أكثر الأمراض الفيروسية المعدية

«الجُدري المائي».. العلاج في مناعة الجسم

«الجدري المائي» في سن الطفولة لا يلحق أذى بالمرضى. د.ب.أ

عندما تنتشر بثور حمراء مصحوبة بحكة شديدة في جسم الطفل بالكامل على نحو مفاجئ، فينبغي أن يدق الآباء ناقوس الخطر؛ إذ إنها قد تكون مؤشرات على إصابة الطفل بالجدري المائي الذي يعد من أكثر الأمراض الفيروسية المعدية على الإطلاق.

ومن الخدع المميزة لفيروس الجدري المائ أنه قلما تكون هناك إشارات تحذيرية يُستدلّ منها عليه. وتوضح روزفيتا برونس، من المستشفى الجامعي لطب الأطفال والمراهقين بمدينة غرايفسفالد شمال شرق ألمانيا «أثناء فترة حضانة المرض تظهر في بادئ الأمر أعراض غير مميزة، مثل التوعّك الصحي الخفيف أو ارتفاع بسيط في درجة الحرارة».

وإذا أمكن التعرف إلى الصورة السريرية المميزة للجدري المائي، فسيتم تشخيص أعراض المرض بشكل سريع. وتلخص برونس، أعراض المرض قائلة: «تتكون في بادئ الأمر بقع حمراء تتحول إلى بثور، ثم تصبح بعد ذلك فقاقيع ذات جدر مملوءة بسائل قبل أن تجف في نهاية المطاف». وتظهر هذه الأعراض في الجذع وفروة الرأس والوجه والأذرع والأرجل. ولا تسلم منطقة الأعضاء التناسلية والأغشية المخاطية بالفم من هذه الأعراض. وفي المعتاد لا تصاب اليدان والقدمان فقط بإكزيما.

يأخذ المرض مساراً متعدد المراحل، وتظهر جميع العلامات المميزة للتغيرات الجلدية في آن واحد. ويقول المتحدث باسم الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين بمدينة كولونيا غرب المانيا، أولريش فيغيلر: «يطلق أيضاً على الصورة السريرية للمرض اسم (صورة لخريطة النجوم). وتتبدى الصورة الكلية بعد ثلاثة إلى خمسة أيام، وبعد ذلك لا يحدث عادة أي شيء جديد».أأ

يشار إلى أنه ليس هناك علاج للجدري المائي، وكل ما يمكن للمرضى فعله هو الانتظار إلى أن تتغلب مناعة الجسم على خلايا الجدري المائي. وفي تلك الأثناء ينبغي عزل المرضى إلى حد بعيد، نظراً لأن الجدري المائي مرض معدٍ للغاية. وتحذر برونس قائلة: «تنتقل الفيروسات عبر الهواء. ويكفي البقاء لمدة ساعة واحدة مع شخص مريض داخل غرفة للإصابة بالعدوى. وفي هذه الحالة لا تقي التدابير الصحية من الإصابة بهذا المرض أيضاً». كما يمكن أن تنتقل الفيروسات قبل حدوث الطفح الجلدي بيوم إلى يومين. ويقول فيغلر: «إذا لم تظهر بقع خلال خمسة أيام، يكون خطر العدوى قد تلاشى». وفي الغالب تحدث معظم المتاعب بسبب الحكة الجلدية. ويمكن تخفيف الحكة بواسطة محلول الزنك أو عمل حمام بارد ببرمنغنات البوتاسيوم. وعلى الرغم من استعمال هذه الأدوية لا يستطيع الأطفال تحديداً التوقف عن الحكة. وإذا حدث أن انفتحت الفقاقيع، يكون من الممكن أن تتوغل بكتيريا إلى داخلها، ويترتب على ذلك حدوث التهاب أو خراج يخلف وراءه ندبات تشوه المظهر.

وتوضح برونس «يكون غسل الأيدي وتعقيمها أمراً مفيداً للغاية؛ إذ يمكن بذلك تجنب الإصابة بعدوى ثانوية، والتي يمكن أن تنتقل إلى الجلد بفعل الحكة».

وفي معظم الحالات لا يلحق الجدري المائي، خصوصاً في سن الطفولة، أي أذى بالمرضى. وتقول برونس: «خـلال مراحل المرض يمكن أن تحدث مضاعفات مختلفة للغاية، خصوصاً لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وكذلك لدى الأشخاص الذين لا يعانون أصلاً ضعف المناعـة». أومن ضمن هذه المضاعفات التهاب المخيخ أو المخ، والتهاب جدار الأوعية الدموية بالمخ، أو عدوى بكتيرية مثل الحمى القرمزية المناقلة عبر الجروح. أ

ويمكن أن يشكل الجدري المائي خطراً كبيراً على الحوامل اللائي لم يسبق لهن الإصابة بهذا المرض؛ فإذا حدث أن أصبن بالعدوى قبل الأسبوع الـ24 من الحمل، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث إجهاض أو يتسبب في حدوث أضرار جسيمة بالجنين. وإذا أصيبت المرأة بالجدري المائي قبيل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، فمن الممكن أن ينتقل المرض إلى المولود. ونظراً الى أن جهاز مناعة المولود يكون في هذا الوقت غير مكتمل النمو بشكل كافٍ، فإن الجدري المائي يتخذ في هذه السن مساراً خطراً للغاية، وقد يصل الأمر إلى حد الوفاة.

 

تويتر