مختصون يعتبرونها تفوق الفطور أهمية

وجبة السحور.. طاقة ووقاية

الاختيار الجيد لأصناف السحور يحقق الفوائد المرجوة منه. أرشيفية

تكمن أهمية وجبة السحور التي تعد من الوجبات الرئيسة في شهر رمضان، في قدرتها على إعانة الصائم على تحمل فترة الإمساك عن الطعام من الفجر حتى المغرب، وإمداد الجسم بالطاقة والنشاط والحيوية، مانعةً بذلك الشعور بالكسل والخمول، والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وكذلك المشكلات الصحية التي قد ترافقه، ويعتبر الاختيار الجيد للأصناف والكميات المتناولة، الضمان الأساسي لتحقيق تلك الفوائد، حسب رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد، التي أكدت أن وجبة السحور ضرورية، إذ إنها تمد الصائم بالطاقة، وتعينه على تحمل مشاق الصيام، مشيرة إلى أن وجبة السحور تمنع المشكلات الصحية التي يمكن أن يعاني منها الصائم خلال فترة الصيام، كانخفاض مستوى السكر في الدم، وفقدان السوائل.

ولفتت راشد إلى أن الاختيار الجيد للأصناف والكميات المتناولة يعد العامل الأساس الذي يكفل تحقيق فوائد السحور، منبهة إلى أن الوجبة يجب أن تشتمل على أطعمة بطيئة الهضم، التي لا ترفع مستوى السكر في الدم بصورة سريعة، الذي ينتج عن ارتفاعه إفراز هرمون الأنسولين في الدم، ويؤدي إلى الشعور بالجوع والعطش، ومنها الشوفان والحبوب الكاملة، والتفاح، والأجاص، والعنب، والخوخ، والدراق، والكرز والجريب فروت، وجميع أنواع الخضراوات باستثناء الجزر المطبوخ، والذرة، والبطاطا المهروسة، والبقول، ومنتجات الألبان غير المملحة.

أطعمة

بينت لطيفة راشد أنه عند اختيار منتجات الألبان في وجبة السحور لابد من أن تكون قليلة الدسم، وتحتوي على (البروبيوتيك)، وهي عبارة عن الخمائر أو البكتيريا المفيدة للجسم، التي تساعد على عملية الهضم، وتحافظ وتنقي جهاز المناعة، مشيرة إلى أنه يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة السريعة في وجبة السحور، التي تمنح الشعور بالشبع لمدة لا تتجاوز أربع إلى ثلاث ساعات فقط حداً أقصى، في حين أن الأطعمة البطيئة الهضم تمنح الجسم الشعور بالشبع لمدة تصل إلى 10 ساعات، ويجب الابتعاد عن تناول الأطعمة المسببة للغازات في وجبة السحور، حيث تؤدي إلى الشعور بالانتفاخ طوال فترة الصيام.

ولتفادي الشعور بالعطش أثناء فترة الصيام، قالت راشد إنه يجب «تناول الخضراوات والفواكه التي تكفل عدم الشعور بالعطش لاحتوائها على نسبة عالية من الماء، ولابد من شرب كميات كبيرة من الماء لابد من شرب ثمانية إلى ستة أكواب من الماء، خلال فترات متقطعة من الليل، لأن شرب كميات كبيرة من الماء في وجبة السحور لا يروي العطش، إذ يتخلص الجسم من الكميات الزائدة من الماء عن طريق التبول، ويجب أن يكون الماء متوسطاً، إذ إن الماء المثلج يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف الهضم.

فوائد

قالت اختصاصية التغذية مريم محمد «تتحقق فوائد وجبة السحور المتمثلة في إمداد الجسم بالطاقة والنشاط والحيوية، وتنشيط الجهاز الهضمي، ومنع الأعراض والمشكلات الصحية التي قد تصيب الصائم ومنها الإعياء والصداع، والكسل والخمول، إلى جانب الشعور بالعطش والجوع، في حال احتوائها على كربوهيدرات بطيئة الامتصاص مثل الحبوب والبذور، وألياف بطيئة الامتصاص كذلك كالنخالة، والتي تعمل على إطلاق طاقة بشكل بطيء خلال ساعات الصيام، وبالتالي منع الإحساس بالجوع».

ونبهت إلى أن منتجات ومشتقات الحليب يجب أن تتوافر في وجبة السحور، نظراً لقدرتها على ترطيب القناة الهضمية، وكذلك الفواكه والخضراوات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، الأمر الذي يساعد الجسم على الاحتفاظ بكمية منه، مقللاً بذلك الشعـور بالعطش، كما تحتوي على فيتامينات وأملاح معدنية مفيدة لجسم الإنسان، لافتة إلى أنه لابد من الحرص على الابتعاد في وجبات السحور عن تناول الدهون والوجبات السريعة والمقالي التي تعمل على الحرق السريع للسكر، فتجلب الشعور بالجوع، وكذلك الحال بالنسبة للحلويات العربية كالبقلاوة والكنافة والشوكولاتة أيضاً، إذ تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص.

وأضافت محمد «لتفادي الشعور بالعطش لابد من الابتعاد عن الأطعمة المسببة له، والمتمثلة في الأطعمة المملحة وتلك التي تحتوي على بهارات، ويجب كذلك الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين، الذي يعمل على إدرار البول وبالتالي يفقد الجسم السوائل التي يحتاجها، والذي يحفز الجهاز العصبي المركزي ويقلص الأوعية الدموية»، مشيرة إلى أنه لذلك فالأشخاص الذين يتناولون الكافيين بكثرة يكونون أكثر يقظة وأقل نوماً، وسريعي الانفعال، ويقلقون بكثرة، كما يعانون الصداع الذي غالباً ما يصيب الصائمين الذين اعتادوا تناول تلك المشروبات.

تويتر