غابات الأمازون مفاعل حيوي مستقل. غيتي

غابات الأمازون تصنع أمطارها بنفسها

أكدت دراسة دولية أن غابات الأمازون المدارية تعد «مفاعلاً حيوياً مستقلاً» يصنع أمطاره بنفسه ومن دون أي تدخل من الإنسان. وتطلق الغابات غبار اللقاح وحبيباته والكثير من الجزيئات الدقيقة في الهواء فتعلق بها بلورات الماء وقطراته الدقيقة ثم تتجمع في السماء مكونة سحابة ثم تسقط على شكل مطر.

ونجح فريق من الباحثين الدوليين في دراسة عملية تكون المطر في سماء غابات الأمازون دون تدخل من الإنسان. ويعد هواء الأمازون من أنقى الهواء في العالم خلال موسم المطر. وستسهم نتائج الدراسة بشكل كبير في إعداد نماذج لمناخ الأرض والعوامل التي تدخل فيه. وتتلوث الجزيئات العالقة في هواء المناطق المأهولة بالسكان بالسخام وجزيئات أملاح النترات، وغير ذلك من الجزيئات الدقيقة.

لذلك قام الباحث أولريش بوشل وزملاؤه بمعهد ماكس بلانك الألماني للكيمياء بأخذ عينة من مكونات الهواء في غابات الأمازون شمال مدينة ماناوس البرازيلية بعيداً عن المناطق الصناعية. أقام الباحثون وسط حوض الأمازون برجا عاليا جمعوا من خلاله جزيئات عالقة بهواء الغابات. وظل الهواء الذي أخذت عينة منه يحلق في سماء غابات

الأمازون على مدى يومين مع اتجاه الريح السائد، ما أدى إلى تنقيتها جراء المطر من الجزيئات التي علقت بها قادمة من مسافات بعيدة عن الأمازون

حسب ما أوضح الباحثون في العدد الأخير من مجلة «ساينس».

عثر الباحثون على بعد 1600 كيلومتر من المنشآت الصناعية على جزيئات غبار دقيق «ضبيب» تكون من دون أي تدخل من الإنسان وحللوا تركيبته الكيميائية بميكروسكوب الكتروني وجهاز قياس مطيفاية الكتلة الذي يحدد العناصر المكونة لأي مادة.

وفوجئ العلماء بمدى رقة سمك طبقة «الايروزول»، الجزيئات، المنتشرة في هواء غابات الأمازون مقارنة بجزيئات هواء المدن الكبيرة التي تصل إلى آلاف عدة في كل واحد سنتمتر مكعب، كما أن أكثر من 80٪ من الجزيئات المنتشرة فوق سماء الأمازون تتكون من مواد عضوية. ويحدث في الغابات المدارية ما يشبه دورة حياة، إذ تتبخر الرطوبة من الغابات وتلتصق بالجزيئات العضوية الهائمة في الهواء، ثم تنزل مرة أخرى للأرض مطراً تروي به النباتات، التي تطلق بدورها لدى نموها جزيئات عضوية هائمة في الهواء.

 

الأكثر مشاركة