تقنيات صينية حديثة أعلن عنها خلال مؤتمر في دبي

علاج للسرطان بالأعشـــاب والوخـــز بالإبر

العلاجات تترافق مع نظام غذائي صحي. تصوير: جوزيف كابيلان

على الرغم من التطورات التي توصل اليها الطب الحديث، فإن علاجات السرطان مازالت في بعض الحالات غير قادرة على إنهاء المرض أو ضمان عدم عودته. وقد تطور الطب الحديث كثيراً في مجال علاج السرطان، لكن ما يتم العمل عليه اليوم في الصين هو العلاج بالطرق الصينية التقليدية التي ترافق العلاجات العادية، لضمان نتيجة أفضل وعمر أطول للمريض. هذا ما أعلن عنه في المؤتمر الذي أقيم أخيراً في دبي في فندق فيرمونت، حيث تم عرض النتائج التي أحدثتها علاجات السرطان التي تترافق بالعلاج الصيني المتعدد التقنيات، بهدف الترويج للسياحة العلاجية الصينية في دبي.

سياحة علاجية

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/265251.jpg

رأت مديرة العلاقات العامة في مستشفى بواي نان لو، أن اختيار دبي للترويج للسياحة العلاجية يأتي انطلاقاً من أهمية هذا البلد في المنطقة، وبالتالي سنبدأ من خلالها علاقاتنا مع الدول المحيطة، وبالتالي تعزيز التعاون مع البلدان المجاورة، لافتة الى أن البلدان العربية تستخدم الاعشاب وفي الصين أيضاً، لذا من الضروري أن نتعاون لننشر ثقافة هذه العلاجات، الأمر الذي يثري التجربتين. وأشارت الى أن الترويج لهذه العلاجات في الامارات تحديداً يعود الى أن نحو 70 ألف شخص يخرجون من الدولة لتلقي العلاج، فيما يصرف على العلاج خارج الدولة ما يعادل بليوني دولار سنوياً. وأكد البروفيسور أن الكثير من العلاجات تطرح للكثير من الأمراض.

وأوضح الدكتور كالوس في مستشفى بواي الصيني، لـ«الإمارات اليوم» تاريخ استخدام الاعشاب الصينية القديمة، وقال إن «تاريخ العلاجات الصينية معروف، لهذا نعتمد اليوم على الأعشاب وكذلك الوسائل التقليدية في علاج الكثير من الأمراض وأبرزها السرطان». وأشار الى أن العالم عانى كثيرا من المشكلات، أبرزها على سبيل المثال مشكلة مرض السارس الذي ظهر في الصين عام ،2003 والذي تم اكتشاف لقاح له مصنوع من الاعشاب.

دراسات

لفت كالوس الى أن السرطان اليوم يعالج في الصين بطريقة مختلفة عن دول العالم، حيث يتم الجمع بين العلاجات بالأعشاب والعلاجات الغربية التي تطورت عبر السنين، مشيراً الى أن عمر المرضى أصبح يطول أكثر، فبدلاً من أن يعيش مريض السرطان سبع سنوات يمكنه اليوم أن يعيش 15 سنة، وذلك بحسب الدراسات التي أجريناها على المرضى الذين خضعوا لهذه العلاجات. ولفت الى بعض العلاجات التقليدية التي تستخدم منها الوخز بالإبر الذي يستخدم للعلاج والتخدير، ولاسيما لتخدير المرأة في حالات الوضع كونه آمناً ولا يؤذي الجنين إطلاقاً. وبين كالوس كيف يختلف الطب الحديث عن طب الاعشاب الصيني قائلاً، إن «العلاجات القديمة تعتمد على تشريح الجسم البشري الى قوى خير وقوى شر، بخلاف العلم الحديث الذي يشرح الجسم الى اعضاء، وانطلاقاً من الموازنة بين السلبي والايجابي نعمل على معالجة الخلل في الجسم، لأنه في النهاية الخلل هو الذي يسبب الأمراض».

نظريات

أكد الدكتور كالوس أن النظريات الطبية الصينية تعتمد على الملاحظة والاستماع والسؤال، إذ تتم ملاحظة لون اللسان أو العينين، أو حتى لون البشرة لمعرفة بعض الأمراض، فلون العين الأصفر يشير الى مرض في الكبد، بينما لون الوجه الرمادي يدل على مرض في الكليتين، ثم نستمع الى المريض ونسأله عن بعض الاعراض. ولفت الى أن الطب بالأعشاب مكون من 250 نوعاً من الأعشاب، فيما تكون وصفة المرض الواحدة مكونة من ثلاثة الى 25 نوعاً، وقد أثبتت نجاحها.

وحول أنواع السرطانات التي يتم علاجها بالدمج بين الطب الصيني والطب الحديث، قال البروفيسور كالوس، من الممكن أن نعالج كل أنواع السرطانات، لأن العلاجات تقدم لكل أنواع الأمراض والسرطان منها، فيما الجمع بين العلاجين يكون في الوقت نفسه، فبينما نقدم العلاجات الطبية المتعارف عليها نقدم الأعشاب بصفة يومية، وأحيانا تكون أعشابا للشرب أو أحيانا يستخدمها المريض ليغسل جسمه بها. وشدد على أن الفطر يعتبر من النباتات المهمة التي تستخدم في علاج السرطان، بالإضافة الى الحيوانات التي يتم أخذ أشياء منها، فمثلاً يؤخذ من الأفعى سمها لعلاج الكثير من الأمراض، وكل ما يؤخذ من الحيوانات يكون مأخوذاً من حيوانات حية وليست ميتة. أما لجهة تفاعل الجسم مع هذه العلاجات، فأوضح البروفيسور أن علاجات السرطان التي تقوم بمعظمها على العلاج الكيميائي، تعمل على تكسير الخلايا السرطانية في الجسم، الأمر الذي يضعف الجسم، فيما تأتي الاعشاب التي يكون عملها أبطأ من عمل العلاجات الكيميائية بلا شك، ولكنها تأتي مكملة، إذ تعمل على إعادة بناء جهاز المناعة عند الانسان، الأمر الذي يحسن حالة المرضى، كما أنها على سبيل المثال تساعد على نمو الشعر بسرعة في حال تساقطه مع الخضوع للعلاج الكيميائي. وشدد كالوس على أن هذه الاعشاب لا تحمل أضراراً جانبية، لكن من الأفضل أن ترافق نظاماً غذائياً صحياً وسليماً، وقليلاً الوحدات الحرارية، لأننا في العلاجات التقليدية نعد أي شيء يدخل ضمن العلاجات، ولهذا نمنع المرضى عن تناول سلطعون البحر، لأنه يجدد الخلايا المرضية في جسم الانسان، وبالتالي من الممكن أن يعيد انتشار المرض، بينما الفطر يزيد المناعة ولهذا نضعه يومياً في العلاج.

أما في ما يتعلق باستجابة الرجل والمرأة للعلاج، فأوضج كالوس أن العلاجات التقليدية تقوم على قوى الخير وقوى الشر، وهذه الموازنة تختلف بين الرجل والمرأة ما يعني أن العلاجات يجب ألا تكون متطابقة، وهناك تباين في أنواع الأعشاب والجرعات التي تعطى للمرضى.

تويتر