أسطح المحــــــــــــــــــــــــــــــــــيطات مرت بتغيرات حرارية مفاجئة. أ.ب

تغيّرات حرارة المـحيطات..ظاهرة تحيّر العلــــماء

قال علماء أميركيون إن أسطح المحيطات مرت بتغيرات حرارية مفاجئة في سبعينات القرن الماضي، لكنهم لا يستطيعون تحديد السبب على وجه الدقة، مشيرين إلى أن الطبقات السطحية من المحيطات في النصف الشمالي للكرة الارضية شهدت انخفاضاً في الحرارة بلغ نحو ثلث درجة مئوية، في حين شهدت مياه المحيطات في النصف الجنوبي ارتفاعاً بالقدر ذاته.

وجاء في الدراسة التي نشرت في مجلة «نيتشر» (الطبيعة) العلمية، ان تلوث الهواء لا يمكن ان يكون السبب في تلك التغيرات، وان هناك برودة عامة طرأت على الارض في منتصف القرن الـ،20 غير أن العلماء اعترفوا بأنه مازال من غير الواضح إذا كان السبب وراء تلك التغيرات له صلة بجميع المحيطات ام لا.

واستناداً الى الفريق المتخصص في دراسة المحيطات الذي قام بالدراسة، فإنه تم تسجيل تلك التغيرات التي تسمى التغيرات الملحية العظيمة خلال العقود القليلة الماضية في الجزء الشمالي من المحيط الأطلسي.

اختلاف

أظهرت سجلات الحرارة في الكرة الأرضية خلال السبعينات ان هناك فترة برد فيها سطح الارض في الجزء الشمالي منها، في حين شهد الجزء الجنوبي سخونة نسبية، والاختلاف في درجات الحرارة ربما جاء بسبب اطلاق كميات اكبر من منتجات الايروسول، وهي عبارة عن مواد غبارية وذرات صناعية فائقة الصغر، في شمال الكرة الارضية الذي يتركز فيه معظم الانتاج الصناعي في العالم. كما أن الايروسول يخفف من حرارة سطح الارض بعكسه الاشعاعات الشمسية وإعادتها الى الفضاء بدلاً من امتصاص الارض لها، الا ان التغيرات المفاجئة التي سجلها البحث العلمي الذي اشرف عليه البروفيسور ديف تومسون من جامعة كولورادو الاميركية، تشير الى ان تفسير الظاهرة ربما يرتبط بتأثير الايروسول وفاعليته التي تحدث على نحو تدريجي وليس بشكل مفاجئ. ويوضح تومسون أنه يمكن استبعاد اسباب اخرى قد تكون ذات أهمية حاسمة وأساسية، ومن الصعب التسليم بفكرة ان تلك التغييرات المفاجئة تعود الى التأثيرات المختلفة للايروسول ومنتجاته، كما أن اسباب التغيرات الملحية العظيمة مازالت غير مفهومة، وربما تتطور على نحو متسق.

توازن

خلال السبعينات من القرن الماضي دخلت المياه الحلوة بكميات كبيرة الى الجزء الشمالي من المحيط الاطلسي، ما أدى الى تقلص ملوحة المياه في تلك المنطقة، ما يعني تناقص وتباطؤ حصة ذلك في الاسهام في ظاهرة التدوير الحراري. وربما كانت التحولات الحرارية التي كشف عنها فريق البروفيسور تومسون تسير بوتيرة أسرع، وتحدث كل خمسة اعوام، لكنها كانت باردة مقارنة بالسرعة التي تم بها تصوير الظاهرة في فيلم «بعد غد» الخيالي الذي تتجمد فيه نيويورك في غضون يوم.

وإذا ما كانت كانت التغيرات الملحية العظيمة هي السبب الاساسي في تلك التغيرات الحرارية، فلابد من وجود حلقة تشرح كيف اخترقت تلك التغيرات محيطات أخرى، فقد برد أيضاً الجزء الشمالي من المحيط الهادي، غير أن علماء آخرين بينهم رئيس معهد البيئة في يونيفرستي كوليج في لندن مارك ماسلين، يبدون قناعة بأن الظاهرة هي المسؤولة عن تلك التغيرات.

ويقول ماسلين «قد لا يكون سبب الظاهرة الارتفاع في كميات الايروسول الكبريتية، او دورات المحيطات، وانما قد يكون في الارتفاع القوي في مستوى التحلية في مياه الجزء الشمالي من الاطلسي خلال التغيرات الملحية العظيمة». ويضيف ان أهمية الدراسة تنبع من أنها تظهر الى اي مدى تصل حساسية أجواء الجزء الشمالي من الكرة الارضية للتوزان الملحي في شمال المحيط الأطلسي، إضافة الى انها تعتبر تحذيراً مسبقاً لما يمكن أن يحدث في المستقبل في حال دخلت كميات أكبر من المياه الحلوة الى مياه المحيط.

الأكثر مشاركة