أبرزها النوم المنتظم وعدم الإفراط في تناول الأدوية

عادات صحية مقوية للذاكرة

التغيرات في الجسم يمكن أن تؤثر في الذاكرة. أرشيفية

على الرغم من أن فقدان الذاكرة يُعد عرضا يعاني منه في الأغلب كبار السن، إلا أن المعاناة من خذلان الذاكرة للمرء أمر يعتمد في الشكل الرئيس على العادات الصحية التي يعتمدها المرء وهو لايزال في العشرينات من العمر، فابتداء من تلك السن، يبدأ نوعان من التغيرات في الجسم يمكن أن يؤثرا في الذاكرة، وهما خسارة الخلايا في الدماغ، وقلة إنتاج المركبات الكميائية التي تغذي خلايا الدماغ المتبقية، ومع التقدم في العمر، يزيد تأثير هذه التغيرات في قوة الذاكرة، ومع اعتماد عادات يومية معينة، يمكن تفادي العديد من مشكلات الذاكرة في المستقبل.

 

جراحات ومخدرات

ربما يسبب بعض أنواع الجراحات ضعفاً في الذاكرة، ومنها عمليات تحويل المعدة بهدف خفض الوزن لدى البدناء، والتي تسبب ضعفاً في الفيتامينات، الذي يمكن أن يؤدي إلى ضعف في الذاكرة إن تم تجاهله وعدم علاجه، وبناء على دراسة نشرت في دورية «علم الأعصاب»، فإن الأمر قد يصل إلى مشكلات في السمع، إضافة إلى التقيؤ والنوبات، كما أن أنواعاً أخرى من هذه الجراحات يمكن أيضاً أن تسبب التفكير المشوش، ومشكلات في التركيز، وصعوبة في التذكر، وحل المشكلات، حسب جامعة هارفرد.

وعلى الرغم من ارتباط المخدرات وشرب الكحول بمشكلات صحية ونفسية واجتماعية عدة يمكن أن تصل بالمرء إلى الموت، إلا أن تجربة المخدرات ولو لمرة واحدة فقط ـ وفق علماء في قسم علم النفس في جامعة هارتفوردشير البريطانية ـ يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بالذاكرة، ومقارنة بالأفراد الذين لم يستخدموا المخدرات ولو مرة واحدة، فإن الأفراد الذين جربوا المخدرات أظهروا ضعفاً شديداً وواضحاً في الذاكرة.

وحسب الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة، فإنه وعلى الرغم من أن الذاكرة القصيرة للمرء مثل (اسم شخص التقيت به) يمكن ألا تتأثر مع التقدم في السن، إضافة إلى الذكريات البعيدة، إلا أن الذكريات الحديثة مثل (ما تناولته على الإفطار، أو ما قمت به الليلة الماضية) هي التي يمكن أن يكون نسيانها إشارة إلى أهمية اعتماد عادات صحية مقوية للذاكرة يمكن أن تكون جزءاً من الروتين اليومي، ومن أبرزها الأطعمة المتوازنة وتجنب المخدرات وعدم الإفراط في الأدوية والنوم المنتظم.

أطعمة مالحة ودسمة

إضافة إلى التأثيرات السلبية الصحية العديدة التي يمكن أن يسببها تناول الأطعمة المالحة والدسمة، فإن تأثيرها السلبي في الذاكرة يمكن أن يضاف إلى القائمة الطويلة للتأثيرات المضرة، وكشفت دراسة نشرت في دورية «مرض الزهايمر» أن هذه الأطعمة مضرة بالدماغ، فعلى مدى ثمانية أسابيع قام الباحثون في جامعة «ساوث كارولينا» في أميركا بإعطاء طعام عالي الكوليسترول لمجموعة متوسطة العمر من فئران التجارب، بينما أعطت مجموعة أخرى أطعمة عالية الدهون والأملاح، وعلى الرغم من أن تأثير الوزن كان مشابهاً في كلتا المجموعتين، إلا أن المجموعة التي تغذت على الأطعمة العالية في الأملاح والدهون كانت تقوم بأخطاء تعتمد على الذاكرة بشكل أكبر من المجموعة الأخرى، إلا أن الباحثين أضافوا أن نوع الطعام يمكن أن يؤثر ويضعف الذاكرة بشكل كبير.

إضافة إلى ذلك، كشفت دراسة جديدة في قسم علم النفس في جامعة توفتس الأميركية أجرت بحوثاً حول الذاكرة لدى مجموعات تعتمد على نظام غذائي قليل السعرات، مقارنة بمجموعة أخرى تعتمد الحمية قليلة النشويات، وكشفت الاختبارات الأولية أن اعتماد النظام الغذائي الخالي تماماً من النشويات يمكن أن يؤدي إلى ضعف في المهارات المعتمدة على الذاكرة، إذ تحسنت الذاكرة لدى هذه المجموعة بعد تناولها كمية من النشويات أو الكربوهيدرات، على الرغم من بقاء الحمية في مجال الحميات قليلة الكربوهيدرات، إذ كانت المجموعة الأخيرة أفضل وأقل تشوشاً وأكثر تركيزاً مقارنة بالمجموعة المعتمدة على السعرات الحرارية الأقل.

وعلى الرغم من أن اعتماد الأغذية الدسمة والمالحة أمر مضر بالذاكرة، إلا أن انخفاض الوزن الشديد، هو عامل آخر لخسارة الذاكرة، وبناء على دراسة نشرت في دورية «علم الأعصاب»، التي استمرت على مدى ست سنوات، والتي أقيمت على مجموعة من 4000 شخص فوق سن 65 عاماً، الذين كان 25٪ منهم من البدناء، ومع مرور الوقت، لم يواجه البدناء أو الأفراد زائدو الوزن من المجموعة أي مشكلات في المهارات المعرفية، بينما واجه الأفراد الذين يعانون من انخفاض الوزن الشديد من ضعف الذاكرة، إذ بينت الدراسة أن خسارة الوزن الشديدة أو انخفاض مؤشر كتلة الجسم عن الطبيعي لدى كبار السن يمكن أن يسبب انخفاضاً في المهارات المعرفية أو المعاناة من مرض الزهايمر.

الهاتف المتحرك

كشفت دراسة سويدية طبقت على فئران التجارب، أن الإشعاعات المنبعثة من الهواتف المتحركة تؤثر في قوة دماغ الفئران، وبين الباحثون في قسم علم الأعصاب في جامعة لاند السويدية أن الفئران الذين تعرضوا للإشعاعات المنبعثة من الهواتف المتحركة لمدة ساعتين في الأسبوع لمدة تزيد على العام، أصبحوا يعانون من نتائج ذاكرة أضعف من بقية المجموعة التي لم تواجه هذه الإشعاعات، وفي دراسة سابقة للفريق نفسه، تبين أن الإشعاعات قصيرة المدى التي تخرج من الهواتف المتحركة تؤثر في قدرة الدماغ على حماية نفسه من الأضرار التي تواجه الخلايا العصبية، بينما يمكن تفادي ذلك بحسب الدراسة من خلال استخدام سماعات الأذن بدلاً من وضع الهاتف مباشرة على الأذن.

أدوية وأرق

قد يحتاج المرء إلى أن يفكر أكثر من مرة منذ الآن قبل تناول الأدوية مباشرة للأسباب البسيطة والكبيرة، وعلى الرغم من أن هناك مجموعة كبيرة من الأدوية التي تسبب التشوش، وانخفاض التركيز، منها أدوية القلب والأدوية المضادة للحساسية والتي تحتاج إلى أن يتم استخدامها بحذر وباستشارة طبية، إلا أن الاستخدام المكثف للأدوية يمكن أن يكون أحد أكبر وأهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الذاكرة عند التقدم في العمر، بسبب تغير تعامل الجسم مع الأدوية مع تقدم العمر، ولأن أخذ الأدوية المتعددة يمكن أن يزيد من هذا التــأثير في الذاكرة.

ومن يعانون من قلة النوم، أو من يعانون من متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم المعروفة باسم «سليب أبينا»، هم أكثر الأفراد الذين يعانون من ضعف الذاكرة، وتكون اختبارات الذاكرة لديهم هي الأضعف، وفق دورية الصحة لجامعة هارفرد، وباستخدام أجهزة ضح الهواء المستمر أثناء النوم، والتي تعين على النوم والتنفس السليم، يمكن أن تعزز من قوة الذاكرة، وتحسين جودة النوم لدى الأفراد، وذلك بعد أن كشفت دراسة أخرى أن الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم يظهرون خسارة في أنسجة في أجزاء معينة من الدماغ تساعد الذاكرة، بينما ربطت دراسات أخرى بين عدم النوم وخسارة الذاكرة القصيرة، وبين الأرق ومشكلات في التذكر.

وتواجه النساء غالباً مشكلات في التركيز خلال فترة انقطاع الطمث، وعلى الرغم من وجود علاجات تعتمد على «الاستروجين» إلا أن دورية صحية من جامعة هارفرد كشفت أنها يمكن أن تسبب مشكلات ذاكرة أخرى، وبينت دراسة جديدة في جامعة ألينويز في شيكاغو، أن مشكلات الذاكرة المعتمدة على المحادثة التي تعاني منها النساء في فترة سن اليأس قد تكون مرتبطة بما يعانين منه من موجات حرارة التي تصاحبهن في هذه الفترة.

تويتر