أعراض التهاب المفاصل تمنع المريض من ممارسة حياته الطبيعية. غيتي

«التهاب المفاصل».. التشخيص بداية العلاج

قال استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم في وزارة الصحة رئيس جمعية أطباء المفاصل، الدكتور وليد يوسف الشحي، إن «التشخيص المبكر لأمراض التهاب المفاصل يسهم في اكتشافها والتحكم بتأثيراتها الجانبية، كما يلعب دوراً كبيراً في استجابة المريض للعلاج وتفادي آثاره السلبية التي قد تصل في حالات متأخرة من التشخيص، إلى دخول المريض مرحلة اليأس وعدم التجاوب مع العلاج، إلى جانب حدوث تشوهات، وتلف المفاصل كاملاً في بعض الحالات»، مشيراً إلى أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن العلاج في الأشهر الأولى من اكتشاف المرض، بإمكانه إيقافه والتحكم بتأثيراته الجانبية.

وأضاف رئيس جمعية أطباء المفاصل لـ«الإمارات اليوم»، أن سوء التشخيص وإهمال المريض يلعبان دوراً رئيساً في تأخر اكتشاف المرض والحصول على العلاج المناسب، وعن طرق العلاج قال: «أمراض التهاب المفاصل كثيرة، وتختلف طرق علاجها بناءً على نوعها، وتشمل الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، أو عن طريق حقن تحت الجلد أو عن طريق الوريد، وينتشر مرض (الروماتويد)، أحد أهم أمراض التهاب المفاصل، بشكلٍ كبير في المجتمع الإماراتي، إذ يبلغ عدد المصابين به نحو 75 ألف مريض».

يوم عالمي

تنطلق اليوم فعاليات ومشاركات جمعية أصدقاء مرضى المفاصل، التابعة لإدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، الذي يصادف الـ12 من شهر أكتوبر، والذي يتزامن مع مرور سنتين على إنشاء الجمعية برعاية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للمجلس.

وتضم فعاليات ومشاركات الجمعية، التي تهدف إلى توعية وتثقيف أفراد المجتمع بمرض التهاب المفاصل للحصول على أفراد أصحاء على وعي ودراية بمسببات المرض وأعراضه ومطلعين في الوقت نفسه على سبل الوقاية منه وأحدث العلاجات المتاحة، الملتقى التثقيفي لمرضى التهاب المفاصل حول أمراضه، والتغذية، والعلاج الطبيعي المرتبط بها، ورياضة (التاي شي) التي تفيد في التخفيف من آلام المرضى، بالتعاون مع جمعية الإمارات لالتهاب المفاصل، في فندق المروج روتانا في دبي، بالإضافة إلى محاضرات للتوعية بالمرض في مؤسسات ووزارات وأندية، إلى جانب أنشطة وفعاليات متنوعة وهادفة ستقدمها الجمعية للجمهور في جمعية الشارقة التعاونية بفرعيها (حلوان) و(القراين)، تشمل قياس هشاشة العظام للجمهور، وتوزيع نشرات توعية، فضلاً عن مشاركتها في برنامج «بلسم» الصحي على قناة سما دبي الفضائية، لنشر التوعية بالمرض.

أسباب

أضاف الشحي «ينجم هذا المرض الذي لم يتم التوصل إلى السبب الرئيس للإصابة به، عن خللٍ في جهاز المناعة الذي يقاتل الفيروسات والبكتيريا، ما يؤدي إلى مهاجمته أعضاء الجسم المختلفة، أهمها المفاصل، كما قد يهاجم الرئة، وشرايين القلب، والكلى، والدم مسبباً تكسراً فيه».

وعلى الرغم من أن السبب الرئيس للإصابة بأمراض التهاب المفاصل مجهول حتى الآن، إلا أن الدراسات العلمية أظهرت أن هناك عاملاً وراثياً يؤدي إلى الإصابة ببعض أمراضه.

وتتمثل أعراض مرض التهاب المفاصل - حسب الشحي - في آلام في المفاصل، تختلف حدتها بناءً على درجة المرض، وتيبس فيها وتورم قد يعجز على إثرها المريض من النهوض من على السرير لممارسة حياته الطبيعية، الأمر الذي يترك آثاراً وخيمة تتعدى الجانب الصحي، لتشمل الجانبين النفسي والاجتماعي، إذ يعجز المريض عن ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي، فيضطر إلى الإقلاع عن العمل والدراسة والزواج في بعض الأحيان.

نشاطات للتوعية

في محاولة للوصول إلى شريحة أكبر من فئات المجتمع، للتوعية بمرض التهاب المفاصل، في اليوم العالمي للمفاصل، ستقيم جمعية مرضى أصدقاء المفاصل، مسيرة للتوعية يشارك فيها المتطوعون من مفوضية الكشافة و(تكاتف) للعمل الاجتماعي في مراكز تجارية في الشارقة (صحارى وميغا مول). ولخلق جيل مثقف وصحي، تعاونت الجمعية مع منطقة الشارقة التعليمية، من خلال إطلاق جائزة المدارس الداعمة لجمعية أصدقاء مرضى المفاصل، يشارك فيها الطلبة والهيئتان الإدارية والتعليمية وأولياء الأمور. وللخروج من الإطار المحلي والإقليمي، ستشارك الجمعية خلال الفترة المقبلة، في ملتقى القاهرة لإنشاء رابطة جمعيات المفاصل العرب.

تغذية

من جانبها، نصحت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، مرضى التهاب المفاصل، باللجوء إلى تغيير نوع الدهون المستخدمة في إعداد الطعام، وذلك عن طريق استبدالها بالدهون غير المشبعة، مثل الزيوت النباتية، وذلك لغناها (بالأوميغا 3)، كما هي حال الأسماك ذات القشرة الغامقة (السردين، التونة، وغيرهما)، والتي تساعد على تخفيف الشعور بالآلام المرتبطة بالالتهابات، لذلك لابد من تناول الأسماك مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً.

وأضافت راشد لـ«الإمارات اليوم» «ثبت أن الطعام الذي يحتوي على كمية قليلة من اللحوم، والغني بالخضراوات والدهون غير المشبعة يساعد على تخفيف الألم لدى مرضى (الروماتويد)، المنتشر بشكل كبير في الإمارات، كما أن تناول أربع حصص من الخضراوات يومياً، وحصتين من الفاكهة ذات الألوان المختلفة، تقلل من الشعور بآلام المفاصل، وشرب كوب من عصير البرتقال يومياً، يساعد على الوقاية من التهابات المفاصــل لارتفاع محتواها من الأجسام المضادة. وقد بينت الدراسات أن لبعض أنواع الأعشاب كالكركم والزنجبيل والثوم، دوراً في التخفيف من آلامها.

وأفادت راشد بأن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 75 غراماً من البروتين يومياً من جميع المصادر، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل بمعدل ثلاثة أضعاف الذين يتناولون أقل من 62 غراماً من البروتين يومياً. ومن الجدير بالذكر ان النظام الغذائي المعتمد على تناول الخضراوات والفواكه و لمنتجات النباتية له دور فعال في الوقاية من التهاب المفاصل.

الأكثر مشاركة