حرية: المأكولات الشعبية تشهد إقبالاً كبيراً في رمضان. تصوير: مصطفى قاسمي

حرية: أسـتمتع بمشاركة الصائمين فرحة الإفـطار

يجد عميد مشجعي المنتخب الإماراتي خالد حرية، في شهر رمضان الكريم، متعة خاصة في الإشراف على إعداد المأكولات الشعبية، التي تعتمد عليها السُفرة الرمضانية في وجبتي الفطور والسحور في البيوت الإماراتية، من خلال سلسلة مطابخه الشهيرة، التي تقدم مختلف أصناف المأكولات الشعبية على صورتها الحقيقية.

يقول حرية لـ«الإمارات اليوم»: «تشهد المأكولات الشعبية التي تتنوع ما بين الموالح والحلويات، إقبالاً كبيراً خلال شهر رمضان الكريم، لاسيما أنها تعتبر أبرز أطباق السفرة الرمضانية في كل بيت إماراتي، لذا أحرص على توفيرها، الأمر الذي يسهم في مساعدة النساء اللواتي لا يجدن فنون طهيها ويواجهن صعوبة في ذلك، وتوفير الجهد والوقت لدى الأمهات العاملات اللاتي يعانين من كثرة المسؤوليات وضيق الوقت»، مشيراً إلى أنه يجد متعة خاصة في الإشراف على إعداد المأكولات الشعبية، التي يعتمد عليها صائمون في إفطارهم وسحورهم، إذ يشاركهم بذلك فرحة الإفطار وبركة السحور.

خبرة

اكتسب حرية خبرة كبيرة في مجال الطهي، أهلته لأن يكون أحد أشهر الطباخين الشعبيين في الدولة، منذ 30 عاماً، بعد أن عمل على تعزيز موهبته فيه، بدءاً من قيامه بعمليات بحث مكثفة لجمع المعلومات حول إعداد أصنافها من كبار السن، وتولي مهام إعداد المأكولات الشعبية في الرحلات التي ينظمها برفقة أصحابه، ومروراً بتتلمذه على يد أشهر طباخي موائد الأعراس ورحلات السفر بحراً في خورفكان عبدالرحمن عبدالله عبدالغني ومسعود الملا، وتحوله من شرطي كاتب في الدفاع المدني إلى طباخ يقوم بإعداد المأكولات الشعبية كذلك للموظفين، حتى أصبح المشرف على عمل الطباخين فيه، ووصولاً إلى افتتاحه مطبخاً شعبياً بعد تقاعده من عمله، يقدم المأكولات الشعبية على صورتها الحقيقية، والذي أصبح مع مرور الوقت سلسلة من أشهر المطابخ الشعبية في مختلف مناطق الدولة، وصل صداها إلى دول الخليج الأخرى.

ويضيف حرية الذي لا تقف نشاطاته وأعماله الرمضانية على الإشراف على إعداد المأكولات الشعبية والولائم الخاصة بموائد الرحمن، بل تتعداها إلى التواصل مع الأصدقاء «غالباً ما تكون مطابخ حرية، نقطة الالتقاء مع الأصدقاء، لاسيما أنني قمت بتوفير مساحات خاصة للقاء وتبادل الأحاديث المختلفة، فضلاً عن الحرص على تأدية الصلوات في المسجد، وخصوصاً صلاة التراويح التي تميز شهر رمضان الكريم وتضيف له نكهة خاصة، هذا إلى جانب قراءة القرآن الكريم».

عادات غائبة

من أبرز ما يفتقده حرية في الشهر الفضيل العادات والتقاليد الرمضانية القديمة، التي كان أهل الإمارات قديماً يحرصون على الالتزام بها، والمتمثلة في (المسحر)، الذي كان يتكفل بإيقاظ الناس من نومهم قبيل أذان الفجر لتناول وجبة السحور، وذلك من خلال الطواف على بيوتهم، وقرع الطبول، وإنشاد التسابيح والابتهالات النبوية، وترديد الأدعية والأناشيد الإسلامية، وبعض الأشعار العامية، ومنها (قوم اسحر يا نايم.. واذكر ربك الدايم)، والذي تلاشى للأسف مع تغير نمط الحياة، إذ استبدلت البيوت القديمة بالفلل والعمارات الشاهقة، وظهور الفضائيات وغيرها.

ويستطرد حرية «هذا إلى جانب تبادل الطعام بين الجيران قبل الفطور، وذلك عن طريق إرسال الأطفال الصغار، أما اليوم فقد استبدل الأطفال بالخادمات، الأمر الذي نتج عنه لبس كبير في التعرف الى مرسل الطعام في كثير من الأحيان، في حين كان يتم إدراك ذلك سريعاً حين كان المرسل طفلاً».

في حين ظلت عادة شرب العصير (عصير الفيمتو)، على الفطور حاضرة بالنسبة لحرية، حتى اليوم، إذ تربطه بها ذكرى جميلة، ويضيف حرية «حين كنت طفلاً صغيراً كنت أشرب عصير (الفيمتو)، في بيت أحد التجار في منطقة خورفكان، الذي كان يحرص على جلبه من دبي، وكنت أحدث نفسي دائماً (هل سأصبح يوماً ما تاجراً حين أكبر، حتى أستطيع شراء هذا العصير؟)، إذ كنت أعتقد أن اقتناءه يقتصر على التجار فقط، وحين كبرت كان لي ما أردت دون الحاجة لأن أكون تاجراً».

الأكثر مشاركة