ملابس بحّارة وأزياء من حبال على سفينة غاليانو

ربيع «ديور» 2011.. على جزيـرة الحوريات

فوق جزيرة أسطورية عذراء، تستريح على شواطئها حوريات بحر، وترسو على ضفافها سفينة بحارة وجدوا على الرمال سحر اللون والضوء، ألقى مصمم الأزياء البريطاني العالمي جون غاليانو مرساته، لدار الأزياء الفرنسية العريقة «كريستيان ديور» الأسبوع الماضي، مقدماً آخر مجموعاته لربيع وصيف 2011 خلال أسبوع باريس للموضة، في مجموعة لم تخرج حدودها عن جزيرة مسكونة بجميلات البحر وصياديهن، وكل ما قد تحمله الفكرة من تناقضات بين هذا وذاك.

وبين انسيابية شيفونات صارخة الألوان، وزهور متناثرة وحبال محبوكة مكونة لنقوش إثنية وتموجات شفافة شبيهة بشاطئ رقراق، وبين عملية وقسوة مستوحاة من ملابس بحارة من زمن ليس ببعيد، كان غاليانو قادراً على أن يمزج فكرتين بعيدتين في خطوطهما، لا تجمعهما سوى ايقاعات شاطئ مسحور، ناجحاً في المزج بين هذا وذاك في تصاميم سقطت في فئة توسطت الفكرتين، كوليد هجين ومثير بين أولئك الحوريات وصياديهن.

في مجموعة زادت على 50 قطعة، وتميزت فيها الاكسسوارات بين أحذية وحقائب وقلائد، سادت خامات الشيفون الخفيفة على التصاميم، والتي تزينت بأشكال اثنية استخدمت من القماش لتكوين حبال ملفوفة متقاطعة ومتناظرة أشبه بنجم بحر، أو بتلك النقوش التي غالباً ما تزين دفة السفن الخشبية القديمة، بينما انسدلت حبال طويلة تتدلى منها زهور متفتحة بدت أشبه بتلك النباتات المتسلقة التي تزين الصخور العالية في الجزر الكاريبية، في قدرة فذة على توصيل الأفكار والخطوط العامة بوضوح مبهج، أو تموجات وكشكشات مرحة زينت أذيال التنانير أو الياقات المفتوحة، أو تطريزات ناعمة على فساتين منسدلة، وهي القطع التي مزجت بين الخامات السادة، وتلك المطبعة بالزهور والورود، تفاوتت في أطوالها وقصاتها بين الواسعة المنسدلة، وبين المكشكشة القصيرة، وبين الطويلة الضيقة عند منطقة الارداف، أو المخرمة بالكامل مظهرة من الجسد مختلف أجزائه.

صخب لوني

في قطع أخرى، قدم المصمم عدداً من الملابس البحرية، الأقرب لملابس البحارة، بين سراويل طويلة، وقصيرة، وأخرى قصيرة جداً، لألوان أقرب إلى لون الجينز، وأخرى مطبعة بطبعات بحرية بيضاء، تزينت جميعها بسترات بحرية واسعة وكبيرة ذات حبال تضيقها بحسب الرغبة وقلنسوات كبيرة، إضافة إلى سترات أخرى أكثر ضيقاً ورسمية، في فكرة بدت أقرب للخطوط الرجالية العملية، مع الحرص على تحقيق مظهر وسط بين المتناقضين، من خلال المزج بين التنانير الشيفونية المثيرة، والسترات العملية، أو القمصان الضيقة بأكمام ربيعية قصيرة وأكتاف عارية، وسراويل ضيقة بخطوط مستقيمة واضحة.

ستينات

بدا واضحاً ميل المصمم جون غاليانو إلى خلق توازن مثير بين جنون وبوهيمية التصاميم وبين كلاسيكية الماكياج والشعر المستوحى بالكامل من فترة الستينات، خلال عرضه الأخير لربيع وصيف 2011 لدار كريستيان ديور الفرنسية، خلال أسبوع باريس للموضة، إذ اعتمد على فكرة القصات الناعمة المتموجة نسبياً بغرة فرنسية قصيرة، مع الحرص على رسم العيون على الطريقة الستينية المعتمدة على خطوط الكحل «آي لاينر» العريضة المقوسة، وأحمر الشفاه بلونه القاني مع ألوان ظلال للعيون فاقعة الدرجة، ونظارات شمسية عززت من تأثير تلك الحقبة، بقصات «القطة»، العالية التي اشتهرت في تلك الفترة.

حرص المصمم على أن تتفاوت ألوان المجموعة بين الصارخة ونظيرتها الأكثر هدوءاً، في تركيز على اللون الأزرق بدرجاته المختلفة، إضافة إلى الأصفر، والبرتقالي، والأحمر، والفوشي، والبنفسجي، والبيج، والأبيض، والتي قدمت جميعها في حالتيها السادة والمطبعة، مركزاً على الخامات الصيفية المريحة، من الشيفون، والدانتيل، والقماش الخفيف المحاك بنعومة بالغة، والقطن، والجلد لبعض السترات، والأورغانزا الحريرية، وعدد من الخامات الأخرى.

إكسسوارات

على الرغم من ميل غاليانو الى البذخ الشديد في استخدام الخامات الملكية والقصات المبالغة والتي غالباً ما تكون أقرب إلى الفانتازية الشديدة، والتي أصبحت واحدة من صفاته الشهيرة، إلا أنه استطاع من خلال مجموعته الأخيرة أن يبتعد كلياً عن تلك المبالغة الشديدة التي اعتاد استعراض قدراته على ابتكارها والتفاخر بتطرفها، مستعيضاً عنها بمجموعات إثنية فانتازية من الإكسسوارات التي غلبت عليها الأحجام الكبيرة، سواء تلك المزينة بالريش الملون والميداليات المطاولة في الفاقعة التي كونت أيضاً الأقراط والأساور التي تركزت على فكرة الحبال ذات العقد البحرية، كما تميزت الأحذية ذات الكعب العالي بألوانها الفاقعة أيضاً وطبعاتها وحبالها العريضة التي تربط على الكاحل، مع تلوينه لعدد من الحقائب بألوان صارخة قريبة مع حرص على الإبقاء على الخطوط والتصاميم العامة والكلاسيكية لحقائب ديور الشهيرة.

تويتر