مورثات جديدة مرتبطة بمرض السكّري

أسس بيولوجية جديدة لمرض السكري. غيتي

توصّل علماء من جامعة أكسفورد البريطانية إلى تحديد مفاتيح مهمة لفهم الاسس البيولوجية لمرض السكري منها وجود 21 مورثاً جديداً لها علاقة بالاصابة بهذا المرض ما يرفع عدد المورثات المرتبطة به إلى 83 مورثاً. وجاء في دراسة ركزت على البحث في طبيعة الاختلافات في الحمض النووي الريبي «دي إن إيه» بين الأفراد واحتمالات إصابتهم بمرض «السكري 2» أن لهذه المورثات علاقة بالخلايا التي تنتج الأنسولين الذي يتحكم في مستوى الغلوكوز في الدم.

وقارن الباحثون حمض «دي إن إيه» لأكثر من 8000 شخص مصاب بالمرض، ونحو 40 ألف شخص غير مصاب، ثم تدارسوا الفروق الوراثية في مجموعة أخرى من نحو 34 ألف مصاب و60 ألف خالين منه. ويقول الدكتور جيم ويلسون من جامعة إدنبرة البريطانية المشارك في البحث: «من النتائج المثيرة للبحث أن المورثات المشيرة إلى احتمال الإصابة بمرض (السكري 2) تحتوي أيضاً على عوامل تزيد خطر الإصابة بأمراض أخرى مثل سرطان البروستات وأمراض القلب وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، الأمر الذي يعني أن تنظيم عمل هذه المورثات بشكل مختلف قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى».

ومن جانبه يقول البروفيسور مارك ماكارثي من جامعة أوكسفورد: «تتجمع لدينا بشكل تدريجي الحلول لتفسير أسباب إصابة البعض بمرض السكري وعدم إصابة البعض الآخر، ما يخلق الفرصة لتطوير علاج أفضل للمرض أو الحيلولة دون الإصابة به في المستقبل».

وذكرت الدراسة أن العوامل البيئية وأهمها السمنة وزيادة الوزن، لها قسم كبير من مسؤولية استعداد الجسم للاصابة بمرض السكري، لكن مسؤولية الجينات أكبر. وان أحد هذه المورثات يكمن في «كروموسوم إكس» ما يشير الى احتمالات الاصابة بالسكري وراثياً عن طريق الأم. وتقول الدكتورة جويل زونسزين مديرة مركز السكري في مركز مونتيفيوري الطبي في نيويورك ان ما تم التوصل إليه من نتائج قد يساعد في التوصل الى علاجات أفضل لمرض السكري.

يقول كثير من العلماء إن انتقال مرض السكري بالوراثة مازال قضية محيرة وبعيدة عن الحسم، وانه يتعين عمل الكثير وبذل المزيد من الجهد العلمي قبل جلاء الصورة تماماً في هذا الشأن. ومن علامات هذا المرض ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل يستشعر به البنكرياس وبالتالي يقوم بإفراز الانسولين أو يتوقف عن ذلك، وعندما يستمر ارتفاع السكر في الدم فإن ذلك يعود إلى سببين، أولهما تراجع إفراز البنكرياس للأنسولين والثاني ضعف استجابة خلايا الجسم للأنسولين. وبشكل عام يقسم مرض السكر إلى النوع الذي تكون الغلبة فيه للعوامل الوراثية. ويردد فريق من العلماء أن نسبة مسؤولية العوامل الوراثية فيه أكبر وهو الذي يصيب الأطفال، ومن علاماته انخفاض كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، وعادة ما يكون ناتجاً عن عوامل ذاتية من الجسم، إذ تقوم خلايا دم بيضاء بالهجوم على الخلايا التي تفرز هرمون الأنسولين في البنكرياس. وهناك النوع الذي تكون الغلبة فيه للعوامل البيئية وتغيراتها ويصيب البالغين غالباً بعد سن الـ40 ويكون مصحوباً بزيادة الوزن. ويتميز هذا النوع بأنه يستجيب للأدوية المخفضة للسكر عن طريق الفم، وأحيانا يكون معظم ضحاياه من الشباب، وفي احيان أخرى قد يكون نتيجة ثانوية للاصابة بأمراض أخرى، ولكن تبقى هناك دلالات كثيرة على وجود عوامل وراثية للإصابة بمرض السكر، ففي بعض الأحيان نشاهد بعض الأسر لديها أكثر من طفل مصاب، ولكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك ناجماً عن العوامل الوراثية.

 

تويتر