غياب الأم.. فراغ لا تملأه الخادمـة
بات وجود الخادمة في كثير من المنازل أمراً أساسياً، خصوصاً للسيدات العاملات، بسبب طبيعة عملهن خارج المنزل، إلا أنه وعلى الرغم من الاعتماد الكبير عليها، فيفترض ألا يكون غيابها أشد اثراً في المنزل من غياب ربة البيت، التي يحدث غيابها لفترات طويلة عن المنزل فراغاً لا تعوضه الخادمة أو المربية، وهو ما أظهره استطلاع شارك فيه 9900 شخص أجراه موقع «الإمارات اليوم»، أخيراً، إذ قال معظم المستطلعين، 72٪، (6237 شخصاً) إن غياب ربة البيت أشد تأثيراً في المنزل، فيما كانت هناك نسبة لا بأس بها وهي 28٪ (2463 مستطلعاً) أكدت أن غياب الخادمة أشد أثراً في المنزل.
ورأت المواطنة دانا الحمادي، ان غياب الخادمة أشد تأثيراً في المنزل، إذ إنها تهتم بكل التفاصيل، لاسيما عندما تكون المرأة عاملة، لافتة الى ان معظم العائلات حاليا تعتمد على الخادمة في كل أمور المنزل، بدءاً من الترتيب، ووصولاً الى الاهتمام بالأطفال والطبخ والتنظيف، ودورها ليس محدداً، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»، ان «ربة المنزل هي التي تحدد دور الخادمة، وبالتالي في بعض الأحيان نجد ربات منازل قادرات على التحكم بالمنزل والاشراف على عمل الخادمة بشكل جيد، ولكنهن لسن كثيرات، ولهذا أرى ان غياب الخادمة أشد أثراً».
بينما رأت أسماء الحمادي، أن غياب الأم يؤثر اكثر في المنزل، لأنها هي التي تشرف على الخادمة التي تخضع للمعايير التي تضعها الأم في المنزل، وبالتالي عندما يغيب من يراقبها سيكون البيت غير منظم.
تنظيم
أشار المواطن عبدالله الصيري، إلى أن الأم هي التي تنظم المنزل، وبالتالي لابد من الاعتماد على الخدم بصفة محدودة، لافتاً الى ان لديه خدماً في المنزل، ولكنهم لا يشرفون على تربية الأطفال او متعلقات حياتهم، فمهمتهم المساعدة والطبخ، والتنظيف. واعتبر الأم هي الاساس في سير النظام في المنزل، لأنها هي التي تقوم بمهماتها بحب وحنان «فمهما كان الخدم جيدين، إلا أنهم لن يقوموا بمهماتهم بحنان، فالولاء معروف للراتب وعملهم يعتبر وظيفة، وبالتالي أي موظف يعمل في أي شركة دائماً يكون ولاؤه للراتب، وإن أوقفنا الراتب سيترك الوظيفة».
اللبناني وائل فرحات، ذكر أن غياب الخادمة يؤثر كثيراً في منزله، موضحا «عندما لا تكون الخادمة في المنزل، أواجه مشكلة في الحصول على اغراضي، فلا أجدها بسهولة، فهي التي تنظم وترتب كل حاجاتي، لكن أحياناً أحاول الاستغناء عنها، كي أشعر باستقلالية، ولكنني لم أتمكن من ذلك بحكم ضرورة وجودها في المنزل، فزوجتي عاملة، ولدينا طفل صغير ونحتاج الى مساعدة في أعمال المنزل، كي تتمكن هي من الاهتمام بالطفل».
في حين رأى المصري يوسف موسى، أن غياب زوجته أكثر تأثيراً من غياب الخادمة، مشيراً الى أن زوجته هي التي تهتم بالأطفال وتتابع كل احتياجاتهم، مضيفاً «زوجتي لا تترك للخادمة مجالاً لأن تأخذ منها دور الأمومة، وبالتالي فغيابها بالطبع سيسبب مشكلة لنا في المنزل».
عمل اعتبر رئيس قسم علم النفس في أكاديمية شرطة دبي، الدكتور محمد رمضان، أن «عمل المرأة أسهم في زيادة الاعتماد على الخدم، وزاد من المقارنة بين الام والمربية، بسبب مدى لطف وعطاء كل منهن»، مشيراً الى أهمية النظر الى الأمومة على انها عطاء إنساني متجدد، وكذلك أن تتمتع الزوجة بمودة ورحمة تمنحهما لزوجها، لأن هذا يضمن العلاقات السوية، وما هو خلاف ذلك يعد مرضاً نفسياً. |
من جهتها، رأت اللبنانية ابتسام صالحة، أن غياب ربة المنزل من دون شك يكون له اثر كبير، دون أن تنفي أثر غياب الخادمة في المنزل. وقالت: «يمكن لربة البيت أن تتحكم بدورها في المنزل، ولا تتيح الفرصة للخادمة لأن تأخذ من دورها، فهي زوجة لابد ألا تنسى حقوق زوجها عليها»، منوهة الى وجود فئة من النساء ينسين أحيانا مهماتهن الزوجية، ويتكلن على الخدم لتحضير كل احتياجات الزوج، ولا يتركن مجالاً للحظات خاصة يعيشنها باستقلالية في المنزل، ما يؤثر سلباً في العلاقة الزوجية.
أدوار
أكد رئيس قسم علم النفس في أكاديمية شرطة دبي، الدكتور محمد رمضان، أن تحديد أيهما غيابه أكثر اثراً في المنزل، يعود الى الدور الذي تلعبه كل من ربة البيت والخادمة في المنزل، فهل دور الام هو الأغلب، أم دور الخادمة؟ «فالأم إن كانت لا تقدم لأطفالها سوى الصوت المرتفع وتتمتع بشخصية نكدية، بينما في المقابل المربية تلعب دور الأم الحنون التي تحرص على حماية الأطفال، وتحكي لهم الحكايات، سيحبها الأطفال ويتعلقون بها أكثر من أمهم».
ونوه رمضان الى وجود أم بيولوجية وأم نفسية، فالأم النفسية هي التي ترعى وتربي، وهناك فرق بين الحمل والولادة والأمومة، فالولادة نشاط بيولوجي، بينما الأمومة نشاط سيكولوجي نفسي يقوم على العطاء دون الأخذ، وهي مرحلة راقية من العطاء لا تصل اليها سوى الام السوية، مستطرداً ان «من يدخل الحياة الزوجية دون قدرة على تحمل المسؤولية سيخسر الام والطفل، بينما من يدخل بهدف إقامة عائلة سوية، سيكون الوضع بالنسبة له مختلفاً تماماً». واعتبر أن البعض يتزوج من أجل اللقب، فالمرأة تريد لقب الامومة، وشتان بين لقب الأمومة وفعلها، فاللقب يجب أن يكون إنسانياً بالدرجة الأولى.