كريمات التسمير.. بديل لحمّامــات الشمس
انتشرت موضة تسمير البشرة بشكل كبير، إذ تبين أن مراهقاً من بين كل 10 يقوم باعتماد طرق التسمير الاصطناعية، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن التدخل غير الطبيعي لتغيير لون البشرة المؤقت، عبر منتجات التسمير غير المعتمدة على الشمس، يمكن أن يكون بديلاً جيداً عن حمامات الشمس والحروق التي تسببها بين النساء.
وذكرت دورية «أرشيف طب الجلد» في تقريرين مختلفين، أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية تم اعتباره أخيراً واحداً من أخطر عوامل الإصابة بسرطان الجلد، بينما توفر منتجات التسمير غير المعتمدة على الشمس طريقة بديلة لتحقيق التسمير المطلوب من دون التعرض للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، إضافة إلى أجهزة وأسرة التسمير التي تطلق أشعة مشابهة، بينما تحتوي معظم المنتجات من كريمات وبخاخات على مادة «ديهايدروكسيتون»، وهي مركب يشتمل على الأحماض الأمينية، على الطبقة الخارجية من البشرة، التي تعمل على صبغ البشرة وتعطيها السمرة المطلوبة.
توعية
قالت البروفيسورة في الكلية الطبية في جامعة ماساشوستس شيري إل. باغوتو، ان «توعية المقبلين على حمامات الشمس من مخاطرها وتشجيعهم على اعتماد منتجات التمسير، كان لهما تأثير صحي كبير جداً، إلا أن كريمات ومنتجات التسمير اعتبرت نوعاً من الوسائل الجمالية وليست الصحية، وعلى الرغم من ذلك تعتبر نتائج الدراسة لها تأثيرات في الصحة العامة وفي المجهودات المختبرية الهادفة للوقاية من سرطان الجلد». وأضافت أن الترويج لمنتجات التسمير، بين جموع محبي حمامات الشمس، نوعاً من أنواع الوقاية من سرطان الجلد، يمكن أن يكون رسالة مفيدة تعين على التقليل من الإقبال على حمامات الشمس، والحروقات التي تسببها، كما أنها تعين على الترويج لاعتماد الملابس الواقية من الشمس، والتوعية بسلوكيات صحيحة عند التعامل مع أشعتها، مشددة على أهمية القيام بدراسات إضافية وواقية للتمكن من تحديد الكيفية التي سيقومون من خلالها إقناع الأفراد بالتحول إلى منتجات التسمير بدلاً من الجلوس الفعلي تحت الشمس، للحصول على اللون الذهبي الجذاب. |
عادات
قام كل من البروفيسورة في جمعية السرطان الأميركية ورئيسة الدراسة فيلما إي. كوكينيدز، ومجموعة من زملائها بتقييم طرق التسمير المعتمدة على المنتجات، بين المراهقين الأميركيين، اعتماداً على استطلاع هاتفي أقيم بين يوليو وحتى أكتوبر ،2004 إذ وفرت نحو 1600 مراهقة بين 11 و18 عاماً معلومات حول استخدامهن هذه المنتجات خلال العام السابق، إضافة إلى تفاصيل حول المعلومات الديموغرافية الخاصة بهن، ونوع البشرة، والسلوكيات، وآرائهن حول منتجات التسمير، وعدد آخر من السلوكيات المتعلقة بالتعرض للشمس.
وبين الاستطلاع أن 10.8 ٪ من الفتيات اللواتي تم استطلاع آرائهن، استخدمن منتجات التسمير خلال عام، ومالت كفة من استخدمنه إلى الفئة العمرية الكبيرة من الفتيات، وكان بهدف الحصول على مظهر مقبول، أو ممن يستخدم آباؤهم منتجات مشابهة ويؤمنون بفاعليتها، كما ارتبط استخدام هذه المنتجات باستخدام الأسرة التسمير الاصطناعي، وتكرار المعاناة من مشكلات الحروق الجلدية بسببها.
وذكرت كوكينيدز أن ما كشفته الدراسة يبين أن المراهقين، يميلون إلى استخدام منتجات التسمير، إلا أن ذلك مرتبط أيضاً بمخاطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية، خاصة خلال موسم الصيف، بينما تبين عدم اعتماد المستطلعات على استخدام كريمات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية بشكل روتيني ودائم. وشددت رئيسة الدراسة على أهمية توعية وتثقيف المراهقات حول هذه المنتجات، وأهمية تفادي ممارسات التسمير الاصطناعي من دون ممارسة عادات تحمي من مضارها.
دراسة
في السياق ذاته، قامت البروفيسورة في الكلية الطبية في جامعة ماساشوستس شيري إل. باغوتو، مع فريق من الزملاء، باستخدام 250 امرأة يعمدن إلى حمامات الشمس على الشاطئ لتسمير أنفسهن، لإشراكهن في دراسة وقائية ضد سرطان الجلد، ومن ذلك العدد تم تكليف 125 امرأة لتلقي معلومات حول سرطان الجلد والتسمير الاصطناعي، بينما قام مساعدون في الدراسة في خيمة على الشاطئ بتوفير تعليمات شفوية ومكتوبة للنساء حول منتجات التسمير الاصطناعي، ومعلومات حول فوائد هذه المنتجات مقارنة بالاستلقاء لساعات تحت أشعة الشمس والتعرض للأشعة فوق البنفسجية.
وأخذت خلال الدراسة صور فوق بنفسجية لبشرة هؤلاء النساء، لتبيان مدى مضار الأشعة فوق البنفسجية على بشرتهن، والتي لا يمكن تحديدها بالعين المجردة، كما تم تقديم عبوات مجانية من كريمات الوقاية من الشمس لهن إضافة إلى منتجات التسمير الاصطناعية، بينما تلقت المجموعة الثانية، من 125 النساء، مجموعة من المنتجات المجانية لا تتعلق بصحة البشرة وطلب منهن القيام بمراجعة لاحقة، الأمر الذي تم بعد شهرين من الزمن، إذ ظهر أن النساء اللاتي خضعن لمحاضرات وتعليمات حول الأشعة فوق البنفسجية، كن أقل ميلاً لتكرار سلوكيات مضرة بالبشرة، بعد أن تمت توعيتهن مخاطر التعرض للشمس، كما تم تسجيل حالات حروق شمس أقل لديهن، وكنّ أكثر استخداماً للملابس الواقية من أشعة الشمس، مقارنة بالمجموعة الثانية من النساء، وبعد عام واحد، ظلت هذه العادات ملازمة لهن.