أطعمة الرصيف تتلوث برصاص عوادم السيارات. تصوير: ساتيش كومار

«أكلات الأرصفة».. مخاطر صـحية بالجملة

حذر مختصون من مخاطر الأكلات التي تعد على الأرصفة، كسندويشات الشاورما والدجاج المشوي وغيرهما من الأطعمة المجهزة خارج المطابخ المنزلية أو الخاصة بالمطاعم، مشيرين إلى أن تلك الأكلات تكون معرّضة للتلوث، ما قد يسبب لمتناوليها أعراض التسمم، وبالتالي يؤثر في صحتهم بشكل عام.

وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة محمد راشد، إن «سندويشات الشاورما والدجاج المشوي التي تعد على أرصفة الطرق تكون معرضة للتلوث الجوي، الذي تشكل فيه عوادم السيارات نسبة 70٪، وتحتوي تلك العوادم على أنواع مختلفة من المخلفات التي تؤثر في صحة الإنسان»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» ان «من أبرز تلك العوادم أول أكسيد الكربون الذي يتحد مع الهيموجلوبين بمعدل 200 مرة أكثر من الأكسجين، الأمر الذي يتسبب في إعاقة وظيفة الأكسجين في الدم، ويحوله إلى أكسيد كربون الهيموجلوبين، محدثاً أعراض التسمم بشكل تدريجي وبسرعه دون أن يشعر بها الانسان، والوفاة كذلك».

إرشادات

نصحت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة محمد راشد، بأنه يجب قبل شراء الوجبات من المطاعم، التأكد من نقاط ثلاث، النظافة والطهي والتبريد، ويتمثل عامل الطهي في درجة النضج، لاسيما في اللحوم والدجاج والأطعمة المصنعة مثل البورجر والنقانق واللحم المفروم، وكذلك الحال بالنسبة للبيض والسمك، مشيرة إلى أن «الأطعمة غير الكاملة النضج من أكثر أنواع الأطعمة التي تؤدي إلى التسمم الغذائي، لذا لابد من طهوها في مرحلة واحدة حتى تصل إلى درجة النضج الكامل، فلا تظهر فيها أجزاء وردية اللون عند التقطيع، ولا يأخذ السائل الموجود فيها لوناً معيناً. وفي ما يتعلق بعملية التبريد لابد من التأكد من برودة المأكولات الباردة قبل استهلاكها مثل السلطة واللحوم الباردة».

وتحتوي عوادم السيارات على الرصاص الذي يدخل في جسم الإنسان عن طريق الجهاز التنفسي أو الهضمي، نتيجة لتناول طعام ملوث به، ومن خلالهما يصل الى الدم، وعادة ما يذهب الى المخ ويترسب فيه، حسب راشد التي أكدت أن نتيجة تحليل مستوى الرصاص في سندويشات الشاورما من أماكن مختلفة وجد أن نسبة الرصاص ارتفعت في السندويشات التي تباع في المناطق الأكثر ازدحاماً، خصوصاً عند إشارات المرور.

أعراض

ذكرت راشد أن الرصاص يعتبر ساماً لأعضاء الجسم، إذ ان ارتفاع معدلاته فيه تتسبب في حدوث نقص في هيموجلوبين الدم، وقد يحدث تلــفاً شديدا للكلى والكبد والمخ والجهاز العصبي، ويصاحب التسمم بالرصاص حدوث تقلصات في البطن، وخلل في عمليات الأيض، والكالسيوم والزنك وكذلك الحديد، مبينة أن «أعراض التسمم تختلف بين الفئات العمرية، ففي الأطفال تتمثل أعراضه في ضعف القدرة على الفهم والاستيعاب، وتغير في السلوك، وهبـــوط في النمو، هذا إلى جانب الأنيميا وتسوس الأسنان، وقلق في النوم، كما يؤثر تســـمم الأطفال في الخلايا العصبية، ويؤدي الى التشنج، أما بالنسبة للكبار فيسبب التسمم الغذائي ارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي».

وأضافت راشد أن «طرق طهي الأطعمة تلعب دوراً كبيراً في مدى صلاحيتها للاستهلاك، فشيها على الفحم وتعرضها لألسنة اللهب يؤديان إلى تكون مركبات مسرطنة على المدى الطويل، فضلاً عن انتشار الأتربة والغبار في الجو، وتلف معظم سندويشات الشاورما بأوراق معادة التصنيع، تم تعريضها للمبيضات حتى تعطي الشكل المطلوب، وبقايا هذه المبيضات من الممكن أن تنتقل إلى الجسم عند الأوراق، ومع تكرار استخدامها تترك آثاراً كبيرة».

وجبات سريعة

اختصاصية الأمراض الباطنية الدكتورة سعاد عبدالله شددت على ضرورة توخي الحذر من الإفراط في تناول الوجبات السريعة على اختلاف أصنافها، ولاسيما في فصل الصيف الذي تسهم حرارة جوه المرتفعة في تنشيط البكتيريا والجراثيم، مؤدية إلى تلف المواد الغذائية مسببة التسمم الغذائي الذي يعرف بأنه حالة مرضية تصيب الانسان نتيجة تناول طعام أو ماء ملوث، ويحدث نتيجة تلوث الطعام حين يكون الطعام ملوثاً بجراثيم تفرز سموماً، وبمواد كيماوية سامة، وحين يكون منتهي الصلاحية، أو في حال وجود السموم بصورة طبيعية في الطعام.

وقالت عبدالله «تتمثل أعراض التسمم عادةً في القيء، والغثيان، والاسهال، وآلام البطن، وألم في المعدة، والمغص، وارتفاع درجة الحرارة، وعادةً ما تظهر بعد فترة من تناول الطعام، ومن أكثر العوامل المساعدة على الإصابة بالتسمم الغذائي عدم طهي الطعام جيداً، فيكون محتوياً على أجزاء وردية غير كاملة النضج، وترك الطعام لفترة طويلة في جو الغرفة قبل أكله، والتسخين والتبريد غير الكافيين، وتلوث الطعام بطعام آخر فاسد، وتلوثه بأدوات ملوثة، وتناول أطعمة معلبة فاسدة منتهية الصلاحية، وأكل الخضراوات من دون غسلها، وتلوث أماكن تحضير الطعام».

وعن طرق علاجه، أفادت اختصاصية الأمراض الباطنية بأنها «تعتمد على أعراضه التي قد تختلف من شخص إلى آخر، وفيها ينصح بالإكثار من استعمال السوائل لتفادي الجفاف الذي قد ينجم نتيجة لكثرة التقيؤ والإسهال اللذين يعتبران من أبرز أعراض التسمم. ولتفادي الإصابة بالتسمم الغذائي يجب اتباع مجموعة من التعليمات، منها تفادي تناول الأطعمة من أماكن غير موثوق بنظافتها، وتجنب تناول سريع التلف منها في الجو الحار، وغير المطبوخة جيداً، وعدم خلط الأغذية القديمة بالطازجة، والابتعاد عن إعادة تجميد المواد المثلجة، وتجنب تناول الأطعمة من البائعة المتجولين».

الأكثر مشاركة