50 ألف زائر لبيته الغارق في الرطوبة
70 عاماً على اغتيال تروتسكي
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.277021.1462834708!/image/image.jpg)
فولكوف تروتسكي يقف أمام مجموعة صور في متحف جدّه�في العاصمة المكسيكية. د.ب.أ
تقف أبراج المراقبة وأبواب الصلب تذكاراً له مغزى لحدث حول عاصمة المكسيك منذ 70 عاماً إلى مركز محوري في تاريخ العالم. فقد أمر الزعيم السوفييتي الراحل جوزيف ستالين باغتيال خصمه اللدود الذي كان أكثر من يخشاهم من خصومه ليون تروتسكي، بعد مرور 22 عاماً على اندلاع الثورة الروسية، وأصبح اليوم المنزل الذي كان يعيش فيه تروتسكي مع زوجته ناتاليا سيدوفا كلاجئ، أحد أكثر المتاحف شهرةً في المكسيك، غير أن حالة هذا المتحف يُرثى لها.
فقد أثرت الرطوبة بشكل سيئ في هيكل المبنى، أما الجدران الداخلية فيلفها الظلام وقد تهدمت إجزاء كثيرة منه، وتحولت إلى اللون الأصفر أوراق الأرشيف والكتب الخاصة بتروتسكي الذي كان مؤسساً للجيش الأحمر، وهو الميليشيا الثورية للحكومة السوفييتية بمساندة من العمال والفلاحين. وتقول المؤرخة أوليفيا جال، التي أصبحت أخيراً مديرة للمتحف الذي يقع في حي كويواكان بمكسيكو سيتي، إن ثمة مشكلات مالية منذ فترة من الزمن. وقد اعتاد المتحف أن يتلقى تمويلاً�كافياً من حكومة المدينة حتى يواصل نشاطه من دون توقف، كما ساعدت رسوم تذاكر الدخول التي يدفعها الزوار، غير أن هذا المصدر للدخل تراجع أيضاً.
وتشير جال إلى أن المتحف يستقبل 50 ألف زائر سنوياً، وهم من المهتمين بالتعرف الى حياة تروتسكي وظروف وفاته، وتم دفن الرماد المتبقي من حرق جثته في حديقة المنزل إلى جانب رماد زوجته وذلك تحت علم سوفييتي مثبت فوق شاهد قبر منحوت عليه الرمز السوفييتي الشهير المكون من المطرقة والمنجل. ويقول فولكوف الذي مات أبوه في معتقل سوفييتي وانتحرت أمه وهي ابنة تروتسكي في الثلاثينات من القرن الماضي في برلين، إنه جاء إلى المكسيك قبل عام من الاغتيال. ويضيف أنه مر بتجربة جو التشهير في المنزل والهجوم على جدّه.
وقبل الاغتيال بوقت قصير دخل رجال مسلحون العقار واقتحموا غرفته وغرفة عمل تروتسكي، وأطلقوا الرصاص ولكنهم فشلوا في قتل الرجل الذي كانوا يتعقبونه. وأخيراً تمكّن العميل السري رامون ميركادر، من قطع رأس تروتسكي بمعول لإزالة الجليد، وتوفي تروتسكي بعدها بيوم واحد. ويؤكد فولكوف أن اهتمامه الأكبر يتمثل دائماً في إعادة الحقيقة التاريخية لأن نظام ستالين غيرها وزيّفها، إذ كانت أعمدة نظامه تقوم على الكذب والقتل.
ويقاتل المتحف من أجل بقائه على قيد الحياة، وتسعى جال الى الحصول على رعاة للمتحف، كما تريد من بين أشياء أخرى التحدث مع سفارات الدول الأخرى التي لجأ تروتسكي إليها. وتم التخطيط لإقامة فعاليات كبيرة في 20 أغسطس الجاري، الذي يوافق الذكرى 70 لاغتيال تروتسكي، ويريد المتحف الإعلان عن مفهوم جديد يصور تروتسكي على أنه شاهد على أحداث يمكن أن تتكرر في تاريخ العالم، مثل عدم التسامح والنفي واللجوء السياسي.
وأصبح تروتسكي قضية مثيرة للجدل في روسيا اليوم، كما كان في حياته، ولايزال ستالين - الذي أعلن أن ميركادر قاتل تروتسكي بطل للاتحاد السوفييتي - في كثير من الدوائر زعيماً عظيماً، وتمت إزاحة أفعاله القاسية بشكل أكبر إلى الخلفية. ويقول فاليري مورزوف سفير روسيا لدى المكسيك إنه بإمكان السياح الروس زيارة المتحف، وذلك دون أن يبدي السفير اهتماماً كبيراً بدور تروتسكي في التاريخ الروسي. وأشار السفير إلى أن المتاحف الروسية ليست لديها اتصالات كثيرة مع متحف تروتسكي في الوقت الحالي، ويقول إنه من المحتمل أن تجرى مثل هذه الاتصالات مستقبلاً.
وزار فولكوف موسكو مرة واحدة أثناء فترة البريسترويكا، وهي فترة تنفيذ برنامجأ الإصلاح الاقتصادي والسياسي الذي بدأ في الاتحاد السوفييتي في منتصف الثمانينات من القرن الماضي لمقابلة أخته غير الشقيقة، وقد توفيت الأخت بعد وقت قصير من لقائهما، ولم يحتفظ بذكريات جميلة عن زيارته. ويتذكر قائلاً إن «جو�ستالين والمخبرين والأوامر التي تعطى والديكتاتورية، لقد شعرت بكل هذه الأشياء هناك».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news