عـادات يومـية تُســـــرّع الشيخوخة.. وأخرى تتحايل عـليها
مع انتشار مراكز التجميل والمنتجعات ومنتجات العناية بالجمال المتعددة، التي تعد بالكثير، بين تلك التي تحمي البشرة من علامات التقدم بالسن، أو تلك التي تعد ببشرة بيضاء وصافية، وأخرى تعد ببشرة مشدودة، أو أكثر شباباً وحيوية، يقع الأفراد عموماً، والنساء خصوصاً تحت وطأة الوعود، وكثرة المنتجات وطرق حماية البشرة، دون معرفة الطريقة الصحيحة للوصول إلى حماية البشرة بالشكل الصحيح، على الرغم من وجود قواعد أساسية يجب على كل امرأة اتباعها لحماية البشرة من الشيخوخة المبكرة.
هناك العديد من العادات التي يمارسها الأفراد، والتي تزيد من معاناة البشرة، ومواجهتها للمشكلات بشكل مبكر، والتي وعلى الرغم من أنها قد تبدو غير مؤذية أو قاسية على البشرة عند القيام بها، فإن تكرارها على مدى سنوات هو ما يسبب للبشرة المظهر والشكل المجهد، ويضيف إليها خطوط عمر غير مرغوبة، وفي مقدمة هذه العادات السيئة، وشديدة الإضرار بالبشرة، تجاهل وضع كريمات الوقاية من الشمس، والتي تعتبر السبب الرئيس لشيخوخة البشرة، إذ بين اختصاصي الأمراض الجلدية في نيويورك نيل سادك، «أن الشمس هي السبب الرئيس لظهور التجاعيد، والتي يمكن أن تصل إليك حتى عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم»، مضيفاً أن «أشعة الشمس فوق البنفسجية يمكن أن تخترق الزجاج، ما يعني أهمية وضع كريمات الوقاية من الشمس، حتى عندما يكون المرء في أماكن مغلقة وليس في الخارج فقط»، ومقترحاً اختيار كريمات الوقاية ذات الحماية واسعة النطاق، والتي تعرف باسم «Broad-Spectrum Sunscreens» التي تمنع نوعي الأشعة الضارة التي تصل من الشمس، مع أهمية أن لا تقل درجة الحماية عن 30SPF، كما أن منتجات مضادات الأكسدة، والتي تحتوي على مركبات مثل «ريفيراتول، وفيتامين ج، وإيديبونين، وقهوة التوت، يمكن أن توفر جميعها حماية إضافية من أشعة الشمس الضارة».
العنق واليدان
على الرغم من أن الوجه قد يكون الجزء الأكثر وضوحاً في الجسم، والذي يعتبر أول ما يثير انتباه الآخرين، إلا أن الاهتمام بالعنق واليدين يعتبر أحد أهم العادات التي غالباً ما تتجاهلها النساء، إذ يعتبر تعرض هاتين المنطقتين المفرط لأشعة الشمس، سبباً في تجعدهما وظهورهما بمظهر أكبر من العمر الفعلي بكثير، كما تظهر عليهما علامات الشيخوخة، من خلال ظهور بقع داكنة، أو جفاف، أو خسارة في المرونة، وهو ما يوضحة الدكتور سادك، ناصحاً بأهمية العناية بالرقبة وسطح اليد، بأهمية العناية بالوجه نفسها، وذلك من خلال وضع كريمات ترطيب، إضافة إلى كريمات الوقاية من الشمس، موضحاً أنه وعلى الرغم من وجود منتجات متخصصة للجسم، إلا أنها منتجات غير ضرورية، «فتلك المنتجات المصنوعة لوجهك، يمكن أن تكون مفيدة وفعالة لجسمك أيضاً».
ويعتبر اعتماد منتجات معالجة الحبوب، والتي تعالج المنطقة المتضررة فقط، واحدة من العادات السلبية والمؤذية للبشرة أيضاً، ولا تعتبر هذه المنتجات ضرورية للبشرة، بقدر المنتجات التي تعالج كامل البشرة، وتوضح مديرة مركز شيكاغو للجراحة التجميلية والأمراض الجلدية كارولين جيكوب، أن النساء يعانين غالباً من تفاوت مستويات الهرمونات في الجسم واضرابها، ما يسبب ظهور الحبوب على البشرة، بينما تعتبر الأخيرة زائراً مستمراً للنساء فوق سن 40 سنة، «إلا أن المنتجات التي تعالج الحبة فقط وتوضع على المنطقة المصابة، غير مجدية، وكل ما تسببه هو تجفيف البشرة، وترك المنطقة المصابة حساسة ومتهيجة، كما أنها لا تساعد على علاج الحبوب أيضاً»، ناصحة بـ«علاج الوجه بالكامل عبر أنواع غسول الوجه والمرطبات المضادة للحبوب مرة في اليوم، لأنه الرهان الأمثل لوقاية البشرة من مشكلات حبوب مستقبلية».
إضافة إلى ذلك، فإن عدم تنظيف الوجه من الماكياج قبل النوم بشكل جيد جداً، يعتبر أحد أكثر العادات السيئة التي تضر البشرة، وقد تشعر المرأة بالإغراء للذهاب إلى النوم بعد يوم متعب وطويل وتجاهل عناء تنظيف الوجه، إلا أن تجاهل ذلك، يمكن أن يؤدي إلى ظهور مشكلات في البشرة وتحديدا المعاناة من ظهور الحبوب لاحقا، ويبين الدكتور سادك، أنه وخلال اليوم، «فإن السموم الموجودة في الجو والبيئة بشكل عام، من أتربة وملوثات، يمكن أن تتراكم على البشرة وتخترق مسامها ما قد يسبب مشكلات معقدة، لذا فلا يجب الذهاب إلى النوم قبل تنظيف الوجه، بمنتج تنظيف جيد، كما يمكن للمحارم المنظفة للماكياج أن تكون مفيدة أيضا، ضعيها بجانب السرير لتكون الحل الطارئ».
الاستمرار
مع كثرة المنتجات التي توفرها صناعة العناية بالبشرة والجمال، تصيب النساء حالات التردد بين اعتماد منتج عن آخر، الأمر الذي يسبب كثرة شراء الكريمات والمنتجات، وعدم اعتماد منتج محدد لفترة جيدة تعين على تحديد نتائجه، وتبين جيكوب، أنه من المهم الاستمرار على اعتماد المنتج المختار فترة أطول للتأكد من جودته أو عدمها قبل رميه.
كما تنصح جيكوب أهمية منح المنتج ستة أسابيع على الأقل للتأكد من فاعليته، وقدرته على التغيير والتأثير في البشرة «دورة حياة الجلد الواحدة تأخذ 30 يوماً، وهذا لتتمكن الخلايا الجديدة من الوصول إلى الطبقة العليا والسطحية من البشرة، لذا فإنه وللتمكن من رؤية الفرق والتأثير الحقيقي للمنتج في البشرة، فإن المرء يحتاج إلى استخدام المنتج فترة تزيد على الشهر»، مضيفة أنه وفي حال كان المنتج يحتوي على مركبات مضادة للشيخوخة، فيفضل انتضار فترة أطول من ذلك أيضا، «فالبشرة تحتاج إلى نحو أربعة أشهر لإنتاج الكولاجين والإلاستين المسؤولين عن المظهر الشاب والنضر للبشرة».
وفي المقابل فإن استخدام العديد من المنتجات المختلفة في آن واحد، قد يكون سببا آخر للإضرار بالبشرة، خصوصاً إن تسبب منتج ما بين تلك المستخدمة في المرة الواحدة بتحسس في البشرة، ما يعني عدم القدرة على معرفة ما سبب التحسس، وتنصح جيكوب، بوجود استخدام كل منتج على حدة، مع إدخال المنتجات الجديدة المرغوبة على القائمة تدريجيا، «بمعدل منتج واحد كل أسبوعين، وبهذه الطريقة ستكونين قادرة على معرفة ما يهيج بشرتك من هذه المنتجات، كما أن الأمر سيعينك على توفير المال بدلاً من إنفاقه مرة واحدة على منتجات العناية بالبشرة».
النوم غير المنتظم
عدم الاهتمام بأخذ قسط منتظم وملائم من النوم قد يكون أحد أكثر الأسباب المضرة بشباب ونضارة البشرة، ويسبب شيخوخة البشرة المبكرة، بينما تتمثل النتائج السريعة والأكثر وضوحاً في المعاناة من الدوائر الداكنة تحت العين، ومظهر مجهد، وتضيف جيكوب، أنه وخلال النهار، «تواجه البشرة هجوماً ضارياً من كل أنواع الموترات، والضغوط السلبية التي تسبب الإجهاد للبشرة، بين الأشعة فوق البنفسجية التي تصل من الشمس، إضافة إلى الملوثات، وضغوطات العمل، الأمر الذي يعطي أهمية شديدة للنوم، إذ تتضاءل هرمونات التوتر إلى مستواها الطبيعي خلال الليل، مقدمين الوقت الكافي للخلايا لتتمكن من التجديد والإصلاح»، مشيرة إلى أن التوتر والضغط النفسي يرفعان من مستويات هرمون الـ «كورتيزول»، الذي يرفع بدوره إنتاج الزيوت في البشرة، ما يؤدي إلى ظهور حب الشباب، «لذا يجب الحرص على عدم حرمان الجسم من النوم الذي يحتاجه».