء والادوية الاميركية لإنتاج عقاقير تعالج أمراضاً معينة وليس أمراض الشيخوخة.

ويعتقد البروفيسور انه علينا أن ندرك ان كبر السن «عنصر فعال في إثارة الكثير من الامراض، ولهذا السبب ينبغي ان نصنفه على انه مرض».

 

 

 

تويتر