مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تؤهلهـــــم إلى فرص توظيف
معـاقون مـوهـوبـــون يعرضون منتجاتهم في ســـوق العرصة
وسط سوق العرصة في منطقة الشارقة القديمة، التي تتميز بمنتجات تراثية، يقع معرض منتجات للمعاقين، اضافة الى ورشة تدريب.
وعبر واجهة المكان تطل ابتسامات ترحب بالمارة والزوار من عرب وأجانب. مكان صغير المساحة، لكنه كبير بأحلام الموهوبين الذين لم توقفهم اعاقاتهم عن الأمل والإبداع، عبر ورش في فنون الرسم وتلوين الفخار والخزف وإعداد مواد غذائية، اضافة الى المشغولات اليدوية. اذ تسهم في تأهيلهم ليندمجوا في المجتمع ويكونوا منتجين وتتاح امامهم فرص للتوظيف في مؤسسات عدة.
تنتشر منتجات خريجي ورش التأهيل المهني التي تقيمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في الأسواق ويقتنيها كثيرون. وفي معرضهم بسوق العرصة نماذج عدة لوحات ومناديل ورقية وقماشية وإكسسوارات زينة وأصص فخارية ومنحوتات، فضلاً عن عدد من المنتجات الغذائية.
ويكشف معرض المعاقين في سوق العرصة عن جمال المشغولات المتراصة في أرجاء المكان. وتشرح المنتسبة لمدينة الشارقة للخدمات، آلاء، كيف قامت بتزيين سلة بلاستيك باستخدام شرائط زينة ملونة، معبرة عن حبها للعمل في الورشة.
أما زميلتها العراقية لبنى التي بدت أكثر هدوءاً وتركيزاً تتحدث عن حبها لمشرفتها وللأساور التي صنعتها بألوان حمراء وصفراء وزرقاء. وتقول «أتمنى أن اصبح أميرة»، موضحة أنها تحب المجيء إلى المعرض منذ الصباح الباكر والبقاء في الورشة اطول وقت ممكن كي ترسم وتلون.
تقول المشرفة على ورش الأشغال اليدوية والخياطة، شيماء خالد، ان الورش تقام ضمن أنشطة قسم التأهيل المهني الذي ترعاه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تأسست عام 1979 «تعد المرحلة الاخيرة في إعداد المعاقين التي تبدأ من سن السادسة، إذ تتولى مدرسة الأمل الجانب التعليمي وبرامج النطق والعلاج الطبيعي، ثم يأتي دور الورش التي يتم توزيع الطلاب فيها بناء على قدراتهم واستعداداتهم الخاصة».
وتوضح ان الفتيات ينتسبن إلى ورش الأشغال والخياطة والمطبخ، فيما يتجه الشباب إلى ورش النجارة والدهان والخزف «السيراميك».
وتؤكد شيماء أن هناك إقبالاً كبيراً من الآباء على تسجيل ابنائهم المعاقين في الورش ومشروع التأهيل بشكل عام، «لأنه يساعد أبناءهم على التكيف مع المجتمع ويشجعهم على إخراج طاقاتهم ومواهبهم في صور متعددة، كما يؤهلهم للحياة بأدوار منتجة ومسؤولة عن طريق فرص التوظيف».
وتنوه بتعاون المؤسسات الحكومية، في حين تشيرالى «تقاعس معظم المؤسسات الخاصة عن توظيف المعاقين».
ويشجع المشرفون المتدربين على التعامل مع رواد المعرض من السائحين أو الزبائن المقيمين، اذ يتولون بأنفسهم بيع المنتجات، كجزء من عملية التكيف مع الواقع وردم الفجوة بينهم وبين المجتمع.
وحول أبرز المشكلات التي يواجهها المشرفون أثناء تعاملهم مع المتدربين، تقول شيماء إنها «مشكلات تتشابه كثيراً مع من هم في سنهم من الأسوياء».
وتشير الى مشكلات تتعلق بسن المراهقة، مثل العناد والتهور، وموضحة أن «المعاقين في مرحلة المراهقة مثل غيرهم يميلون الى الجنس الآخر». وتؤكد ضرورة التعامل معهم بحساسية شديدة ونوع من الاستيعاب، من حيث مناقشة همومهم وهواجسهم والاستماع إليهم في أحلامهم وتوتراتهم العاطفية والاجتماعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news