التهاب الزائدة الدودية يحدث غالبــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً في مرحلتي الطفولة والشباب. د.ب.أ

التهـاب الـــــــــزائدة الدودية خطـر يهـدّد صحة الصغار

كثيراً ما يعاني الأطفال آلاماً بالمعدة، وفي الغالب تكون الانتفاخات هي السبب وراء الشعور بهذه الآلام. أما حينما يحدث الألم بشكل مفاجئ للغاية وتتصاعد حدته، فقد يرجع السبب في ذلك أيضاً إلى التهاب الزائدة الدودية الذي يحدث في سن الطفولة والشباب على الأخص.

أويُطلق على هذا الالتهاب اسم التهاب «المصران الأعور»، وطبياً يُعد هذا المصطلح خاطئاً. ويعزو مدير قسم جراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي بمدينة توبينغن جنوب ألمانيا فيليب ستسافاي، السبب في ذلك إلى أن الالتهاب لا يصيب المصران الأعور نفسه الذي يُعد جزءاً من الأمعاء الغليظة، وإنما يصيب جزءاً صغيراً منه فقط يُسمى الزائدة الدودية.

وفي معظم الحالات يبقى السبب الدقيق لحدوث التهاب الزائدة الدودية غير معلوم، وفي الغالب تستقر بقايا فضلات في الزائدة الدودية التي تتكاثر فيها البكتيريا. كما يمكن أن تؤدي طفيليات الأمعاء أو ضيق المصران الأعور إلى حدوث التهاب بالزائدة الدودية. ولا تلعب المواد الغذائية أي دور في حدوث التهاب الزائدة الدودية، إذ يقول رئيس رابطة أطباء الأطفال والمراهقين بمدينة كولونيا غرب ألمانيا فولفرام هارتمان «بزور البطيخ أو الكرز أو العنب لا تؤدي إلى التهاب الزائدة الدودية، بخلاف الاعتقاد الشائع لدى الكثيرين».

توعّك

يقول مدير مركز طب الأطفال والمراهقين بمستشفى «هيليوس» بمدينة كريفيلد غرب ألمانيا البروفيسور تيم نيهاوس، «الأطفال المصابون بالتهاب الزائدة الدودية يعانون في بعض الأحيان أيضاً ارتفاع درجة الحرارة ويشعرون بالغثيان وتوعك صحي عام». وأضاف «في حال اشتباه الآباء في إصابة الطفل بالتهاب الزائدة الدودية، يتعين عليهم الذهاب إلى الطبيب لاستيضاح مدى صحة هذا الاشتباه».

وفي كثير من الحالات ينتقل الألم إلى أسفل البطن جهة اليمين، ويقول نيهاوس «يكون الأطفال حساسين للغاية في هذه المنطقة، ويشتكون من الشعور بألم ضاغط فيها، وهو عرض مميز لالتهاب الزائدة الدودية». وإذا لم يتمكن الطفل من ثني قدمه اليمنى أو يقفز من فوق المقعد أو إذا شعر بآلام أثناء القيام بذلك، فإن هذا يُعد مؤشرا أكيداً إلى إصابته بالتهاب الزائدة الدودية.

وغالباً ما يتم احتجاز الطفل المشتبه في إصابته بالتهاب الزائدة الدودية في المستشفى أو إحدى عيادات الأطفال أولاً، ولا يتم إجراء العملية الجراحية في الحال. ويقول هارتمان «في الغالب يتم إعطاء الطفل حقنة شرجية أولاً ثم وضعه تحت الملاحظة لبضع ساعات لمعرفة كيف يتطور الألم». وتزول الآلام من تلقاء نفسها لدى طفل من كل طفلين تقريباً.

جراحة

مع جميع الأطفال يكون استئصال الزائدة الدودية ضرورة حتمية، ويقول ستسافاي «في حالة الشك يجب دائماً استئصال الزائدة الدودية، فإذا لم نستأصل الزائدة الدودية الملتهبة فإننا نعرض بذلك صحة المريض للخطر». وإذا انفجرت الزائدة الدودية فسيسيل منها صديد ومحتويات الأمعاء وتصل إلى التجويف البطني. ومن خطورة ذلك يحذر نيهاوس «بعد فترة قصيرة يحدث تسمم بالدم يهدد حياة المريض، وفي أسوأ الحالات يكون قد فات الأوان لإجراء عملية جراحية».

وبالطبع تنطوي العملية الجراحية على مخاطر ينبغي على الآباء الاستعلام عنها من الطبيب. غير أن البروفيسور نيهاوس يطمئن الآباء قائلاً «تم إجراء مثل هذه العملية بكثرة لدرجة أن المضاعفات المترتبة عليها باتت قليلة إلى حد ما في الآونة الأخيرة». وفي المعتاد يستطيع الطفل المريض مغادرة المستشفى والعودة إلى منزله بعد ثلاثة أيام من العملية، أو بعد أسبوع على أقصى تقدير.

الأكثر مشاركة